بعدما رحل أسطورة التدريب في إنجلترا «السير بوبي روبسون» نجم نادي فولام وويست بروميتش في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ومدرب إيبسويتش تاون في السبعينيات ومدرب المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس العالم 1990 ومدرب نيوكاسل ومنتخب إيرلندا السابق عن عمر يناهز الـ 76 عاما.. انتابت حالة من الحزن العارم كل من تعامل معه وكل من تابع طريقة تدريبه وتعامله مع المباريات وحنكته الخططية وهدوء أعصابه وحكمته في التعامل مع اللاعبين.
وتحدث العديد من المدربين في القارة العجوز عنه، البعض قال انه لن ينام، والبعض الأخر لا يصدق انه لن يراه ولن يسمعه مجددا.. وغيرها من المشاعر الحزينة المتوحدة حول شخص واحد افنى حياته من أجل عمله حتى تمكن منه السرطان فجاءت نهايته الحتمية لأي إنسان.
ومن جانبه أعرب مدرب إنتر ميلان ومترجم روبسون في برشلونة (البرتغالي جوزيه مورينيو) عن حزنه الكبير لرحيل معلمه الأول في عالم التدريب قائلا: «من الصعب تقبل عدم وجود مثل هذا الشخص معنا، سيظل خالدا في قلوب الجميع لأن شخصيته كفيلة بترك علامة مؤثرة لدى الجميع، كان مدربا وشخصا عظيما في آن واحد». وأضاف «لم أتحدث إليه منذ شهرين، لأنه كان صعبا علـي ان أراه يحتضر، وهذه صورة لم أكن أريد رؤيتها قبل مماته، كنت أريد سماع صوته فقط، سيظل بوبي روبسون معي في كل يوم، تميز بشغف كبير بكرة القدم وأمتلك حماسة غير عادية». واختتم مورينيو تصريحاته: «بوبي روبسون واحد من الذين لا يموتون أبدا، فما فعله في حياته ليس قليلا، ومن حسن حظي انني عملت معه».
ومن جانب آخر، قال مدرب مان يونايتد السير أليكس فيرغسون: «خلال 23 عاما من عملي في إنجلترا لم أجد شخصا مثل بوبي روبسون، إنه صديق عظيم وسأظل حزينا عليه، قراءته للمباريات كانت غير مسبوقة، كان حكيما وأهم شيء لديه الانضباط، حقا كان إنسانا بمعنى الكلمة».
ومن جانبه قال مدرب المنتخب الإنجليزي فابيو كابيللو: «كان رجلا رائعا، محبوبا من قبل الكثير من الناس، اتسم بالروح الشجاعة في مكافحة السرطان مرات عديدة، بالفعل أظهر قوة لم أعهدها، تحدثت معه أكثر من مرة وشربنا معا فنجان القهوة، علاقتي به كانت قوية وكذلك مع عائلته، سيظل اسما لا ينسى في عالم كرة القدم». بينما جاءت تصريحات مساعده في تدريب نيوكاسل تيري ماكديرموت: «خبر وفاته مدمر، لقد شوهد نهاية الشهر الماضي في مباراة خيرية، رأيته لم يكن جيدا، لكنه أظهر شجاعته في حضور المباراة أمام 33 ألفا، وكان من الجميل ان يودعه هذا العدد الوداع الأخير». واضاف «الكل كان يعلم انه في ورطة حقيقية، بأنه على وشك الموت، توقعنا موتـه، نعم توقعناه.. ولكــن هـذا الخبر مثل صدمة للجميع، لقد كان شخصا لطيفا ومن أعظم لاعبي كرة القدم، وسيكون من المحزن علينا فراقه، غيابه سيؤثر على الجميع وليس على نيوكاسل فقط». واختتم: «كان من دواعي سروري العمل معه، كان مسليا للغاية، قلوبنا مع زوجته وعائلته».
وصرح مساعده في تدريب المنتخب الإنجليزي دون هاو: «إنه ليوم حزين، تعرفت عليه عام 1950، حظيت بصداقة طويلة معه، نحن تبلورنا معا، عاهدنا أنفسنا على تقديم أسرة كروية كبيرة، أراد النجاح وحققنا ذلك بشكل جيد»». كان رجلا له مبادئ ومهما تحدثت أو فعلت لن أوفيه حقه، عاش حياته على مستويات عالية».
ومن جانبه قال مدرب منتخب اسكوتلندا جورج بيرلي: «السير بوبي روبسون كان رجلا غير عادي، إنه من أدار حياتي المهنية، تعاقد معي وأنا في سن الـ 15 ربيعا عندما كان مدربا لنادي إيبسويتش تاون في سبعينيات القرن الماضي». هذا الرجل له تأثير هائل على حياتي، كنت أنظر له دائما على انه والدي، شجعني كثيرا واستمتعت بالعمل معه، ساعدني في المواقف الصعبة». وأضاف: «قضيت معه ثلاثة أيام في البرتغال قبل بضعة أسابيع، وكنت حزينا لرؤيته في حالة صحية مزرية».
«روبسون كان مصدر إلهام كبير بالنسبة لي كلاعب وكمدرب ومازلت أتعلم منه أمورا تدريبية وإدارية، كرة القدم فقدت أسطورة وأنا فقدت رجلا أدين له بحياتي».
بينما أعرب مهاجم نيوكاسل ومدربه الحالي ألن شيرار عن أسفه وحزنه العميق قائلا: «من المحزن عدم رؤيته مجددا، ليس فقط من قبل عشاق كرة القدم لكن من كل نواحي الحياة، إنه يوم حزين جدا بالنسبة للجميع، خصوصا أسرته وأصدقائه المقربين، وكل الذين عملوا معه».
ومن جانبه ذكر مدرب توتنهام ومنتخب إنجلترا الأسبق غلين هودل:
«خبر مدمر، أنا حزين جدا، انه أتعس يوم علينا وعلى كرة القدم، هو الرجل الوحيد الذي كاد يقود إنجلترا لتحقيق كأس العالم في السنوات الماضية، لعب بطريقة سليمة وذكية، حظه كان سيئا في ركلات الترجيح، من يدري ما الذي كان سيفعله إذا تخطى ألمانيا عام 1990 وذهب إلى النهائي، ابتعدنا منذ عام 1966 عن الأدوار الحاسمة لنهائيات كأس العالم وهو من وضعنا في المربع الذهبي». وأضاف: «يمكنك أن ترى كيف كان يحترم الجميع، كان منفتحا جدا وصادقا مع الجميع، أنا أحترم كل ما فعله في مجال كرة القدم وخارج الملعب أيضا كان رجلا جذابا للغاية، هو كان يفوز دائما خارج الملعب وداخله». واختتم هودل مندهشا: «شيء غريب ان تكون له كل تلك العاطفة للاستمرار في تدريب نيوكاسل، أراد تقديم كل ما لديه، لقد التقيت به مرات قليلة بعد تركه لنيوكاسل وكانت لديه عاطفة جياشة للعودة، وظل يحضر مباريات الفريق».
بينما قال مهاجم منتخب إنجلترا وهداف كأس العالم 1986 غاري لينكار:
«شعرت بحزن كبير عند سماعي خبر وفاة بوبي روبسون، كان رجلا عظيما في كرة القدم، يمتلك حماسا هائلا وعاطفة نحو كرة القدم، غير انه يحب الحياة والاستمرار فيها لتحقيق الإنجازات حتى أيام حياته الأخيرة».
«غيابه سيؤثر، يجب ان نعترف بذلك، أعز الذكريات التي أمتلكها هو عملي معه في اثنتين من بطولات كأس العالم، وأتذكر انه قام بعمل خيري لمكافحة مرض السرطان بدفع الكثير من الأموال».