أجرى الحوار: أسامة دياب
أكد عميد السلك الديبلوماسي سفير السنغال لدى البلاد عبدالأحد إمباكي أن مشوار المنتخب السنغالي في التصفيات كان مميزا، حيث تصدر المجموعة الـ 4 في التصفيات الافريقية المؤهلة للمونديال، لافتا الى ان أسود التيرينغا بدأوا استعداداتهم منذ التأهل، حيث خاض المنتخب السنغالي فترة إعداد قوية استفاد منها وأصبح جاهزا للدفاع عن ألوان العلم الوطني.
ولفت إمباكي - في لقاء خص به «الأنباء» - إلى أن المنتخب يحظى بدعم القيادة السياسية والرئيس التقى اللاعبين والجهاز الفني وحثهم على بذل الجهد واللعب النظيف وتقديم أفضل صورة مشرفة للسنغال، موضحا ان أسود التيرينغا حققوا مفاجأة من العيار الثقيل ببلوغهم ربع النهائي في مشاركتهم الأولى في المونديال عام 2002، معربا عن ثقته في قدرة المنتخب السنغالي على صناعة الفارق وتحقيق نتائج طيبة في مونديال روسيا 2018، فإلى التفاصيل:
بداية كيف ترى حظوظ المنتخب السنغالي في المونديال؟
٭ يشارك المنتخب السنغالي للمرة الثانية في تاريخه في نهائيات كأس العالم روسيا FIFA 2018 بعد تجربة أولى فريدة كانت في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002.
وهنا أود ان أوضح ان المشاركة الوحيدة لأسود التيرينغا في المونديال لم تكن مشاركة عادية، حيث حقق مفاجأة من العيار الثقيل في أولى مبارياته في المونديال بفوزه على فرنسا حاملة لقب بطولة عام 1998 بهدف دون رد، وواصل المنتخب السنغالي الأداء المميز ببلوغهم ربع نهائي تاريخي وخسارتهم أمام تركيا بهدف دون رد.
القرعة أوقعت المنتخب الوطني السنغالي - الذي يحتل المركز الـ 28 في تصنيف الفيفا - في المجموعة الـ 8 الى جانب منتخبات پولندا وكولومبيا واليابان ونحن نثق في قدرات لاعبينا وقدرتهم على تحقيق نتائج مميزة تشرف الكرة السنغالية وتسعد قلوب السنغاليين وخصوصا ان المنتخب يضم مجموعة مميزة من اللاعبين الذين يعملون تحت إدارة فنية على أعلى مستوى. نتمنى للمنتخب الوطني السنغالي أن يذهب بعيدا ويحقق مفاجآت كبرى في مجموعته في كأس العالم.
كيف استعدت السنغال لكأس العالم؟
٭ مشوار اسود التيرينغا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم كان مميزا حيث تصدر المنتخب السنغالي المجموعة الرابعة في التصفيات الأفريقية المؤهلة للمونديال التي ضمت منتخبات بوركينا فاسو والرأس الأخضر وجنوب أفريقيا. وحقق منتخب أسود التيرينغا 4 انتصارات وتعادلين في مشوار التصفيات.
في الحقيقة بدأت استعدادات اسود التيرينغا للمونديال منذ تأهلهم عن قارة افريقيا مع منتخبات مصر ونيجيريا وتونس والمغرب. وخاض المنتخب 5 لقاءات ودية تحضيرية تعادل في أول ثلاثة منها بنتيجة 1-1 امام أوزبكستان وبنتيجة سلبية أمام كل من البوسنة والهرسك ولوكسمبورغ وخسر مباراة وحيدة أمام كرواتيا بنتيجة 2-1 وفاز بنفس النتيجة بهدفين دون رد على كوريا الجنوبية في خامس لقاءاته الودية.
المنتخب الوطني السنغالي يحظى بدعم القيادة السياسية في السنغال، حيث التقى الرئيس اللاعبين والجهاز الفني وحثهم على بذل الجهد واللعب النظيف وتقديم أفضل صورة مشرفة للسنغال في المونديال ووجه الرئيس بتوفير كل سبل الدعم للمنتخب التي تؤمن له البيئة الملائمة للنجاح والتميز، فضلا عن الحوافز المادية التي ستقدمها الحكومة والشركات السنغالية الخاصة والروابط الشعبية للاعبين والجهاز الفني في حال تحقيق الفريق نتائج مميزة في كأس العالم.
أرى ان المنتخب الوطني السنغالي خاض فترة إعداد قوية استفاد منها واصبح جاهزا للدفاع عن ألوان العلم الوطني في هذه التظاهرة الرياضية العالمية.
ما خصوصية مشاركة المنتخب السنغالي في كأس العالم بالنسبة للسنغاليين؟
٭ الشعب السنغالي شعب عاشق لكرة القدم ولدينا عدد من اللاعبين المحترفين في اشهر أندية العالم سواء في انجلترا وفرنسا وإيطاليا، ولذلك تجد أن مشاركة المنتخب السنغالي في المواعيد والبطولات الكبرى لها أهمية خاصة وتحظى بمتابعة شعبية واسعة ولذلك تحرص الحكومة على وضع شاشات عرض كبيرة في الساحات والميادين في المدن الكبرى لتسمح للقاعدة العريضة من الشعب السنغالي بمتابعة منتخبهم.
في الحقيقة كرة القدم أصبح لها تأثير كبير على مزاج الشعوب يتأثرون بها سلبا وإيجابا، ومن خلال متابعتي للوضع الشعبي في السنغال أجد أن السنغاليين يعقدون الآمال على منتخبهم الوطني ويتوقعون أن تكون نتائج مشاركتهم الحالية أفضل من المشاركة السابقة عام 2002.
استوقفتني رسالة الرئيس السنغالي للاعبين أثناء لقائه بهم وحثهم على أن يحرصوا على اللعب النظيف وإظهار الوجه المشرق للشعب السنغالي، إلى أي مدى يخلق اهتمام القيادة السياسية بالرياضة حافزا لدى اللاعبين؟
٭ اللعب النظيف من أهم ما يميز الكرة السنغالية ومن النادر أن تسمع عن حوادث عنف أو شغب في الملاعب السنغالية، كرة القدم لدينا 90 دقيقة بين فريقين تنتهي بفوز أو تعادل وبعدها يتصافح الفريقان، تأكيد الرئيس على اللعب النظيف وإظهار الوجه المشرق والمشرف للسنغال هو تأكيد على مبادئ راسخة تحرص الدولة على تعزيزها لدى الشباب.
ماذا عن أبرز اللاعبين في المنتخب السنغالي؟
٭ المنتخب السنغالي يضم مجموعة متجانسة من اللاعبين المميزين الذين يصنعون الفارق في فرقهم وعلى رأسهم النجم الخلوق ساديو مانيه نجم نادي ليفربول الإنجليزي، والذي بدأ في فريق «جينيرايشن» ثم انتقل عام 2010 إلى فرنسا ليلعب في نادي ميتز ومنه إلى ريد بول سالزبورغ النمساوي (2012-2014) ثم إلى فريق ساوثهامبتون الإنجليزي (2014-2016) ومنه إلى ليفربول، بالإضافة إلى كيتا بالدي لاعب موناكو وكاليدو كوليبالي لاعب نابولي وشيخو كوياتي لاعب وستهام وإسماعيل سار لاعب رين الفرنسي.
المنتخب يضم نخبة من اللاعبين الشباب أكبرهم سنا خاديم ندياي والذي يبلغ من العمر33 عاما ويلعب في نادي حوريا كوناكري الغيني في مركز حراسة المرمى، أما اللاعب الأصغر سنا في التشكيلة الأساسية هو اللاعب موسى واغو ويبلغ من العمر (19 عاما) ويلعب لنادي أوبن البلجيكي، المملوك لأكاديمية أسباير.
أما أكثر اللاعبين خبرة ومشاركة مع المنتخب فهو اللاعب إيدريسا غاي والذي خاض (28 عاما)، لاعب إيفرتون الإنجليزي، 60 مباراة دولية مع أسود التيرينغا.
كيف ترى حظوظ الفرق الأفريقية الأخرى في كأس العالم؟
٭ دون مجاملة أرى أن الفرق الـ 5 التي تمثل القارة الأفريقية هي الأفضل فيها وتستحق هذا الشرف، فعلى سبيل المثال نيجيريا فريق عريق وله نجاحات في كأس العالم، والمغرب كذلك، أما المنتخب التونسي فيشارك للمرة الخامسة في تاريخه ولديه خبره كبيرة، وكذلك المنتخب المصري الذي يشارك للمرة الثالثة في تاريخه. أعتقد أن حظوظ المنتخبات الافريقية كبيرة في عبور الدور الأول بالرغم من وجود بعض الفرق في مجموعات صعبة إلا أن كرة القدم لا تعرف المستحيل وبالجد والمثابرة تستطيع الفرق العربية والأفريقية أن تذهب بعيدا وتحقق نتائج مبهرة ولكن الأهم ألا تذهب لكأس العالم وأنت تتوقع الخسارة يجب أن تؤمن بمهاراتك وقدرتك على صناعة الفارق.
ماذا ينقص المنتخبات الأفريقية لنجد احدها طرفا في نهائي كأس العالم؟
٭ المنتخبات الأفريقية تضم لاعبين محترفين مميزين يشكلون العناصر الأساسية لأشهر الفرق العالمية وهذا يعني أن الجانب الفني لا ينقصهم وبالتالي فإن ما ينقصهم هو التوازن النفسي والإيمان والثقة في قدرتهم على تحقيق الفوز، بالإضافة إلى ضرورة فتح باب الاحتراف وتشجيعه من سن صغيرة وتوفير الدعم الملائم للرياضة من بنى تحتية وملاعب وأجهزة فنية مؤهلة تأهيلا عاليا، وأعتقد أن المنتخبات الأفريقية تنبهت إلى هذه العناصر وتوليها اهتماما بالغا وسنرى نتائج مبهرة في المستقبل القريب.
ما توقعاتك للمباراة الأولى للمنتخب السنغالي؟
٭ أتمنى الفوز للمنتخب السنغالي في اللقاء الأول أمام پولندا ولكني أتوقع التعادل.