منذ أيام قيصر الكرة الألمانية فرانز بيكنباور عندما كان قائدا لنادي بايرن ميونيخ الألماني ومنتخب ألمانيا الغربية، لم يحظ مدافع بشعبية جماهيرية جارفة كما هو الحال الآن مع سيرجيو راموس مدافع ريال مدريد الاسباني، فقد وصف راموس بأنه بطل ريال مدريد في نهائي بطولة كأس العالم للأندية بمدينة مراكش المغربية بعدما سجل الهدف الأول للفريق خلال فوزه 2 -0 على سان لورينزو الأرجنتيني.
وعلقت محطة «راديو ماركا» الإذاعية على أداء راموس في النهائي قائلة: «إنه اللاعب الأكثر شعبية في ريال مدريد هذه الأيام، فشعبيته تفوق شعبية كريستيانو رونالدو وإيكر كاسياس بمراحل».
وأضافت المحطة: «إن راموس هو تجسيد لأهم معايير ريال مدريد: الروح القتالية والشجاعة والسلوك».
ومما رفع من قدر الإشادة في حق أداء راموس القتالي في مباراة نهائي كأس العالم للأندية، أنه اضطر للخضوع لاختبار لياقة بدنية قبل المباراة حتى يسمح له بالمشاركة فيها، وذلك بعد تعرضه للإصابة بشد عضلي في ساقه اليمنى خلال فوز ريال مدريد 4-0 على كروز أزول المكسيكي في الدور قبل النهائي لمونديال الأندية وهي المباراة التي سجل فيها راموس أيضا هدف ريال مدريد الأول من تسديدة رأسية.
وقال راموس عقب المباراة: «كانت مجازفة بالنسبة إلي أن ألعب لكنها كانت مباراة مهمة ولم أرد أن أفوتها».
ورفعت أهداف راموس في مراكش من مكانته الجماهيرية إلى مستويات جديدة. فقد ظلت جماهير ريال مدريد المتحمسة تتغنى باسمه دون باقي اللاعبين خلال احتفالاتهم الصاخبة.
وأشارت صحيفة «آس» المدريدية إلى أنه من المخزي ألا يكون راموس ضمن قائمة اللاعبين المرشحين للفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لهذا العام خاصة بعد فوزه بجائزة أفضل لاعب في مونديال الأندية بالمغرب، وكذلك بعدما سجل هدفين في مرمى بايرن ميونيخ خلال قبل نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي قبل أن يسجل هدف التعادل المتأخر لريال مدريد أمام جاره أتلتيكو في نهائي البطولة في مايو الماضي.
وذكرت الصحيفة: «كان راموس عنصرا حاسما بالنسبة إلى ريال مدريد هذا العام، بنفس قدر كريستيانو رونالدو».
ويتفاوض راموس (28 عاما) حاليا على تمديد عقده مع ريال مدريد، وقد ألمح اللاعب الدولي من قبل إلى أنه يستحق زيادة في راتبه حيث قال: «إن اللاعبين الذين يستحقون مبالغ كبيرة يبرهنون على قيمتهم من خلال تسجيل الأهداف».
وبالإضافة إلى راموس، خصت وسائل الإعلام الإسبانية الجناح الويلزي غاريث بيل بقدر كبير من الإشادة اليوم خاصة بعد تسجيله الهدف الثاني لريال مدريد.
وكتبت صحيفة «ماركا» تقول: «إنه لاعب على مستوى الحدث الكبير» بعدما أشارت إلى أن بيل أيضا سجل في نهائي دوري الأبطال ونهائي كأس إسبانيا في الموسم الماضي.
ونال مدرب ريال مدريد كارلو أنشيلوتي نصيبه من المديح هو الآخر حيث قاد الفريق الملكي إلى أربعة ألقاب بالفعل منذ توليه تدريبه قبل 18 شهرا، والأهم من ذلك أنه نجح في استعادة السلام والتناغم في غرفة تغيير الملابس بعدما مزقتها الخلافات في عهد المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو.
وعلقت محطة «كادينا كوبي» الإذاعية قائلة: «جاء أنشيلوتي كنفس عميق من الهواء النقي بعد فترة مورينيو العصيبة».
وأضافت: «لم يشكل أي نوع من التكتلات أو يتسبب في خلافات بين اللاعبين كما فعل سلفه. وجميع اللاعبين يحبونه ويحترمونه، كما أن خططه الفنية مباشرة ويسهل فهمها».
وحقق فريق أنشيلوتي الموهوب 22 فوزا متتاليا على مستوى جميع البطولات في رقم قياسي جديد بإسبانيا. وهم الآن يحاولون معادلة الرقم القياسي الأوروبي لعدد الانتصارات المتتالية والمسجل باسم أياكس الهولندي برصيد 26 فوزا متتاليا منذ عام 1972.
لكن أنشيلوتي كان سريعا في التأكيد، عقب الفوز في مراكش، على أن فريقه لا يمكنه الآن أن يهدأ ويعتمد على ما حققه من إنجازات.
وقال المدرب الإيطالي: «إنه عام لا ينسى بالنسبة إلينا. لكن الموسم لم ينته بعد، حيث إننا لم نقطع سوى نصفه. علينا الآن أن نعود إلى إسبانيا وأن نستأنف العمل الشاق».
ويحل ريال مدريد في مباراته التالية ضيفا على بلنسية في الرابع من يناير المقبل ضمن منافسات الدوري الإسباني قبل أن يلتقي مع جاره أتلتيكو مدريد في بطولة كأس إسبانيا.