الدوحة - ناصر العنزي موفد جمعية الصحافيين
عبدالعزيز جاسم موفد «الأنباء»
يستهل منتخبنا الوطني اليوم مشواره في بطولة كأس آسيا عندما يلتقي الصين على ملعب ثاني بن جاسم في الغرافة في افتتاح مبارياته بالمجموعة الاولى التي تضم أيضا قطر وأوزبكستان، ويسعى الازرق الى فك رموز المنتخب الصيني الغامض كي يظفر بأول 3 نقاط له في البطولة. كما يأمل منتخبنا ان يكون الاستقرار الذي صبغ مسيرته الفترة الماضية والانجازات التي حققها هما كلمة السر في فك شفرة الصينيين.
ويملك «الأزرق» تاريخا حافلا في بطولات آسيا، فقد شارك فيها 8 مرات، وكان أول منتخب عربي يحقق اللقب عام 1980 عندما استضاف البطولة على أرضه بفوزه على كوريا الجنوبية 3 - 0 في المباراة النهائية، بالإضافة الى حلوله وصيفا في نسخة 1976 بعد خسارته في النهائي أمام ايران المضيف، فيما احتل المركز الرابع 1996 في الامارات، والثالث في سنغافورة 1984.
وكانت المشاركة الاخيرة للازرق في كأس آسيا بالصين عام 2004 حين خرج من الدور الاول بخسارتين أمام كوريا الجنوبية 0-4 والأردن 0-2 وفوز يتيم على الامارات 3-1. حيث فشل في التأهل الى نهائيات النسخة الماضية عام 2007.
أما الصين فلا يزال يبحث عن لقبه الأول في البطولة التي يشارك فيها للمرة العاشرة بعد أعوام 76 و80 و84 و88 و92 و96 و2000 و2004 و2007، وكان قريبا من هدفه في مناسبتين لكنه خسر في المباراة النهائية عامي 1984 أمام السعودية 0-2 في سنغافورة و2004 أمام اليابان 1-3 في عقر داره.
ويبقى التأهل الى نهائيات مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان أفضل انجازات منتخب الصين حتى الآن.
ويمر الازرق بأفضل أيامه في الوقت الحالي من حيث تواجد عدد من اللاعبين المميزين ومدرب محنك هو الصربي غوران توفاريتش وجهاز إداري مميز بقيادة أسامة حسين، لذلك كل الظروف مهيأة لتحقيق الفوز والنقاط الثلاث التي يبدو أنها أقرب لمنتخبنا أكثر من الصين.
نقاط الضعف والقوة
ويتضح من خلال تدريبات الازرق في الفترة الماضية انه ركز على طريقة لعب المنتخب الصيني في المباريات الودية الاخيرة ووضع غوران النقاط فوق الحروف من خلال اكتشاف نقاط الضعف والقوة للصينيين، لذلك تبلورت الفكرة لدى غوران الذي وضع التشكيلة قبل المباراة بـ 48 ساعة، ففي حراسة المرمى سيكون الجسور نواف الخالدي وفي الدفاع فهد عوض ومساعد ندا وحسين فاضل وعامر المعتوق «يعقوب الطاهر»، وفي الوسط طلال العامر وجراح العتيقي وفهد العنزي ووليد علي، وفي الهجوم بدر المطوع «خالد خلف» ويوسف ناصر.
ويبدو ان غوران فضل من البداية ان يلعب بأسلوبه وطريقته، وان يجعل الخصم هو الذي يجاريه لامتلاكه أسلحة كثيرة في الملعب خصوصا في الناحية الهجومية، وهو ما يرهب اي خصم وليس الصيني فقط، لأن مراقبة المطوع إن شارك صعبة وإيقاف خطورة العنزي أيضا صعبة والحد من سرعة وليد تحتاج إلى جرأة وجهد كبير، وكل تلك الامور تجعل الكفة لصالح غوران.
ولكن ما يشغل الجهاز الفني ان الصينيين وان لعبوا مباريات ودية كثيرة فمازالوا غامضين ومن الصعب التحقق من قدراتهم من خلال مباريات ودية لذلك ستكون الـ30 دقيقة الاولى هي الفيصل بين الازرق والصين وستعطي الضوء الاخضر في الأفضلية لمنتخب على آخر بالسيطرة على زمام الامور.
مهمة لاعبي الوسط
ويعلم غوران ان الصين يعتمد على الارتداد السريع في الدفاع والهجوم لذلك سيعطي دورا مضاعفا للاعبي الوسط الجناحين العنزي ووليد بالهجوم والدفاع في نفس الوقت كما سيؤمن الدفاع بأكبر عدد من اللاعبين خوفا من دخول هدف من هجمة مرتدة يصعب تعويضه مع مرور الوقت.
وتشير جميع الدلائل والتوقعات إلى ان المباراة لن تكون سهلة على المنتخبين مع ترجيح كفة الازرق نوعا ما بسبب الطفرة الكبيرة التي حققها في الفترة الماضية وتراجع مستوى الصين، إلا ان الصينيين سيسعون لتكون لهم كلمة وسيحاول المدرب الصيني غاو هونغيو ان يثبت ان اختياره لهؤلاء الشباب لم يأت من فراغ بل لأنه وجد فيهم الموهبة التي تتيح له تحقيق المفاجأة والتقدم خطوة خطوة نحو الادوار المتقدمة، لكنه يعلم انه يواجه اليوم منتخب الكويت الذي بات رقما صعبا في المجموعة والفوز عليه سيكون بمثابة بوابة العبور للدور ربع النهائي بنسبة كبيرة.
ويملك غاو جميع المعلومات عن لاعبي الازرق وإمكاناتهم من خلال بطولتي غرب آسيا وخليجي 20 لاسيما ان منتخبنا لا يغير في أسماء اللاعبين من مباراة إلى أخرى إلا ما ندر. ولكن في النهاية من يقاتل طوال الـ 90 دقيقة سيكون الفوز من نصيبه والأمل كبير في لاعبي الازرق ليس في خطف الفوز فقط، بل في خطف الأنظار للمستوى الذي يتوقع أن يظهروا به في المباراة الاولى.
حسين: الانطلاقة الحقيقية
اعتبر مدير المنتخب الوطني اسامة حسين ان معنويات لاعبي «الأزرق» مرتفعة وان لديهم الحماس لتحقيق لقب ثالث بعد دورتي غرب اسيا وكأس الخليج. وقال حسين «معنويات اللاعبين مرتفعة ولم تختلف عما كانت عليه في دورتي غرب آسيا وكأس الخليج بل زاد الحماس بإضافة لقب ثالث». و«علينا في الوقت الحالي التركيز فقط على مباراة الصين وبعدها نفكرة بمباراتي اوزبكستان وقطر، فاللعب في المجموعات وتجميع النقاط يختلف كثيرا عن طريقة خروج المغلوب». واشار حسين الى ان «مواجهة الصين تعتبر نقطة الانطلاق الحقيقية للمنتخب لكن ذلك لا يعني ضمان التأهل في حال الفوز والعكس صحيح لا يعني الخروج في حال الخسارة»، مؤكدا ان «المنتخب يبحث عن التأهل».
محمود: لن نجازف بإشراك المطوع
أكد الجهاز الطبي للمنتخب الوطني أن فرصة لحاق اللاعب بدر المطوع بالمباراة المرتقبة أمام الصين اليوم تتراوح بين 40 و60 % بسبب الإصابة التي تعرض لها والتي يتعافى منها حاليا.
وتعرض المطوع للإصابة في كاحل القدم اليمنى الثلاثاء الماضي خلال التدريب الأول بعد وصول المنتخب إلى الدوحة. وغاب المطوع عن تدريبات المنتخب اول من امس حيث وضع له الجهاز الطبي ضمادة حول موقع الإصابة كما يخضع لبرنامج علاجي مكثف. وقال طبيب الفريق د.عبد المجيد البناي «نحاول جاهدين مساعدة المطوع على التعافي في الوقت المناسب قبل لقاء الصين، خضع للحقن ويخضع الآن للعلاج. سنبذل قصارى جهدنا لتجهيزه. ولكننا لن نجازف به في مباراة الصين إذا ظل يشعر بالألم».
العامر وهاو وجهاً لوجه
يعتبر المهاجم الصيني هاو جونمن «23 عاما» أبرز ورقة رابحة للصينيين وأحد أفضل اللاعبين في الصين في الاونة الاخيرة، وقدم في السنتين الماضيتين مستوى مميزا جعل احد اكبر الاندية الالمانية شالكه يتعاقد معه، ويتميز هاو بكثرة الحركة والتمرير الدقيق بالاضافة الى سرعته مع المهارة. اما نجم خط وسط الازرق طلال العامر «23 عاما» فصعد نجمه بسرعة ويحتاج الى وقت ليصبح من افضل لاعبي الوسط في آسيا خصوصا في منطقة الارتكاز، واكتشفه المدرب الوطني السابق للازرق محمد ابراهيم وضمه للمنتخب في خليجي 19 بعمان الا أنه لم يشركه ومع تسلم غوران المهمة لم يغب العامر عن تشكيلته الاساسية، ويعتمد العامر كثيرا على هدوئه في قطع الكرات وتمريرها بدقة لاقرب لاعب دون تعقيد ما جعله أفضل لاعب في الكويت في هذا المركز حاليا، فهل يستطيع العامر بهدوئه وتركيزه العالي أن يمنع هاو من التحرك بأريحية ام ستكون لهاو المحترف كلمة اخرى.
الخالدي: التركير والحذر
اكد نواف الخالدي ان المهم في مباراة اليوم هو تخطي عقبة منتخب الصين القوي بتحقيق الفوز وهو ما سيقرب الأزرق بصورة كبيرة من التأهل، لكن على اللاعبين التركيز والحذر لاسيما ان الصين يتطور من سنة الى اخرى الا ان ذلك لن يثني اللاعبين عن القتال من اجل الفوز.