كشفت النهائيات الآسيوية هوة شاسعة في المستوى بين بعض منتخبات شرق آسيا ومنتخبات غرب القارة بدليل فشل اي منتخب عربي في حجز مكانه الى الدور نصف النهائي.
وهي المرة الاولى التي لا يتمثل فيها العرب في دور الاربعة منذ الدورة الخامسة في تايلند عام 1972، التي شهدت دخول العرب الى منافسات البطولة.
وشكلت دورة تايلند نقطة تحول مهمة في تاريخ البطولة الآسيوية لانها شهدت المشاركة العربية الاولى فيها بعد ان نجحت الاتحادات العربية في ابعاد اسرائيل عن الاتحاد الآسيوي.
وخاض منتخبا الكويت والعراق النهائيات لكنهما لم يوفقا في الوصول الى دور الاربعة.
وكانت الفرصة مثالية لكي تحقق المنتخبات العربية طموحاتها في البطولة الحالية التي تقام على ارض عربية خصوصا انها جميعها حظيت بمؤازرة جماهيرية جيدة وان كانت متفاوتة بين منتخب وآخر.
وكان احد ممثلي العرب طرفا في النهائي في جميع البطولات السابقة التي استضافتها دول عربية بما فيها النسخة التاسعة في الدوحة ايضا.
كما ان احد المنتخبات العربية كان طرفا في المباراة النهائية منذ عام 1980 وحتى 2007 باستثناء الدورة الثالثة عشرة في الصين عام 2004 حين توقف مشوار البحرين مفاجأة البطولة عند الدور نصف النهائي بخسارته بصعوبة امام نظيره الياباني الذي احرز اللقب الثالث في تاريخه على حساب اصحاب الارض 3-1.
عاد العرب بقوة في النسخة الماضية عام 2007 عبر منتخبي العراق والسعودية، فاقصى الاول كوريا الجنوبية وتخطى الثاني اليابان في نصف النهائي ليكون النهائي عربيا ـ عربيا للمرة الثانية في تاريخ البطولة بعد عام 1996، وحسمه المنتخب العراقي للمرة الاولى في تاريخه بهدف لمهاجمه يونس محمود.
خيبة كبيرة
الطموحات العربية كانت كبيرة جدا في الدورة الحالية بوجود 8 منتخبات عربية ومؤازرة لافتة من جماهيرها، لكن خمسة من الفرسان العرب سقطوا في الدور الاول هم السعودي والكويتي والبحريني والاماراتي والسوري، في حين توقف مشوار الثلاثة الاخرين عند حاجز ربع النهائي وهم العراقي والقطري والاردني.
ولكل منتخب قصة وحكاية في هذه البطولة خصوصا في الدور الاول وكان نجمه المنتخب السعودي الذي يتقاسم مع نظيريه الايراني والياباني الرقم القياسي برصيد ثلاثة القاب، اثر تلقيه ثلاث هزائم امام سورية 1-2 والاردن 0-1 واليابان 0-5، فاقيل مدربه البرتغالي جوزيه بيسيرو بعد الخسارة الاولى واسندت المهمة الى ناصر الجوهر الذي لم ينجح هذه المرة في تعديل الامور، كما ادت هذه النتائج الى قرار ملكي بتعيين الامير نواف بن فيصل بدلا من الامير سلطان بن فهد الذي استقال من جميع مناصبه الرياضية.
منتخب الكويت المتوج بطلا للخليج للمرة العاشرة في تاريخه خرج بخفي حنين ايضا رغم وجود اسماء توقع لها كثيرون التألق آسيويا خصوصا فهد العنزي، لكنه تلقى ثلاث هزائم ايضا امام الصين 0-2 (شهدت المباراة اخطاء تحكيمية فادحة) واوزبكستان 1-2 وقطر 0-3.
منتخب البحرين كان ضحية المجموعة الثالثة القوية الى جانب كوريا الجنوبية واستراليا المرشحتين لاحراز اللقب، فخسر امامهما بصعوبة 1-2 و0-1 على التوالي وحقق فوزه اليتيم على الهند 5-2 بقيادة مدربه سلمان شريدة.
المنتخب السوري كان ابرز الخاسرين العرب في الدور الاول، فبعد بداية قوية جدا بالفوز على السعودية 2-1، سقط بصعوبة امام اليابان 1-2، وشكلت مباراته الثالثة مع نظيره الاردني قمة خاصة كانت الغلبة فيها للاخير 2-1.
اما المنتخب الاماراتي، فخرج بتعادل سلبي مع كوريا الشمالية وخسارتين امام العراق، بهدف لمدافعه وليد عباس عن طريق الخطأ في الثواني القاتلة، وامام ايران 0-3 ما فتح نقاشا واسعا في الامارات حول العقم الهجومي ومسؤولية الاندية في التعاقد مع مهاجمين اجانب وعدم اعطاء الفرصة للمحليين.
وبرغم كل ذلك، بقيت الامال العربية معلقة على الثلاثي القطري والعراقي والاردني في ربع النهائي، الاول خرج بصعوبة امام اليابان 2-3 رغم انه تقدم مرتين ولعب نحو نصف ساعة متفوقا بعدد اللاعبين بعد طرد مايا يوشيدا، والثاني كان ندا قويا لاستراليا قبل ان يفقد لقبه بسقوطه بهدف بعد التمديد، والثالث وقع ضحية تألق مهاجم اوزبكي هو اولوغبك باكاييف الذي خطف هدفين في الدقائق الخمس الاولى من الشوط الثاني.
قد تكون الدروس كثيرة من مشاركة المنتخبات العربية في هذه البطولة، سوء الاعداد والتخطيط وغياب ذهنية الاحتراف لدى اللاعبين واخطاء المدربين والاصابات وما شابه، لكن الاكيد ان فارق المستوى مع منتخبات شرق آسيا بدأ يتسع ما يتطلب معالجات جذرية لاستعادة الالقاب في كأس آسيا وفي تصفيات كأس العالم ايضا.