إبراهيم مطر
نادرا ما ترى لاعبا يسجل هدفا وبعدها يبكي حسرة وألما إلا ان يكون هذا الهدف قد أحرزه بالخطأ في مرمى فريقه، وربما يتسبب هذا الهدف في خسارة لقب او الإقصاء من بطولة، فيكون وقعه قاسيا وأثره شديدا على النفس، ما يذكرنا بقول الشاعر العربي القديم طرفة بن العبد: «وظلم ذوي القربى أشد مضاضة .. عليّ النفس من وقع الحسام المهند».
وتاريخ كرة القدم يسجل لنا أهدافا كثيرة ومواقف من هذا القبيل تكون مضحكة أحيانا، ما دفع البعض إلى تسميتها أهدافا بـ «نيران صديقة».
وأول هدف في مسابقة رسمية سجله لاعب بالخطأ في مرمى فريقه كان في 8 سبتمبر 1888 عن طريق المدافع الإنجليزي جيرشوم كوكس لاعب أستون فيلا ضد ولفرهامبتون.
بينما كان بطل أول ثنائية بالخطأ هو سام واين مع نادي أودلهام أثلتيك في 6 أكتوبر 1923 اذ سجل في شباك فريقه هدفين لمصلحة مان يونايتد، كما أنه سجل هدفين في شباك الأخير من ركلة حرة وركلة جزاء لتنتهي المباراة بالتعادل 2 ـ 2، والأهداف الـ 4 تحمل توقيع اللاعب نفسه وحمل لاعب أستون فيلا الإيرلندي ريتشارد دان رقما قياسيا إنجليزيا لا يحسد عليه اذ سجل أكبر عدد من الأهداف في مرمى فريقه، ما دفع مدربه الفرنسي جيرار هوييه ليقول له: «انس الأمر هذه الأمور تحصل في كرة القدم».
اما مدافع ماينتس نيكولتش نوفيسكي فأحرز هدفين في مرمى فريقه في 3 دقائق في 19 نوفمبر 2005 خلال مباراة فريقه مع اينتراخت فرانكفورت (2 ـ 2) في الدوري الألماني.
وكذلك التونسي كريم حاجي سجل هدفين من 3 دخلت مرمى فريقه هانوفر أمام بوروسيا مونشنغلادباخ في الـ «بوند سليغه» موسم 2009 ـ 2010. وبالأمس القريب وفي كأس الخليج الأخيرة باليمن حرم مدافع وقائد المنتخب القطري حامد شامي بلاده من التأهل الى الدور نصف النهائي عندما أحرز هدف التعادل للأخضر السعودي بالخطأ في مرمى منتخبه ليتأهل الأخضر بهذا التعادل. وفي المباراة التي حملت أول فوز للعنابي في تاريخها على مصر أهدى وائل جمعة هدفا لأصحاب الأرض في مرمى زميله عبدالواحد السيد. وفي بطولة آسيا الحالية، جاءت أهداف كثيرة بنيران صديقة بسبب تغيير اتجاه الكرة حيث تصطدم بأحد اللاعبين فيذهب الحارس في اتجاه وتدخل الكرة في الاتجاه الآخر بسهولة.
ففي ثاني مباراة في البطولة التي جمعت الأزرق مع الصين ارتطمت الكرة بحسين فاضل وتهادت داخل مرمى نواف الخالدي، وبعدها في مباراة الاردن واليابان جاء هدف الأردن بالطريقة نفسها، ثم في لقاء السعودية وسورية أحرز السوري عبدالرزاق الحسين هدفين بالطريقة نفسها ارتطمت الكرة في الأول بعبدالله الشهيل وفي الثاني بأسامة هوساوي. وفي مباراة كوريا الجنوبية مع البحرين أحرز كوو جا تشول هدفه الأول في مرمى البحرين بالطريقة نفسها، إذ سدد الكرة لتصطدم بالمدافع عبدالله المرزوقي وتخدع الحارس وتتهادى في داخل الشباك.
وفي لقاء العراق مع الامارات، كانت المباراة تلفظ أنفاسها الاخيرة وظن الجميع ان كل منتخب سيحصل على نقطة واحدة، بيد ان المدافع الإماراتي وليد عباس كان له رأي آخر عندما اصطدمت الكرة بقدمه وهزت شباك المرمى الأبيض مهديا «أسود الرافدين» فوزا على طبق من ذهب، والغريب ان اللاعب نفسه كررها مرة أخرى في مباراة منتخبه مع إيران أول من امس ليدخل بهذين الهدفين تاريخ بطولات آسيا ولكن من الباب الخلفي، حيث لم يسبق للاعب في البطولات الـ 14 الماضية ان أحرز هدفين في منتخب بلاده كما فعل عباس.
وفي مباراة سورية والأردن أهدى المدافع السوري علي دياب هدفا للأردن صعب مهمة «نسور قاسيون» وكلفه الخروج من البطولة، ليبلغ عدد الأهداف التي أحرزها اللاعبون في هذه البطولة في مرمى منتخباتهم 9 أهداف حتى الآن. فهل من الممكن ان تطول القائمة وتنقش فيها أسماء اخرى لتدخل هذه النسخة من كأس آسيا موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية في عدد الأهداف التي أحرزها اللاعبون في مرمى فرقهم؟