-
أكد لـ «الأنباء» أن كتاب «الدر المنثور» للسيوطي أوسع كتب التفسير بالمأثور بينما تفسير ابن كثير أفضلها وأيسرها
أكد الإمام والخطيب في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الداعية عبدالله محمد الحيان أن كتاب «الدر المنثور» للسيوطي من أوسع كتب التفسير بالمأثور بينما «تفسير القرآن العظيم» لابن كثير من أفضلها وأيسرها، حيث يعتبر خلاصة لعمدة كتب التفاسير أي تفسير ابن جرير الطبري. وطالب الحيان الجامعات العربية والإسلامية بخدمة تراث الإمام السيوطي عبر تحقيق مؤلفاته العديدة، لافتا إلى أهمية قيام الباحثين الشرعيين بالزيارات الميدانية لمراكز المخطوطات والتراث الإسلامي، والاطلاع عن كثب على الكنوز العلمية لإخراجها إلى النور رجاء الاستفادة والافادة منها. وأضاف الحيان أن كتب التفسير قد تحتوي على أحاديث وآثار صحيحة وثابتة وأيضا ضعيفة ومردودة، مشيرا إلى أنه لا يعتمد على تفسير الآية بالحديث أو الأثر إلا بعد التأكد من صحتهما وثبوتهما بالرجوع لأحكام أهل العلم عليهما. «الأنباء» التقت الحيان لتحاوره عن عمله في رسالته لنيل درجة الماجستير التي كانت بعنوان «تحقيق ودراسة مائة رواية من كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور للحافظ جلال الدين السيوطي» وعن أهم النتائج والتوصيات التي خلص إليها في نهاية تحقيقه، وفيما يلي تفاصيل الحوار:
بداية ما موضوع رسالتكم العلمية؟
هذه الرسالة عبارة عن أطروحة علمية لاستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير في قسم الحديث الشريف وعلومه في كلية الشريعة، بجامعة الكويت، وهي من إشراف د.الدكتور وليد الكندري حفظه الله، وهي عبارة عن تحقيق ودراسة مائة رواية من كتاب «الدر المنثور في التفسير بالمأثور» للحافظ جلال الدين السيوطي رحمه الله (ت 911هـ).
إذن وما فكرة الرسالة؟
كانت فكرة الأطروحة مقدمة من قسم الحديث لتحقيق الكتاب ودراسة أحاديثه وآثاره، فهو يعتبر موسوعة علمية كبيرة بحاجة إلى تحقيق وتنقيح ودراسة ولذلك تعتبر هذه الأطروحة جزءا من عدة أجزاء شارك فيها ثلة من الباحثين والباحثات، أسأل الله أن يبارك في جهودهم.
أهمية الرسالة
لكن ما أهمية الرسالة؟
تتضح أهمية الرسالة في بيان ثمرتها وهي تمييز مايثبت ومالا يثبت من الأحاديث النبوية وآثار الصحابة والتابعين، والتي أوردها المؤلف في تفسير الآية، ونكون بهذا قد ساهمنا في خدمة كتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وتنقية التراث العلمي، من خلال معرفة المقبول من المردود من الأحاديث والآثار، وهذا الأمر له أثر كبير في معرفة الثابت في تفسير الآية.
ما أسباب اختيار هذا البحث بعينه؟
1 ـ قيمة الكتاب العلمية، إذ يعتبر كتاب «الدر المنثور» من أوسع كتب التفسير بالمأثور، ولكن مؤلفه لم يحكم إلا في القليل النادر على الأحاديث والآثار التي أوردها فيه، فدعت الحاجة إلى تحقيقه ودراسة مروياته، ومن ثم الحكم عليها.
2 ـ مكانة مؤلفه الحافظ السيوطي بين العلماء، ودوره العظيم في خدمة علوم الدين، فدراسة مؤلف من مؤلفاته يفتح آفاقا رحبة للدارس في ميادين المعرفة.
3 ـ الرغبة في المشاركة في خدمة التراث الإسلامي التي خلفها لنا علماء الإسلام.
4 ـ الرغبة في اكتساب الخبرة والحنكة في مجال تحقيق المخطوطات، لعلي أستطيع أن أقوم مستقبلا ببعض الواجب من تحقيق المخطوطات الإسلامية ونشرها.
5 ـ هذا الموضوع يعرف الباحث على كثير من مصادر الأحاديث والآثار، ومعرفة الموجود منها والمفقود، والمخطوط منها والمطبوع.
منهج التحقيق
المنهج الذي سرت عليه في إعدادك للرسالة؟
وكان عملي فيها ملخصا على النحو التالي:
ـ رقمت الروايات على حسب ورودها في الكتاب من (1501-1601).
ـ قابلت نسختين خطيتين للدر المنثور بنسخة مركز هجر للبحوث والدراسات العربية والإسلامية، بتحقيق د.عبدالله بن عبدالمحسن التركي، وأثبت الفروق بينها.
ـ خرجت الأحاديث والآثار من المصادر المتوافرة.
ـ درست أسانيدها بالترجمة لرجال الإسناد من خلال أقوال أئمة الجرح والتعديل.
ـ حكمت على الأحاديث بالصحة أو الضعف مستشهدا بأقوال من سبقني من أهل العلم.
ـ ذكرت المتابعات والشواهد التي قد تقوي الرواية إن كانت ضعيفة.
ـ بينت معاني الكلمات الغريبة، ومواقع الأماكن بشكل موجز.
ـ ختمت البحث بالفهارس العلمية الضرورية وهي: فهرس الأحاديث والآثار ـ فهرس الأعلام المترجمة ـ فهرس المصادر والمراجع.
معرفة صحة الحديث
هل كل ما هو مذكور في كتب التفسير من الأحاديث والآثار يكون صحيحا وثابتا؟
بالطبــــع لا، فكتب التفسير فيها من الأحاديث والآثار ما يكون صحيحــــا ثابتــــا وفيها ما هو ضعيف مردود، وعلى ذلك فلا يعتمــــد على تفسير الآية بالحديث أو الأثر إلا بعد التأكد من صحته وثبوته، والمرجع في ذلك يكون لأحكام أهل العلم على الحديث أو الأثر صحة وضعفا.
ما أفضل كتب التفسير التي تنصح عموم الناس بالرجوع إليها؟
بالنسبة لمن يطلب تفسير معاني القرآن فعليه بتفسير ابن كثير رحمه الله فهو من أفضل كتب التفسير التي ينصح بالرجوع إليهــــا، وهو يعتبر خلاصة لعمدة كتب التفاسير أعني تفسير ابن جرير الطبري رحمه الله، وقد رغب أهل العلم في الرجوع لتلك الكتب التي تعتمد على تفسيرها بالآثار، فإنها أسهل تعبيــــرا وأعدل في فهم المراد، وألمس لمعاني القرآن وأقرب إلى إصابة الحق وبيان مقاصد الشريعة، ورد المتشابــــه من الآيات إلى المحكم منها، ومن كتب التفسير المتأخرة الميسرة المفيدة للناس كتاب تفسير الشيــخ عبدالرحمن بن سعــدي رحمه الله.
ما أبرز نتائج البحث؟
ـ كتاب الدر المنثور عظيم القدر جليل المنفعة، يحوي أحاديث وآثارا كثيرة، بحاجة ماسة لأن تدرس وتمحص حتى يصفو الصحيح فيها من السقيم.
ـ للأمام السيوطي مكانة عالية، فقد بلغت تصانيفه ما ينيف على 600 كتاب، وهو من العلماء الذين أغنوا المكتبة الإسلامية بالمؤلفات، فملأت كتبه الآفاق في جميع الفنون والعلوم.
ـ قد جمع الإمام السيوطي في الدر المنثور الكثير من الأحاديث القولية والفعلية والآثار.
ـ تتنوع درجة الأحاديث في الدر المنثور بين صحيح وحسن وضعيف.
ـ قد اعتمد السيوطي على مصادر قديمة كثير منها مطبوع، وبعضها لم أقف عليه، مثل كتاب التفسير لوكيع وسفيان وابن مردويه.
ـ وكذلك اعتمد على كتب لم يصلنا منها إلا قطع منها، مثل السيرة لابن إسحاق والتفسير لابن المنذر ودلائل النبوة لأبي نعيم.
توصيات
وما التوصيات التي خلصتم إليها في ختام البحث؟
1 ـ العناية بكتاب الدر المنثور، والعمل على تحقيقه ودراسة رواياته، وتمييز المقبول من المردود، لتنتفع به الأمة.
2 ـ أوصي زملائي الباحثين بالبحث عن كتب الإمام السيوطي التي لم تحقق، والقيام على تحقيقها، لما تنطوي عليه كتب هذا الإمام من قيمة علمية كبيرة.
3 ـ كما أوصي الجامعات العربية والإسلامية بعمل مشروع كبير لتحقيق تراث الإمام السيوطي تحقيقا علميا.
4 ـ القيام بالزيارة الميدانية لمراكز المخطوطات والتراث الإسلامي، والاطلاع عن كثب على هذه الكنوز العلمية، للاستفادة والافادة.
هذه بعض التوصيات والمقترحات، والتي أراها من باب النصيحة في دين الله جل وعلا، والله أسأل السداد في القول والعمل سبحانه لا إله إلا هو.