تعجب علي بن ابي طالب ـ كرم الله وجهه ـ عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم وخديجة رضي الله عنها يسجدان، وسألهما لمن تسجدان؟ واخبره النبي صلى الله عليه وسلم انهما يسجدان لله وان الله بعثه نبياً لهذه الامة، وامره ان يدعو الناس الى دينه فآمن علي رضي الله عنه وشهد ان لا إله الا الله وان محمدا رسول الله وكان هو اول من آمن من الصبيان.
بدأت الدعوة الى دين الله سرا واستمرت سرية لمدة ثلاث سنوات ثم آن الاوان للعلانية والجهر بالدعوة واتجه الرسول صلى الله عليه وسلم في البداية الى اهله وعشيرته، كما امره الله تعالى (وأنذر عشيرتك الأقربين) فدعا اهله الى طعام في بيته، وبعد ان انتهوا قال لهم: «ما أعلم انسانا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، فقد جئتكم بخيري الدنيا والآخرة، وقد امرني ربي ان ادعوكم إلى الله، فأيكم يؤازرني على هذا الامر؟ فأعرضوا جميعا، وقال عمه ابو لهب: تبا لك ألهذا جمعتنا؟» وفيه نزل قوله تعالى: (تبت يدا أبى لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب)، لكن عليا بن ابي طالب نهض وقال: انا يارسول الله عونك، انا حرب على من حاربت، فسخروا جميعا منه، فكيف لصبي صغير ان يقول هذا الكلام الكبير؟ وحين دبرت قريش مؤامرة لقتل النبي صلى الله عليه وسلم، وعلم بموعد التنفيذ، استعد النبي وابو بكر للهجرة وطلب من علي ان ينام في فراشه، ففعلها علي في شجاعة وجرأة ونام في فراش النبي صلى الله عليه وسلم، واستحق لقب اول فدائي في الاسلام عن جدارة.
وشهد علي مع النبي صلى الله عليه وسلم كل الغزوات وكان البطل الفذ في كل المواقف وفي غزوة خيبر قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه»، وتمنى كل واحد من الصحابة ان يكون هو ولكن النبي دعا عليا بن ابي طالب واعطاه الراية وقال له: «امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك، فسار علي خطوات ثم وقف ولم يلتفت وقال: يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتى يشهدوا ان لا إله الا الله وان محمدا رسول الله، فاذا فعلوا فقد منعوا منك دماءهم واموالهم الا بحقها وحسابهم على الله.