اضطر الاتحاد السعودي لكرة القدم الى الاستعانة للمرة الرابعة بخدمات المدرب المحلي ناصر الجوهر لتسلم دفة المنتخب بعد اقالة البرتغالي جوزيه بيسيرو من الجهاز الفني عقب الخسارة المفاجئة امام سورية 1-2.
وكان بيسيرو تسلم منصبه على رأس الادارة الفنية للمنتخب السعودي منذ اكثر من عامين خلفا للجوهر بالذات، لكنه فشل في قيادته الى نهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا للمرة الخامسة على التوالي، وخسر نهائي كأس الخليج في اليمن قبل شهرين امام «الأزرق» 0-1.
ومنذ العام 2000، بدأ اسم ناصر الجوهر يظهر في الجهاز الفني للمنتخب عندما كان مساعدا للمدرب التشيكي ميلان ماتشالا في النهائيات الأسيوية في لبنان، وبعد خسارة السعودية في أول لقاءاتها أمام اليابان 1- 4 تم الاستغناء عن ماتشالا واسندت المهمة الى الجوهر الذي نجح في قيادة المنتخب الى المباراة النهائية قبل ان يخسر مجددا امام اليابان بهدف دون مقابل. أعطى هذا النجاح للجوهر فرصة البقاء في الأجهزة الفنية للمنتخب كمدرب مساعد.
وفي التصفيات المؤهلة الى كأس العالم 2002، خلف الجوهر الصربي سلوبودان سانتراتش بعد المباراة الأولى ونجح في المهمة وأوصل الأخضر الى النهائيات.
وكان الجوهر ايضا عين مدرب طوارئ خلفا للبرازيلي هيليو سيزار دوس انغوس عام 2008، قبل ان يستقيل من منصبه في فبراير عام 2009 اثر الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها من الصحف المحلية.
والجوهر مولود في الاول من يونيو عام 1964 وكان لاعبا سابقا في صفوف النصر على مدى 20 عاما، وشارك في صفوف منتخب بلاده اربع مرات في كأس الخليج.
ومن انجازات الجوهر على رأس المنتخب الاخضر قيادته للتأهل الى نهائيات كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، حيث تعرض لهزيمة قاسية امام المانيا 0-8، فخسر منصبه لاحقا.
وكان المنتخب السعودي توج بإشراف الجوهر بخليجي 15 في الرياض، كما خسر نهائي خليجي 19 امام عمان الدولة المضيفة بركلات الترجيح.
ولا يختلف اثنان على قوة المنتخب السعودي في بطولات كأس آسيا منذ بدء مشاركته فيها، فهو الوحيد حتى الآن الذي خاض ست مباريات نهائيات، فاز في نصفها، ويتقاسم مع نظيريه الايراني والياباني الرقم القياسي لعدد الالقاب.
جاءت الالقاب أعوام 1984 و1988 و1996، والوصافة اعوام 1992 و2000 و2007.
وحدها دورة الصين عام 2004 شهدت أسوأ مشاركة للكرة السعودية في كأس آسيا حين خرج من الدور الأول.
ستة نهائيات قارية في سبع مشاركات جعلت من «الاخضر» ماردا تحسب له جميع المنتخبات من الشرق والغرب حسابات كثيرة، خصوصا انه كان يحمل معه جديدا مؤثرا في كل مشاركة وكان يؤكد مقولة ان الكرة السعودية «ولادة» نظرا للكم الهائل من اللاعبين الموهوبين ومن الاجيال المتعاقبة.
الانجازات القارية اعقبت دخولا قويا على خط نهائيات كأس العالم الذي ربط «الاخضر» اسمه بها اربع مرات متتالية في الولايات المتحدة 1994 حين فاجأ الجميع وبلغ الدور الثاني، وفرنسا 1998، وكوريا الجنوبية واليابان 2002، والمانيا 2006.
باختصار، فرض المنتخب السعودي هيبته على جميع منافسيه في اكبر قارات العالم، لكنه لم يعد كذلك في الفترة الماضية التي شهدت تراجعا مخيفا في نتائجه وامكانيات لاعبيه المهارية، وايضا عدم انسجام الفكر التكتيكي للمدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو مع اللاعبين.
لم تترك فترة تولي بيسيرو مهمة القيادة الفنية خيارات وسطية لدى الشارع الرياضي السعودي وحتى الاعلام المحلي، فواجه انتقادات عنيفة منذ فشله في ايصال «الاخضر» الى المونديال الذي اعتاد السعوديون المشاركة فيه، كما انه خسر نهائي «خليجي 19» امام عمان مطلع عام 2009 واخيرا نهائي «خليجي 20».
جدد الاتحاد السعودي الثقة ببيسيرو اكثر من مرة بعد الحملات الحادة التي تعرض لها، الى ان اتت دورة كأس الخليج العشرين في اليمن وكشفت تخبطا خطيرا في التخطيط اولا والاعداد ثانيا.
القحطاني: لعبنا مباراة سيئة
خرج مهاجم المنتخب السعودي ياسر القحطاني حزينا للغاية اثر الهزيمة المفاجئة التي تعرض لها الأخضر أمام سورية.
وقال القحطاني «جميعنا يتحمل المسؤولية ولا يمكن لطرف أن يتحملها وحده دون الآخرين.. لم نكن في يومنا.. وأداؤنا كان متواضعا وتلك حقيقة يجب ان نقر بها.. الآن علينا أن نراجع أنفسنا ونصحح أخطاءنا حتى نتمكن من التعويض». وحول ما إذا كان الحظ قد خدم المنتخب السوري، أكد القحطاني «المنتخب السوري لم يسرق الانتصار لأنه تعب من أجله واستحقه عن جدارة.. علينا أن نقر ونعترف بأننا لعبنا مباراة سيئة وكنا خارج المستوى المعتاد ويجب أن نستفيد من ذلك خاصة من أجل التعويض في المباراتين المقبلتين أمام اليابان والأردن».
التشجيع السوري أبهر الجميع
أبهر تشجيع الجماهير السورية لمنتخبهم الجميع في مباراة السعودية والتي انتهت بفوز بلادهم 2-1، حيث كان منظما وبصوت واحد وغطى على كل ارجاء الملعب، ولم يكتفوا بذلك بل واصلوا التشجيع بعد المباراة ومنهم من ذهب إلى الفندق لتحية اللاعبين.