سمير بوسعد
«ليلة سقوط الملك» واهتزاز العرش الاسباني يذكرنا بسقوط غرناطة من الكاتالونيين انفسهم و«ربع» الملك الفونسو حينها أيام المجد والعزة العربية في الأندلس، لكن هذه المرة شارك لاعبون مسلمون مع «الملكي» وفشلوا وشارك الأندلسيون ممثلين بسيرجيو راموس، فالظروف تكاتفت على «الملكي» ومبروك للبرشا الفوز الخماسي، لكن السؤال يبقى: هل لعب ريال مدريد في الكلاسيكو؟ بالطبع لا، لأن ميسي وشافي لعبا مع أنفسهما، وتمنينا لو لعب الريال لتكون القمة العالمية ممتعة أكثر وأكثر حتى ان البعض أطفأوا التلفاز وغادروا لأنهم لم يروا الملكي او بالأحرى لم يروا فريقين في الملعب بل واحد لعب بأسلوبه الهجومي الممتد منذ 15 عاما كما قال المدرب جوسيب غوارديولا، كما ان لاعبي البرشا من منطقة واحدة ومدرسة «الاماسيا» المعروفين بولائهم الشديد لكاتالونيا، بينما لاعبو الريال جدد مع مدرب جديد اعترف بالخسارة الثقيلة.
وفي نظرة سريعة على المباراة من عين فنية أطلق الحكم أوتورالدي العنان بصافرته لهذه المباراة التي اتسمت في دقائقها الأولى بالضغط من جانب المستضيف الذي كان هو السباق بالهجوم، حيث ان نادي برشلونة سيطر على منتصف الميدان بـ 3 أمور: الأول تقارب الخطوط فيما بينها من حيث تقارب اللاعبين من حيث التمريرات القصيرة. والثاني من حيث الاستحواذ على الكرة وعدم التفريط فيها حتى في أسوأ الأحوال. والثالث الضغط على حامل الكرة وبكل قوة ومن جراء هذه الأمور التي رجحت كفة الكتلان جاء الهدف الأول من خطأ دفاعي فادح بتمريرة اينيستا التي ضرب بها خط دفاع الريال من ظهره ليتسلمها تشافي مودعها الشباك معلنا عن الهدف الأول للكتلان وبكل سلاسة.
ولم يتغير الشيء الكثير من سيناريو أول 10 دقائق من عمر المباراة حيث ان نسبة الاستحواذ تشير الى أن أصحاب الأرض والجمهور هم من تسيدونها بنسبة 58%.
ولم يعدل لاعبي الريال مدريد من رتمهم بعد هذا الهدف حيث كان الانتشار غير سليم والمساحات فارغة في منتصف ميدان الريال وعدم الضغط على حامل الكرة والتركيز على اللاعب ميسي وترك باقي مفاتيح لعب الكتلان دون مراقبة من جانب دفاع ريال مدريد ومن سوء تغطية للاعب بيدرو من تمريرة فيا.
لاعبو ريال مدريد مع مدربهم كانوا عاجزين أمام لاعبي الكتلان حتى بعدما جاء الهدف الثاني حيث ان العصبية التي تسببت في عدة إنذارات أفقدت لاعبي ريال مدريد البعض من توازنهم وتركيزهم من حيث الضغط على حامل الكرة الذي كان لابد من وجوده والتمريرات الخاطئة الكثيرة.
وبالاختصار فإن النقاط التالية تبرز سبب الخسارة وهي:
أولا: دفاع غير جيد ومهزوز بالمرة تسبب في هدفي الشوط الأول من سوء تغطية وتمركز.
وثانيا: عدم الضغط على حامل الكرة وإعطاؤه الوقت الكافي لينظر من حوله ويمرر.
وثالثا: مساحات وفراغات كثيرة في منتصف ميدان ريال مدريد وعدم العمل على سدها.
ورابعا: التمركز والانتشار غير السليم من جانب منتصف وهجوم ودفاع لاعبي الريال.
وخامسا: البطء في التحضير والتقدم الى مناطق الكتلان التي تسببت في إجهاض كل الهجمات.
وسادسا: عدم التحرك من دون الكرة في منتصف الميدان والهجوم من قبل لاعبي الريال.
وسابعا: غياب اللاعب القائد الذي منه تنطلق الكرات التي تعبر عن صنع الألعاب.
وثامنا: عدم الاحتفاظ بالكرة وخسرانها إما بفكها أو بالتمريرات الطولية.
وتاسعا: التمريرات الكثيرة المقطوعة التي كان سببها عدم التركيز.
وعاشرا: العصبية التي تسببت في عدة إنذارات قد تكلف الفريق الكثير في المستقبل.
وحادي عشر: التصرف غير الأخلاقي من جانب اللاعب سيرجيو راموس واستحق الطرد عليه.
وأخيرا: قلة حيلة مورينيو.
مبروك هذا الفوز المستحق بالنتيجة والأداء بغض النظر عن الهدف الثالث لبرشلونة ولعشاقه و«هارد لك» للنادي الملكي وعشاقه، والموعد في 17 أبريل في «كلاسيكو» الغضب والثأر.