الدوحة ـ ناصر العنزي ـ موفد جمعية الصحافيين
عبدالعزيز جاسم ـ موفد «الأنباء»
لم تأت الرياح بما تشتهي سفن الازرق وجماهيره، فقد كانت منطلقة بسرعة كبيرة حتى وقفت عند اول موجة في الدقيقة 40 «الهدف الاوزبكي الاول»، ثم اخذت بالعودة شيئا فشيئا وقطعت نصف الطريق نحو بر الامان بعد أن سجل بدر المطوع هدف التعادل مع بداية الشوط الثاني، إلا أن هذه الرياح توقفت كليا وبقت سفن الازرق متوقفة ومصدومة للهدف الثاني الذي تلقاه المنتخب في شباكه وكأن جميع اللاعبين أصابهم الذهول، وبالرغم من كل هذا وصعوبة المباراة إلا أن اللاعبين حاولوا بكل ما لديهم استعادة النشاط مرة اخرى إلا أن إضاعة الفرص الكثيرة وتألق الحارس الاوزبكي حرما الازرق على الأقل من هدف تعادل كان عادلا بالفعل لو تحقق وأبعدنا عن تلك الحسابات المعقدة. وبدأ الازرق المباراة بتشكيلة مثالية بالرغم من غياب قلب الدفاع الموقوف مساعد ندا لكن اللاعبين قاموا بدورهم على أكمل وجه، وبدا واضحا ان المنتخب الاوزبكي أراد أن يجر لاعبي الأزرق للاندفاع نحو مرماهم تمهيدا لضربهم في هجمة مرتدة، إلا أن مدرب الازرق الصربي غوران توفاريتش كان تفكيره سليما وفي محله عندما حرص على إبقاء 3 مدافعين مع لاعب ارتكاز في كل هجمة كانت كافية في افساد جميع الهجمات التي كانت نادرة لان منتخبنا كان أفضل حالا وانتشارا في الملعب إلا انه وجد صعوبة في استخلاص الكرة من الاوزبكيين الذين كانوا يتناقلون الكرة بسلاسة ودون أي ارتباك حتى في حال الضغط المباشر على كل لاعب بسبب تواجد لاعب يعتمدون عليه كثيرا وهو سيرفر دجيباروف الذي حصل على افضل لاعب في المباراة.
ومن البداية تفاءل كل من شاهد الازرق وظن أن الامور ستسير لصالح منتخبنا بسبب تألق المطوع ووليد علي في شن الهجمات خصوصا الاخير الذي بذل مجهودا أكثر من رائع لكنه لم يجد من يسجل الاهداف بسبب انشغال يوسف ناصر بتأدية أدوار دفاعية اكثر منها هجومية ولابتعاد فهد العنزي عن مستواه والذي كان نقطة ضعف في الشوط الأول لعدم ايجاده الحلول حتى وإن كانت هناك رقابة لصيقة عليه واتضح من خلال الاداء ان غوران لم يرد المغامرة كثيرا في الشوط الأول بتسجيل هدف لكن الاهم كان هو عدم تسجيل المنتخب الاوزبكي في هذا الشوط إلا أن الخطأ الذي ارتكبه حسين فاضل على مشارف منطقة الجزاء وعدم وقوف حائط السد بصورة جيدة والذي جاء منه الهدف تسبب في ضياع الطريقة التي كان يود غوران أن يغير بها شكل الازرق ويفاجئ بها الأوزبك.
فتح الملعب
واضطر غوران بعد الهدف الاول إلى اخراج لاعب الارتكاز الصريح جراح العتيقي واشرك حمد العنزي الذي جاءت بعد دخوله بشائر الخير بعد دقيقة عندما احتسب له الحكم البحريني نواف شكرالله ركلة جزاء لا غبار عليها ونفذها المطوع بنجاح، إلا ان هذا الهدف جعل اللاعبين أكثر اندفاعا وانجرفوا كثيرا نحو هدف الفوز ونسوا أن خلفهم مرمى ودفاعا أصبح مشرعا للهجمات الأوزبكية بسبب عدم مساندة اي لاعب من الوسط لطلال العامر الذي كان يجري وحيدا لصد الهجمات وهذا ما اراده الاوزبك منذ البداية وفعلا تحقق لهم ما ارادوا حتى انه في احدى الهجمات اضطر يوسف ناصر لقطع 3 أرباع الملعب للعودة بسرعة لمنطقة الدفاع وقطع الكرة ما يعني ان التركيز بين اللاعبين افتقد، وكان الاجدر أن يدخل غوران لاعبا في الوسط بهذا التوقيت إما فهد الانصاري أو صالح الشيخ لترتيب الأوراق مرة أخرى ليأتي الهدف الصدمة الثاني من دجيباروف فدفع غوران بعبدالعزيز المشعان بدلا من وليد، وأحمد عجب بدلا من فهد عوض ليلعب بـ 3 مهاجمين في محاولة اخيرة لتفادي الموقف وفعلا كانت قراءته صحيحة للمباراة ولكن اللاعبين أضاعوا العديد من الفرص السهلة التي كانت كفيلة بالخروج بالتعادل على اقل تقدير والا ندخل في حسابات معقدة في المباراة الاخيرة أمام قطر، ولكن في النهاية قدم اللاعبون أقصى مالديهم وكانوا يحاولون بكل الطرق والاساليب وكذلك كان معهم غوران الذي يؤخذ عليه فقط تفرجه دون فعل أي شيء بعد هدف التعادل وقبل أن تسجل اوزبكستان الهدف الثاني. أما فهد العنزي فعليه أن يراجع نفسه قليلا ويعود الى مستواه لان التسديدة الاخيرة في المباراة لم ترض الجماهير التي كانت تتوقع أن يكون نجم البطولة ويساعد الازرق على التأهل الى الدور ربع النهائي.
حمادة: الكرة لا تعترف بالمستحيل
قال مساعد مدرب الازرق عبدالعزيز حمادة ان مواجهة قطر في الجولة الأخيرة ستكون معقدة لان الازرق بحاجة الى فوز بفارق 3 أهداف شرط أن تفوز أوزبكستان على الصين، مشيرا الى أن كرة القدم لا تعترف بالمستحيل ومن حق الازرق التفكير في التأهل حاله حال باقي المنتخبات لذلك علينا اثبات الوجود في المباراة الأخيرة كما أن الفرصة مواتية وليس لدينا عذر في حالة الخروج.
وأضاف حمادة أن اللاعبين أدوا جيدا ولم يكتب لهم الفوز ولعبوا بشكل منظم لكن النتيجة جاءت لصالح أوزبكستان في النهاية، مشيرا إلى أن هناك قصورا في الدفاع من ناحية الكرات الثابتة وعلينا العمل بجد لتصحيح ذلك خصوصا ان اللاعبين أدوا جيدا ونحن كجهاز فني نتحمل المسؤولية.
كما نعترف بأن المباراة الأولى امام الصين وما حدث خلالها، غير من استراتيجيتنا وجعلنا نلعب للفوز امام أوزبكستان وأربك حساباتنا وشتت تركيزنا.
وبيّن حمادة ان المنتخب تأثر بغياب مساعد ندا لانه عنصر مؤثر ومهم وله وزنه ونبني عليه خططا وهذا امر طبيعي رغم ان هناك من يعوضه ورغم ان بديله عامر المعتوق كان أفضل لاعب امام أوزبكستان، وعن تراجع مستوى فهد العنزي قال ان ما ينقص العنزي الخبرة حيث يملك مشوارا دوليا يقل عن العام الواحد.
كما يعاني طلال العامر وفهد العنزي من إصابة، وكان المنتخب قد خاض تدريبا ترفيهيا أمس على شاطئ الفندق المقيم فيه.
إصابة عوض وفاضل والمشعان
تعرض المدافع فهد عوض لإصابة بالعضلة الخلفية في مواجهة أوزبكستان استبدل على أثرها ولا يعرف مصير مشاركته من عدمها في مباراة قطر الأحد المقبل وسينتظر الجهاز الفني تقرير الطبيب د.عبدالمجيد البناي غدا لتحديد مشاركته من عدمها.
كما تعرض حسين فاضل لإصابة في الكاحل وتلقى علاجا مكثفا حتى يتم الشفاء منها بسرعة إلا أن هذه الإصابة لن تعوقه من اللعب أمام قطر.
بشار معجب بفكر غوران
أبدى نجم الأزرق السابق بشار عبدالله اعجابه بالمغامرة «الهجومية» الرائعة لمدرب الأزرق غوران توفاريتش في الشوط الثاني وتبديلاته أمام أوزبكستان لتعديل النتيجة، مبينا ان الأزرق ضغط وأضاع أكثر من فرصة محققة للتسجيل والتي كانت ستغير مجرى المباراة.
وأضاف ان الأزرق يمر حاليا بفترة مميزة ويرى أنها في تقدم متواصل، مشيرا إلى ان كأس آسيا تختلف عن كأس الخليج وعلى الجميع التحلي بالواقعية في الطموحات بالنسبة لمنتخب شاب وواعد كالأزرق. وأشار بشار إلى ان التركيز كان منصبا على بلوغ الدور ربع النهائي والآمال قائمة انما هي آمال صعبة، موضحا أن جميع الأهداف التي تسببت في خسارة الأزرق كانت دائما تأتي من كرات ثابتة ما يعني أن اللاعبين طوال المباريات كان تمركزهم سليما باستثناء الكرات الثابتة.
طرد ندا ممكن يخرجنا
من الممكن ان يتسبب طرد المدافع مساعد ندا في مباراة الصين في خروج الازرق في حالة واحدة فقط هي فوز الازرق على قطر بهدفين نظيفين وخسارة الصين من اوزبكستان 2-1 يتم في هذه الحالة فقط اللجوء إلى قاعدة البطاقات الصفراء والحمراء.
حسين: التأهل صعب وليس مستحيلاً
قال مدير المنتخب الوطني أسامة حسين ان الأمل دائما موجود وكرة القدم لا تعترف بالمستحيل لكن تكمن صعوبة الأمر في انه في حالة فوزنا بالنتيجة التي نرغب بها سنحتاج مساعدة الآخرين لكي يحسموا تأهلنا وهو أمر صعب جدا واقعيا لكنه ممكن حسابيا. وأضاف انه لم يكن يرغب في أن يصل الأزرق إلى هذه المرحلة لكن المباراة الأولى مع الصين والخسارة بعد أخطاء الحكم الاسترالي بنيامين وليامز كانت السبب الرئيسي وراء وضع الازرق في هذا الموقف الذي لا يحسد عليه.
العنزي: الأمل لا يكفي
أكد المهاجم حمد العنزي أن عودة الأمل يعتبر أمرا جيدا لكن يجب ألا نقف عند هذا الأمل فيجب علينا ان نقدم كل ما لدينا في مباراة قطر ونحقق الفوز أما الباقي فنتركه للظروف بفوز أوزبكستان على الصين، مؤكدا أن جميع اللاعبين جاهزون لهذه المباراة وانهم يرغبون في تعويض الجماهير التي حرصت على الحضور بكثافة لمؤازرتنا بالفوز على أقل تقدير.