سمير بوسعد
«زيِّنوا المرجة والمرجة لنا.. شامنا فرجة وهي مزينة»، أهزوجة دمشقية رددها أبطال الثورة في زمن المقاومة لكل أساليب الاستعمار، وغناها الأطفال حتى الآن في الأعراس كعنوان عريض لأفراح أهل الشام. وكيف لا تردد اليوم في سماء دوحة العرب الكريمة ووجه السعد على «نسور قاسيون» التي اطلت من أعالي جبل قاسيون حامي الشام واهلها ودوت في اذان السوريين في قطر مونديال 2022، وقطر الغيث الدائم لكل العرب. وكان غيث المنتخب السوري فوزا كبيرا تحقق بالروح القتالية العالية وسلاح الإرادة اللذين كانا السبب الاول والأخير للنصر المدوي على المنتخب السعودي الشقيق المليء بالنجوم والأسماء الكبيرة، فمرحى لسورية هذا الفوز العربي الاول في كأس آسيا لاسيما ان «نسور قاسيون» لم يخسروا في التصفيات المؤهلة الى نهائيات الدوحة.
الدوحة تزينت والمرجة فرحت في قلب الشام وعبدالرزاق الحسين كان «رزاق» بهدفيه وتصدره قائمة الهدافين، ونجح في الاختبار بعد انضمامه على حساب ماهر السيد وزياد شعبو ورجا رافع، فكان عند الوعد وصنع نصرا من ذهب بمؤازرة من زملائه في المنتخب.
الفوز الأول كان مهما والمباراة الثانية امام اليابان هي لتجميع النقاط، بينما مواجهة الأردن هي مفتاح التأهل الى الدور ربع النهائي، لقد برع مدرب سورية الروماني تيتا فاليريو، وكان «تيتو» بحق صاحب الهمة والارادة في تحقيق الفوز لأبناء الشام، وكان له ما اراد في معادلة هي «س ـ س» التي تعتبر خير معادلة للجميع لأنها تعمل لمصلحة العرب دوما، وفي الرياضة كانت حاضرة بروح رياضية عالية بين المنتخبين الشقيقين السعودي والسوري.
مبروك للنسور و«هارد لك» للأخضر والبطولة لم تنته، ونتمنى بلوغ منتخبين عربيين عن هذه المجموعة ليكتمل العرس العربي في الدوحة التي تزينت بكل اطيافها من «سوق واقف» الى الكورنيش الى الجزيرة الرياضية الرائعة بحياديتها ونقلها للأحداث بمهنية وتألق، ونأمل أن يمتد صدى الفوز العربي الى الجميع وان تكون كأس آسيا عربية الهوى.