يحيى حميدان
لا يختلف اثنان على حنكة ودهاء المدرب الالماني يورغن كلوب وما قدمه طوال مسيرته التدريبية التي قاربت الـ 16 عاما، واستطاع ان يثبت نجوميته خلالها كمدرب على الرغم من عدم صرفه للاموال الطائلة مثلما يفعل، على سبيل المثال، «الداهية» البرتغالي جوزيه مورينيو الذي تجاوز صرفه المليار يورو كأعلى رقم لجميع المدربين في العالم.
كلوب يعشق التحديات ولديه مبدأ واضح وهو العمل على المجموعة الموجودة ومنح الفرصة للاعبين الصاعدين، وهذا ما نجح به خلال فترة توليه الادارة الفنية لفريق بوروسيا دورتموند، والذي ساهم في حصوله على لقب الدوري الالماني والوصول الى نهائي دوري الابطال عام 2013.
ويبدو ان مبدأ يورغن لا يجدي نفعا في الوقت الحالي مع ليفربول، وذلك للتعاقدات الهائلة التي يبرمها المنافسون على لقب الدوري الانجليزي، وهو ما وضح جليا في المباراة الاولى التي خاضها «الريدز» امام واتفورد (3-3)، اذ استمرت الاخطاء نفسها التي كان عليها الفريق في الموسم الماضي.
خرج عشاق «الليفر» بعد نقطة واتفورد وهم يلومون كلوب، وهم محقون في هذا الجانب، فعلى ما يبدو ان عناد هذا الرجل الالماني سيجعل البطولات بعيدة عن خزائن العملاق الانجليزي لعام آخر على أقل تقدير. عاب ليفربول في اللقاء الأول ضعف خط الدفاع، وكذلك الحالة المهزوزة والمعتادة من الحارس مينيوليه، ووضح جليا عدم وجود لاعب يجيد الضغط وافتكاك الكرة في مركز المحور، كما غابت الحلول التكتيكية لكلوب في دكة الاحتياط، والتي تخلو من الأسماء الرنانة كما هو الحال مع باقي المنافسين على لقب «البريمييرليغ».
جميع هذه السلبيات يلام فيها كلوب، فهو أكد في أكثر من مناسبة انه يضع «الخطة الأولى للتعاقدات»، وفي حال لم تجد نفعا فإنه لا يفضل البحث عن بدائل، وهو ما كان واضحا بعد أن أضاعت ادارة «الريدز» وكلوب الصيف بأكمله عبر التفاوض مع النجم الغيني نبي كيتا الذي يتألق مع لايبزيغ الالماني في مركز المحور، والهولندي فيرجيل فان دايك صاحب الجهود الدفاعية الكبيرة مع ساوثمبتون، وأزعجت طريقة الادارة الليفربولية في التفاوض كلا الناديين على الرغم من الرغبة الواضحة في دفع مبالغ خيالية للاعبين.
إدارة ليفربول تؤكد دائما أنها لن تتوانى في دفع اي مبلغ لتدعيم الفريق، وكلوب لا يريد التعاقد الا مع الأسماء المحدودة التي يريدها ولا يبحث عن بدائل، وهنا تكمن المشكلة. النقطة المضيئة في ليفربول خلال لقاء واتفورد كانت «الفرعون المصري» محمد صلاح، الذي دخل قلوب عشاق «الريدز» سريعا، وتسجيله للهدف الثالث وتسببه في ركلة الجزاء التي سجل منها البرازيلي روبرتو فيرمينيو الهدف الثاني، ستمنح النجم العربي دفعة معنوية هائلة لتقديم المزيد.