- تخبط الـ «اريديفيزي» في التسويق وهروب المواهب أدى إلى الغياب عن مونديال روسيا
عبدالمحسن الأيوبي ـ سامي الحسن
اختفوا فجأة، هذا ما يمكن وصف أياكس وأيندهوفن وفينورد به، فرق صالت وجالت في أوروبا، حملت الألقاب في القارة، وقدمت مدارس كرة قدم ومواهب يتغنى بها العالم، ولكنهم تراجعوا، باتوا يشاركون ليخرجوا مبكرا، فأصبح ترتيب بطولتهم الرسمي 13 في أوروبا، بعد بطولات أقل عراقة منها مثل الدوري التشيكي والسويسري والتركي.
تراجع الأندية والدوري، أثر ذلك بشكل مباشر على المنتخب فبات مرة في النهائي ومرة يغيب عن بطولة اليورو، ومرة يلعب بشكل مذهل، ومرة يخيب ظن الجميع ليغيب مجددا عن حدث كبير مثل مونديال روسيا، فلم تعد الطواحين رمزا للكرة الجميلة.
مر على الدوري الهولندي الملقب بـ «اريديفيزي» لاعبين مميزين، لكنهم لم يستمروا بسبب ضعف الميزانيات، ويكفي أن نعرف بأن عراقة أياكس وتاريخه الاوروبي الكبير لم تشفع له بأن يكون ضمن أعلى 30 ناديا أوروبيا دخلا حاليا، في حين يظهر غلطة سراي في القائمة على سبيل المثال.
أمر آخر يكشف مشكلة الترويج والتسويق في الدوري الهولندي، ويبرر رحيل معظم لاعبيه بأسعار قليلة، فتقدير موقع ترانفسير ماركت للقيمة السوقية لكل لاعبي الدوري الهولندي أقل من تقديره للقيمة السوقية للاعبي ريال مدريد فقط، فهو حسب آخر تحديث له يرى أن قيمة لاعبي الدوري الهولندي جميعا 607 ملايين يورو في حين يرى ريال مدريد يملك لاعبين بقيمة سوقية 775 مليون يورو.
فالترويج الضعيف، ينعكس على معدل الدخل من إصدار المواهب، وبالتالي يحول أياكس وأيندهوفن لمجرد زارعي زهور، في حين أن من يحول الأمر إلى عطور فائقة السعر هي الأندية الأخرى، مما يعني ازدياد الفجوة من يوم إلى آخر.
هناك مواهب مع الفرق الهولندية تشاهدها في مباريات الدوري الأوروبي، لكنها تختفي، لأن البطولة ضعيفة ولا تعطي اللاعبين منحى تطور صحيح إلا لو انتقل للخارج، وهناك أجواء من الإحباط تمنع اللاعبين بإعطاء أفضل ما لديهم.
بيع مستعجل للمواهب، وبأسعار أقل من قيمتها المتوقعة، وعدم تجديد في الفكر الداخلي عبر مدربين من مختلف الثقافات، وعدم إدراك لأهمية تحويل المشاريع صاحبة التاريخ مثل أياكس وأيندهوفن لمشاريع عالمية لا محلية.
فهناك سوء فهم لقواعد اللعبة الجديدة، أدى إلى هجرة سريعة للمواهب أو عدم رغبة بالقدوم، فالظــاهـــرة رونالــدو وروماريو جاؤوا في البداية لهولندا، وهذه كانت عادة شهيرة في الماضي، لكن الآن يتجنب الجميع ذلك.
نعم يقول البعض أن الوقت بات متأخرا لتغيير مفاجئ نحو الأمام، لكن هناك من ينادي في هولندا بأن تصل متأخرا أفضل من ألا تصل أبدا، وأن المشروع إن لم يبدأ تغييره اليوم سيصبح من الاستحالة تغييره لسنــوات طويلــــة، فحـــرام تغيـــب الطواحين عن كأس العالم ويحــرم المـــشـــاهد من الجماهير التي تعطـي حـلاوة في المـدرجات بــزيهـــا البرتقالي الجميل.