من دون ضجيج او ضغوط، يدخل منتخب الامارات المنافسات بلقاء غامض مع نظيره الكوري الشمالي ضمن منافسات المجموعة الرابعة.
ويسعى «الابيض» الاماراتي الى اجتياز حاجز «تشوليما»، وهو لقب المنتخب الكوري الشمالي نسبة الى حصان خرافي مجنح يرمز الى القوة والسرعة في كوريا الشمالية.
الفوز على كوريا الشمالية في المحطة الاولى يسهل مهمة الاماراتيين كثيرا في المواجهتين الصعبتين امام العراق وايران، لكن المدرب السلوفيني ستريشكو كاتانيتش يدرك ان فريقه وقع في مجموعة قوية وان عليه فرض ايقاع عالي المستوى اذا ما اراد حجز احدى بطاقتي المجموعة الى ربع النهائي.
يمتاز منتخب الامارات هذه المرة بمواهب فرضت قدراتها في الفترة الاخيرة، خصوصا الشباب منهم الذين حصدوا نتائج باهرة في صعيد منتخب الشباب والمنتخب الاولمبي، فشكلوا اضافة مهمة جدا فضلا عن لاعبي الخبرة الذين خاضوا غمار دورة كأس الخليج في اليمن وبلغوا فيها نصف النهائي.
منتخب الامارات يتطلع الى تجاوز الاخفاقات الاخيرة آسيويا ومن ثم التحضير جيدا لحضور قوي في تصفيات كأس العالم املا في التأهل الى مونديال البرازيل عام 2014 لتكرار انجاز لم يغب عن الذاكرة حين قاد جيل موهوب يتقدمه عدنان الطلياني المنتخب الى مونديال ايطاليا عام 1990.
وتألقت الامارات بشكل لافت في كأس اسيا خلال فترة التسعينيات عندما حلت ثالثة في نسخة عام 1992 في هيروشيما بخسارتها امام الصين بركلات الترجيح 3-4 (الوقتان الاصلي والاضافي 1-1)، وثانية عام 1996 في ابوظبي بخسارتها امام السعودية في النهائي بركلات الترجيح ايضا 2-4 (الوقتان الاصلي والاضافي 0-0)، قبل ان تشهد تراجعا مخيفا في النسخ التالية.
وفشلت الامارات في التأهل الى نهائيات 2000 في لبنان، وخرجت من الدور الاول في نسختي 2004 و2007، ولم تحقق سوى فوز واحد كان على قطر 2-1 في آخر ست مباريات لها في البطولة.
واستعد منتخب الامارات لكأس آسيا بخوض مباراتين وديتين، ففاز على سورية 2-0 ثم تعادلا سلبا مع استراليا ما جعل كاتانيتش يطمئن على جهوزية لاعبيه خصوصا بعد ان دمج المنتخبين الاول والاولمبي عقب كأس الخليج.
الابيض شارك في «خليجي 20» بغياب اكثر من عشرة لاعبين اساسيين بسبب ارتباطهم بالمنتخب الاولمبي في دورة الالعاب الآسيوية وبنادي الوحدة المشارك في حينها ببطولة العالم للأندية في ابوظبي.
وقدم المنتخب الاماراتي عروضا جيدا في البطولة الخليجية، فتعادل مع العراق بطل اسيا وعمان بطلة «خليجي 19» سلبا، ثم فاز على نظيره البحريني 3-1، قبل ان يخسر في نصف النهائي امام السعودية 0-1.
وكان المنتخب الاولمبي يسطر في خط متواز انتصارات لافتة في طريقه الى نهائي اسياد غوانزو، فأخرج المنتخبين الكوريين الشمالي والجنوبي، ثم فرض سطوته على نظيره الياباني معظم فترات المباراة النهائية فأهدر عددا كبيرا من الفرص واهتزت شباكه بهدف في الدقائق الخمس الاخيرة.
جيل المنتخب الاولمبي، الذي يعتبر مستقبل كرة الامارات ويتم اعداده للمشاركة في تصفيات اولمبياد لندن 2012، سبق ان احرز كأس آسيا للشباب عام 2008، وتأهل الى دور الثمانية من كأس العالم للشباب عام 2009 في مصر.
ومن المتوقع ان يشرك كاتانيتش امام كوريا الشمالية كلا من الحارس ماجد ناصر، وخالد سبيل ويوسف جابر وفارس جمعة (او وليد عباس في حال جهوزيته) وحمدان الكمالي في الدفاع، وسبيت خاطر وعامر عبدالرحمن وعلي الوهيبي (اسماعيل الحمادي) ومحمود خميس في الوسط، واسماعيل مطر واحمد خليل في الهجوم.
حسن التنظيم
في المقابل، استعد المنتخب الكوري الشمالي الذي انتزع بطاقته مباشرة الى نهائيات مونديال 2010 في جنوب افريقيا على حساب نظيره السعودي، لخوض غمار النهائيات للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 1966.
ويمتاز الكوريون الشماليون بحسن التنظيم والتكتكل الدفاعي الذي ظهر جليا امام منتخب البرازيل حامل الرقم القياسي بخمسة ألقاب في كأس العالم حين حافظوا على نظافة شباكهم في الشوط الاول قبل ان يتلقوا هدفين في الشوط الثاني، ثم قلصوا الفارق قبيل صافرة النهاية.
التنظيم الدفاعي للكوريين الشماليين امام البرازيليين انهار تماما امام منتخب البرتغال الذي دك شباكهم بسبعة اهداف نظيفة، قبل ان تكشف ساحل العاج مستواهم الحقيقي بثلاثية في المباراة الاخيرة.
وتشارك كوريا الشمالية في النهائيات الآسيوية للمرة الثالثة، فقد بلغت ربع النهائي في الكويت عام 1980 قبل ان تحل رابعة، ثم خرجت من الدور الاول في اليابان عام 1992.
تضم التشكيلة الحالية مزيجا من لاعبين ولدوا في كوريا الشمالية وآخرين ولدوا في اليابان مثل آن يونغ-هاك لاعب اوميا أردييا الياباني.
ويبرز في التشكيلة الكورية الشمالية عدد من المحترفين هم آن يونغ-هاك (أوميا أردييا الياباني)، وريانغ يونغ-جي (فيغاليتا سانداي الياباني) وقائد المنتخب هونغ يونغ-جو (روستوف الروسي)، في حين انتقل جونغ تاي-سي من كاوازاكي فرونتال الياباني الى بوخوم الالماني عقب مونديال 2010.
يقود المنتخب الكوري الشمالي المدرب جو تونغ سوب الذي خلف كيم جونغ-هون عقب المونديال.
وقد استعد المنتخب الكوري الشمالي خلال المنطقة العربية خلال الاسبوعين الماضيين، فأقام معسكرا في القاهرة التقى فيه نظيره الكويتي مرتين، فخسر امامه 0-2 ثم تعادل معه 2-2، ثم فاز على قطر والبحرين بنتيجة واحدة 1-0.
الكاس: نعرف الكوريين
قال المهاجم الاماراتي المخضرم سعيد الكاس «منتخبنا يضم مجموعة من اللاعبين من فئات متنوعة منهم الشباب ومنهم من يمتلكون الخبرة، استعداداتنا للبطولة جيدة، نركز الان على مــباراتنا الاولى مع كوريا الشمالية ونعرف الكثير عنهــا فقد سبق ان واجهناها في اكثر من مناسبة».
سجل جيد لكاتانيتش
تعول الامارات كثيرا على فكر المدرب السلوفيني ستريشكو كاتانيتش الذي نجح خلال فترة عمله التي تجاوزت السنة في خلق توليفة مميزة اثبتت نجاحها في التأهل الى النهائيات في صدارة المجموعة الثالثة.
كما نجح كاتانيتش في قيادة الامارات الى الدور نصف النهائي في بطولة كأس الخليج العشرين رغم انه شارك بفريق غاب عنه لاعبو المنتخب الاولمبي وفريق الوحدة.
خاض منتخب الامارات تحت قيادة كاتانيتش منذ ان حل في 10 يونيو 2009 بديلا للفرنسي دومينيك باتنيه، 18 مباراة ما بين رسمية وودية، فلم يعرف الخسارة الا في 4 مناسبات في حين فاز 9 مرات وتعادل 5 مرات، وهذا ما يؤكد الفاعلية التي وصل اليها «الابيض» في عهد مدربه السلوفيني وخصوصا من ناحية القوة الهجومية والدفاعية (سجل 23 هدفا ودخل مرماه 11 هدفا).