لاعب كالسد المنيع في منطقة الدفاع، لا يسمح بمرور كرات الخصم الى منطقة الجزاء، قائد نادي ميلان السابق ورمزه كما كان والده تشيزاري من قبل، انه الايطالي الرائع باولو مالديني، الاسطورة التي لن ولم تتكرر في الملاعب العالمية.
ابن مدينة ميلان المخلص مالديني ولد في مدينة ميلان في 26 يونيو عام 1986، لم يرتد زيا آخر غير زي فريق مدينته ميلان وكان بحق الابن المخلص لها، لم تغره الأموال او العروض التي كانت تنهال عليه من كل حدب وصوب وبقي متمسكا بعشقه «الميلان» وبقي وفيا له حتى موعد اعتزاله.
مجلة «وورلد سوكر» العالمية التقته بعد أسابيع قليلة من اعتزاله، فكان هذا الحوار التالي:
ما مدى صعوبة خلع حذاء كرة القدم وتعليقه وعدم استخدامه استعدادا للاعتزال؟
لقد كنت محظوظا جدا، حيث لعبت في الميلان طوال حياتي وهو بالفعل فريق جيد جدا، ولطالما التفت عائلتي حولي أيضا. فلقد سارت كل الأمور بأفضل صورة لها. وقد حققت كل ما تمنيته لمستقبلي الكروي.
هل اشتكى جسدك من الإرهاق وتحميله ما يفوق طاقته قائلا انه قد حان وقت الراحة؟
إن ما يدعو للسخرية، هو أنني بحالة أفضل بكثير خلال هذا العام عن المواسم الثلاثة السابقة. فها أنا أتدرب وبشكل منتظم عقب إجرائي لعمليتي الجراحية على الركبة ولقد تحسنت الأمور كثيرا، بل يمكنني مواصلة اللعب ولكنني لا أرغب في ذلك. ولقد اعتقدت في بداية السنة الماضية أنني سأشارك في عدد قليل من المباريات وها أنا ذا أشارك فيها جميعا.
إذن لا أمل في عودتك ورؤيتك مع بداية الموسم الكروي القادم بأي شكل؟
لا، بالتأكيد لا، فأنا أقف على أرض صلبة. وأعني بذلك أنه عندما أنظر إلى مسيرتي الكروية أجد أنني قد بقيت في الملاعب بالدرجة الكافية حيث بدأت باللعب في دوري الدرجة a وأنا في سن السادسة عشرة وها أنا ألعب إلى الآن في سن الأربعين.
أتعني بذلك أنك لا تشعر بالندم؟ وأنك قد حققت كل ما تريد؟ وهل تعتقد بأن الخسارة أمام نادي ليڤربول في نهائي دوري الأبطال لم تكن مؤلمة ولو بدرجة قليلة؟
ولم يجب أن تكون تلك الذكرى سيئة؟ فقد كانت المباراة واحدة من أفضل المباريات النهائية التي شاركت فيها على الإطلاق. ولقد قدم الفريق أداء جيدا وكنا الأحق بالفوز حيث لعبنا بشكل أفضل بكثير من ليڤربول. وقد كانت تلك الهزيمة، على أي حال، دافعا لنا للثأر عند مقابلتهم عقب ذلك بسنتين، فالنهائي الثاني من الجائز أن يكون غير مُرض لكنه كان خير برهان على إصرارنا وقد هزمنا بوكا جونيورز (في كأس العالم للأندية) فقط لتأكيد حقيقة قوة فريقنا. فلعبنا بشكل أفضل من ليڤربول في اسطنبول وكنا الأجدر بالفوز، ولكن كما تعرف، هذه هي الحياة. ولقد تعلمت الكثير خلال مسيرتي الكروية، ويمكنني تقبل هزيمة كتلك، فقد قدمنا أفضل ما لدينا.
هل تشعر بالندم لنتيجة مباراة قمت بالمشاركة فيها.. وتتمنى لو أنك لم تشارك فيها أبدا؟
تمنيت عدم المشاركة في مباراة العودة لربع نهائي كاس أوروبا ضد نادي مرسيليا (عام 1991). تلك كانت حقا المباراة التي لم تنته بالطريقة التي كنت أتمناها.
هل كان من الصعب مشاهدة الفريق يتوج بكأس العالم 2006 دون مشاركتك، على الرغم من كونك الإيطالي الأكثر تتويجا على الإطلاق؟
لقد تواجدت في أميركا لمتابعة المنتخب في نهائيات كأس العالم 2006 ولكنني كنت بعيدا عن المشاركة لدرجة كبيرة. وعندما وصل الفريق إلى الدور قبل النهائي أيقنت أن كل شيء على ما يرام تجاه الوصول إلى النهائي. لقد شعرت بالسعادة للفريق وفي ذات الوقت شعرت بخيبة الأمل لنفسي، حيث تذكرت كم مرة كنا على وشك الحصول على اللقب حينما كنت متواجدا ومشاركا مع الفريق، ولم نفعل. ولكن في النهاية لا أستطيع الاعتراض حيث انني تعلمت من الحياة عدم جدوى شكوى الحال.
ألم يكن الوضع أليما في إيطاليا 90؟ ألم يجدر بإيطاليا تحقيق اللقب؟
لقد كانت إيطاليا 90 تجربة عظيمة، حتى إن كانت مخيبة للآمال. ربما لم يكن نيل اللقب مقدرا لنا ولكن كان يجب علينا بلوغ النهائي على الأقل. ولتتذكر جيدا أننا قد وصلنا لنصف النهائي دون أن تتلقى شباكنا أي هدف.
هل لديك أي ذكريات أخرى خاصة بكأس العالم؟
لقد كانت كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة الأميركية غريبة. فأنا أذكر جيدا كيف تمكن منتخب أيرلندا من التسبب في المشاكل لنا في لعبتنا الأولى أمامهم في ستاد العمالقة. ولقد اعتقدنا بأن الفوز سيكون حليفنا إلا أن الهزيمة الأولى لنا قد سجلت مع بدء كأس العالم. وفي اللقاء التالي مع النرويج كانت المفاجأة القوية بطرد حارس المرمى لفريقنا. فيا لها من بداية سيئة وغريبة. وقد انتهى بنا الأمر وصولا إلى النهائي والخسارة بضربات الجزاء الترجيحية. فتلك هي كرة القدم.
ابنك كريستيان البالغ من العمر 12 عاما، يحاول أن يتبع نهج والده في الوقت الحالي. هل قمت بتشجيعه للانطلاق في هذا الاتجاه أم أنك اقترحت له شيئا آخر؟
لقد قدمت كرة القدم الكثير لي، فلم لا أدعه يحصل على فرصته؟ فلقد تركني والدي (كابتن الميلان السابق والمدرب السابق للمنتخب الإيطالي سيزاري مالديني) أحصل على فرصتي.
تكملة لحديثنا عن والدك، هل شكلت قيادتك ككابتن للمنتخب الإيطالي في ظل تواجد والدك كمدرب للمنتخب صعوبة؟
لا، لم تكن كذلك أبدا، بل كانت تمثل حالة من التميز الفريد حقا.
هل كنت تتحدث إلى والدك كثيرا عقب التدريبات والمباريات؟
ليس بدرجة تتجاوز حدود حديث كابتن الفريق لمدربه.
هل لديك أي مخططات مستقبلية محدده؟ ففي الماضي صرحت بأنك لا تريد العمل في التدريب بأي شكل، فهل يبقى الحال كما هو عليه؟
بكل تأكيد. فأنا لن أدرب. وهي مهنة عظيمة لكنني أراها ممتلئة بالضغط والتوتر العصبي وتحتوي على بعض الأشياء البسيطة والتي لا أحبها بخصوص كرة القدم. فلقد شاهدت مدرب الميلان أنشيلوتي عقب المباراة وهو يقوم بسبع مقابلات مختلفة ويجيب عن نفس الأسئلة سبع مرات مختلفة. وبكل بساطة، ليس لدي أي مخططات أكيدة ولا أحب أن أقول انني سأفعل كذا وكذا وأنا لست على يقين من ذلك في هذه اللحظة.
ماذا عن العمـل في الصحافة أو في مجال التمثيل؟
لا مجال أبدا لذلك.
هـــل طلب منك رئيس الميلان، سيلفيــــــو بــرلسكوني رئيـــــس الــوزراء، أن تخطـــــــو تجــاه الأمـور السياسيـة وأن تنضم إليه؟
لا أبدا. فـأنا أعتقد أنه سعيد بما أفعله هنا. ولـــم أرغب يوما فـي الدخول في الأجواء السياسية. فالأمر يبدو لي كما لو أنك ترغب في عمل شيء مــا ويداك مربوطتان خلف ظهرك. فمــــن الصعب أن تطبــــق أفكــــارك على أرض الواقـع. والنسبــــة لبرلسكونــي فهــــو دائمــــا متواجـــد عندما تحتاج إليه.
ما الأمــر الذي ستفتقده بشــدة عندما تعتزل؟
لطالما كانت أفضل ذكرياتي هنا في الميلانيللو على أرضية ملعب التدريب. وذاك ما سأفتقده كثيرا وهو التواجد في الملعب وفي غرفة الملابس مع شبان من أماكن ودول مختلفة. فسأفتقد ذلك الجو وكل شيء بشكل كبير.