قبل أقل من 18 عاما، عانت اليابان من كابوس حقيقي في الدوحة، عندما أهدرت فرصة التأهل الى نهائيات كأس العالم في الولايات المتحدة عام 1994 للمرة الاولى في تاريخها، حين سجل لاعب العراق جعفر سلمان هدفا في الوقت القاتل ليقضي على أحلام اليابانيين.
وانتهت المباراة بتعادل المنتخبين الياباني والعراقي 2 ـ 2 في تصفيات كأس العالم التي أقيمت بطريقة التجمع في الدوحة. حدث هذا الأمر في 28 أكتوبر عام 1993 على ستاد النادي الأهلي في الدوحة، ليكون النقطة الأكثر سوادا في تاريخ الكرة اليابانية، وقد عرفت هذه المباراة بعبارة «كابوس الدوحة» بالنسبة الى اليابانيين.
كان منتخب الساموراي متقدما 2 ـ 1 على نظيره العراقي ولم يبق على انتهاء المباراة إلا ثوان قليلة عندما احتسب الحكم ركلة ركنية لمصلحة العراق.
وكان المعلق الياياني الشهير هيديكي مايدا يتمتم الكلامات التالية «نحن في الدقيقة 45، انها الفرصة الاخيرة، انها الفرصة الاخيرة، يجب ان نتماسك، نفذت الركلة الركنية قصيرة، مراوغة من اللاعب العراقي، وتمريرة عرضية داخل المنطقة، وتسديدة رأسية» وبعد ثوان قليلة، سقط لاعبو المنتخب الياباني محبطين على الأرض وبالكاد تواصلت المباراة بعد الهدف العراقي حيث أطلق الحكم صافرته إيذانا بانتهاء المواجهة، في حين توقف المعلق عن الكلام لحوالي 15 ثانية مذهولا.
وفي المقابل، أدى فوز السعودية الدرامي على ايران 4 ـ 3 وتغلب منتخب كوريا الجنوبية السهل على جاره الشمالي 3 ـ 0 الى احتلال اليابان المركز الثالث بفارق الأهداف عن المتصدر ووصيفه وهو ما حرمه من المشاركة في العرس الكروي العالمي.
ولعل التصريحات التي أدلى بها لاعب وسط اليابان هاجيمي موريياسو تلخص تماما حالة الانهيار التي عاشها فريقه وقال في هذا الصدد «لا أتذكر الأجواء في غرف الملابس بعد المباراة ولا حتى ما قلته لرجال الصحافة بعد ذلك ولا حتى رحلة العودة إلى الفندق».
واضاف «لقد كرست نفسي لكي أعيش حلم كأس العالم. لقد خضنا العديد من معسكرات التدريب وأمضيت أوقاتا كثيرة مع زملائي على حساب عائلتي وكنت أرى كأس العالم أمامي ولكن أحلامنا تبخرت في الهواء».
وشهدت الدوحة خروج اليابان أيضا من الدور الأول في نسخة كأس آسيا عام 1988 من دون ان تسجل اي هدف وتعرضت لـ 4 هزائم وحققت تعادلا واحدا.
ومنذ تلك الفاجعة، لم يغب المنتخب الياباني عن اي نسخة من نهائيات كأس العالم حيث كانت باكورة مشاركاته في نهائيات مونديال 1998 في فرنسا، ثم بلغ الدور الثاني في البطولة التي نظمها على أرضه مع كوريا الجنوبية عام 2002 وبلغ الدور الثاني، ثم في مونديال 2006 وخرج من الدور الأول قبل ان يحقق الانجاز ببلوغه الدور الثاني للمرة الاولى بعيدا عن قواعده في مونديال جنوب افريقيا العام الماضي.
بيد ان اليابان، محت هذا الكابوس، وكانت الموقعة الثالثة في الدوحة ثابتة هذه المرة في ستاد خليفة الدولي عندما نجح المنتخب الياباني في إحراز اللقب بفوزه على نظيره الاسترالي 1 ـ 0 بعد التمديد لينفرد بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز برصيد 4 مرات بعد ان كان يتقاسمه مع نظيريه السعودي والايراني.
وللمفارقة، فإن اليابان خاضت 4 مباريات نهائية، فازت بها جميعها أعوام 1992 على أرضها و2000 في لبنان و2004 في الصين. وجاء هدف المباراة الوحيد في النهائي بطريقة ولا أروع من اللاعب البديل تاداناري لي الذي وصلته الكرة داخل منطقة الجزاء فسددها على الطاير بشكل رائع داخل شباك الحارس العملاق مارك شفارتسر ليمنح فريقه اللقب.