ناصر العنزي
يتميز الصينيون بعيونهم الضيقة ومن صفاتهم الذكاء والدقة وقوة الملاحظة، ولا يرون أنفسهم متشابهين. ويقولون ان الوجوه العربية هي المتشابهة ويجدون صعوبة قي التفريق بينهم، ويستخدم الصينيون في كتاباتهم الرموز بدلا من الأحرف بطريقة طولية تصل لأكثر من 60 ألف رمز ولا أحد يحفظها كلها، ويقولون أيضا ان اللغة العربية هي الأكثر صعوبة في العالم وما يميز الإنسان العربي هو استقامة أنفه وطوله الفارع.
في إحدى المواجهات الكويتية ـ الصينية المتكررة دخل أفراد منتخبنا الى ملعب بكين لخوض لقاء الذهاب في تصفيات مونديال اسبانيا 1982 وكانت الترشيحات تنصب لمصلحة الأزرق العائد من فوز ثمين في ارض نيوزيلندا، وبينما كان منتخبنا يجري عملية الاحماء قبل نصف ساعة من المباراة كانت المدرجات خالية تماما وظن لاعبو منتخبنا ان الجمهور الصيني غاضب من فريقه وفي لحظات دخلت الجماهير تزحف كالنمل الى الملعب في نظام شديد للغاية وأخذوا مواقعهم في المدرجات خلال دقائق واستطاعت الصين الفوز بثلاثة أهداف صاعقة، وفي مباراة الإياب حقق الأزرق فوزا ثمينا بهدف وحيد للنجم الكبير عبدالعزيز العنبري من تسديدة قوية لم ير الحارس الصيني الكرة الا في الشباك ورددت الجماهير الكويتية «خل تنفعكم عيونكم الضيقة».
وفي كاس أمم آسيا في سنغافورة عام 1984 التقت الكويت والصين في نصف النهائي وحاصر منتخبنا خصمه وأضاع فرصا ثمينة، وامتدت المباراة الى شوطين إضافيين وبينما كانت المباراة في طريقها الى ركلات الترجيح ارتكب المدافع القوي سامي الحشاش خطأ فادحا ومرت الكرة من تحت قدمه لينفرد المهاجم الصيني بالمرمى والمعلق خالد الحربان يصرخ «مو وقته يا سامي، مو وقته يا سامي» ويسجل الصيني هدف الفوز والحربان مازال يردد «مو وقته يا سامي».
من اللافت ان الصين تلعب كرة «صامتة» اي ان لاعبيهم لا يتحدثون مع بعضهم الا نادرا، وترى كل لاعب مشغول بمهامه ولا يناقش الحكم اطلاقا حتى لو أشهر في وجهه بطاقتين حمراوين ويرجع ذلك الى تعود لاعبيهم على النظام والطاعة، في حين ان الملاعب العربية تشهد احتجاجات متكررة من اللاعبين والمدربين والجماهير، كما انتشرت ظاهرة الاحتجاج «بالحذاء» ويأتي حذاء شيكابالا في المرتبة الثانية من حيث الشهرة بعد حذاء الطنبوري.
عادة ما يفتتح الصينيون المائدة بشرب الشاي الأخضر مدة ما يقارب الساعة، ونتمنى ان تطول اليوم لمدة ساعة ونصف هي مدة مباراتنا معهم ويكون وقتها الأزرق قد التهم «البوفيه» وحده ونردد بعدها صحة وعافية.