مع استعداد جميع لاعبيه للمشاركة، لم يعد يتبقى سوى مركز وحيد يريد جوسيب غوارديولا، المدير الفني لفريق برشلونة، الاستقرار عليه قبل مباراة نهائي دوري الأبطال أمام مان يونايتد: هل يخاطر ويلعب بإريك أبيدال أم يراهن على بديل مثل خافيير ماسكيرانو؟ وخلت قائمة المصابين في برشلونة تحديدا قبل «أجمل مباريات العام» كما وصفها غوارديولا بنفسه، الذي يملك خيارات كثيرة الآن في نهاية موسم لجأ فيه كثيرا إلى الارتجال بسبب كثرة المصابين، وهو ما يعني أنه سيكون قريبا من الدفع بفريق أقرب إلى المثالية. المسألة الوحيدة التي تتبقى للحسم هي إذا ما كان سيدفع بالفرنسي أبيدال أم بالأرجنتيني ماسكيرانو، وهي في حد ذاتها مسألة غير هينة.
وتعافى أبيدال بشكل إعجازي من جراحة خضع لها في مارس الماضي لمعالجة ورم أصيب به في الكبد. تلك الظروف جاءت في خضم موسم رائع للفرنسي، ثبت فيه قدميه كلاعب لا غنى عنه في التشكيل الأساسي، سواء في مركز الظهير الأيسر أو في قلب الدفاع، وقال أبيدال: «إني سعيد للغاية بالعودة إلى الفريق. أحتاج إلى المضي خطوة بخطوة بعد الجراحة، جسدي يستجيب في الوقت الحالي بصورة أكثر من ممتازة، لكن علي ألا أتعجل، أشعر بأنني ألعب جيدا، لكن لو لم أشارك في النهائي فلن تكون مشكلة. الأمر الأهم هو أن يتمتع الإنسان بصحة جيدة».ومع عودة كارلس بويول هو الآخر من الإصابة قبل مباراة اليوم، تمثل عودة أبيدال فرصة لغوارديولا للدفع بكل لاعب في مركزه الأصلي.
لكن أبيدال غاب طويلا عن الملاعب، ولم يستعد بعد المستوى الذي كان عليه قبل إصابته، وتلك هي النقطة التي تقلق غوارديولا، لذا ليس مستبعدا أن يلجا المدرب الكتالوني إلى واحدة من الارتجالات التي آتت ثمارها في الجزء الأخير من الموسم الذي يوشك على الانقضاء. وإذا لم يكن أبيدال جاهزا للقاء الكبير، فإن الخيار المتاح هو الدفع بماسكيرانو في قلب الدفاع إلى جانب جيرارد بيكيه، مع نقل بويول إلى مركز الظهير الأيسر.وكان برشلونة قد ضم ماسكيرانو مطلع الموسم من ليفربول الإنجليزي، والمؤكد أن دور اللاعب كان ثانويا في أغلب الأوقات، في ظل تألق ثلاثي خط وسط الفريق والمنتخب الاسباني سيرجيو بوسكيتس وتشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا. لكن الأرجنتيني سرعان ما كسب ثقة غوارديولا لسببين، أولهما عمله الدؤوب في التدريبات وثانيهما سلوكه العاقل مع زملائه. الأمر المثير للانتباه أن ماسكيرانو عرف طريقه إلى التشكيل الأساسي في الوقت غير المتوقع على الإطلاق، وهي فترة حسم بطولات الموسم، وفي المركز المثير للمشكلات، أي قلب الدفاع، وقال اللاعب بتواضعه المعتاد: «ليس من المؤكد بالنسبة لي أنني سألعب، لكن الأمر لا يشغلني، أدرك أننا عندما نكون على وشك خوض مباراة نهائية، وأمام منافس بحجم مانشستر يونايتد، فإننا نواجه أفضل مهاجمي العالم، لاعبين يتمتعون بخبرة كبيرة، وبالتأكيد مديرنا الفني سيختار أفضل 11 لاعبا متاحين لديه». والآن بات على غوارديولا حسم القرار في الأمر الذي سيظل يشغل بال جميع عشاق برشلونة، حتى إعلان التشكيل الأساسي قبل انطلاق المباراة.
وبعد يومين قضاهما فريق برشلونة في فندق «ذا جروف» انتقل لاعبو النادي الكاتالوني إلى فندق «ويندهام جران هوتيل» في تشلسي، حيث سيبقى الفريق هناك حتى غد الأحد. وانتقل لاعبو برشلونة إلى الفندق الجديد عقب خوض حصة تدريبية على أحد ملاعب ارسنال.