دمشق ـ هدى العبود
زاوية نسلط الضوء فيها على نقاط التحول في حياة نجوم الساحة الفنية والغنائية وحتى الاعلامية والتي بسببها وصلوا الى ما هم عليه الآن من شهرة لدى الجماهير المحلية والخليجية والعربية.
تُعد الفنانة السورية المخضرمة سامية جزائري واحدة من أبرز نجمات الدراما السورية على الإطلاق، فهي تتمتع بموهبة فنية قل نظيرها بين الفنانات السوريات من بنات جيلها، وبرزت هذه الموهبة المبكرة منذ بداية احترافها التمثيل في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، سواء في المسرح أو التلفزيون، وهي تتعامل مع أدوارها بعفوية وحرفية عاليتين، شاركت سامية جزائري في تمثيل أكثر من مائة مسلسل تلفزيوني خاص بالدراما السورية، والقسم الأكبر من هذه الأعمال كان في الجانب الكوميدي، وقد بدأتها بسلسلة «مرايا» مع الفنان ياسر العظمة ومن ثم في سلسلة «النجوم» مع المخرج هشام شربتجي الى جانب أعمال كوميدية اخرى مع دريد لحام وأيمن زيدان وآخرين، ومن أبرز أعمالها التلفزيونية نذكر لها المسلسلات التالية: يوم بيوم، وين الغلط، دبليو دبليو دوت كوم، أبوالبنات، يوميات جميل وهناء، ألو جميل ألو هناء، مرايا، طيبون، عيلة خمس نجوم، عيلة ست نجوم، عيلة سبع نجوم، عيلة ثمن نجوم، ليالي الصالحية، جوز الست، أيام شامية، أهل الراية، الحوت، شتاء ساخن، مرسوم عائلي.. وغيرها الكثير، الى جانب مسرحيات مثل غربة، ضيعة تشرين مع الفنان دريد لحام والفنان الراحل نهاد قلعي.
وهي على الرغم من حضورها القوي في المسلسلات التلفزيونية التي شاركت بها في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، سواء أكانت كوميدية أو تراجيدية، جاءت شهرتها الفنية الواسعة على الصعيدين المحلي والعربي من خلال مسلسل «عيلة خمس نجوم» من تأليف الكاتب الدرامي حكم البابا وإخراج هشام شربتجي، وشاركها في البطولة فارس الحلو، وأمل عرفة وقد استطاعت الفنانة سامية جزائري في هذا المسلسل الكوميدي ان ترسخ أقدامها بشكل لافت لتتبوأ موقع الصدارة بين فنانات الدراما السورية بخفة ظلها وموهبتها التي شهد لها الجميع بها خاصة من المعنيين بالشأن الفني، كنقاد ومخرجين وممثلين، وقد شبهها البعض بزينات صدقي سورية.
وفي لقاء خاص معها أكدت سامية جزائري ان شخصية «أم أحمد بلا ليش» في مسلسل عيلة خمس نجوم كرستها كبطلة كوميدية أولى في سورية رغم ان المسلسل اعتمد أساسا على صيغة البطولة الجماعية، وتضيف الفنانة جزائري قائلة: عندما قرأت دوري في «عيلة خمس نجوم» فرحت كثيرا لأنني وجدت فيه فرصة لتوظيف كل طاقاتي وموهبتي ليخرج بالصورة التي رسمتها لنفسي، وكان لي ما أردت وانفردت بهذا الدور وجعلته يتفوق على أدوار الآخرين الكوميدية، خاصة ان المشاركين معي لا يقلون موهبة وحضورا من أمثال فارس الحلو واندريه سكاف وحسام تحسين بك، وأحمد الله ان الجمهور قد تفاعل مع دوري وكانت تأتيني عشرات الرسائل والاتصالات التلفونية التي تثني على أدائي لشخصية «أم احمد بلا ليش» وتبدي سعادة بهذه الشخصية الكوميدية والتي وصفت بـ «المهضومة» وبعد هذا المسلسل أسست على هذه الشخصية وأخذت أطور في أدواتي الفنية، وعلى سبيل المثال أذكر دور «أم محمود» في مسلسل يوميات جميل وهناء، وآلو جميل.. آلو هناء، وشخصية «أم عبدو» في مسلسل البيئة الناجح أيام شامية من تأليف أكرم شريم وإخراج بسام الملا، وعلى صعيد الأعمال التراجيدية مثلت مجموعة من الأدوار التي أحبها الجمهور، كما في مسلسل «أهل الراية» للمخرج علاء الدين كوكش والكاتب أحمد حامد حيث جسدت شخصية أم سعيد، وفي مسلسل «الحوت» للمخرج رضوان شاهين، مثلت دور العمة جميلة التي تمثل الحكمة والدهاء الطيب بعيدا عن الخبث والمكر.
وعن رأيها في مسيرة الدراما السورية قالت: بكل أسف شابت الدراما السورية في السنوات الأخيرة موجة من الهبوط على مستويات متعددة سببها بعض المخرجين الشباب الذين لا همّ لهم سوى جمع المال على حساب جودة العمل الفني، وهنا لابد من التأكيد على ان الدراما السورية شهدت سنوات ازدهارها على يد مخرجين تمتعوا بأخلاقيات المهنة وكان همهم منصبا على نجاح عملهم الفني، دون الالتفات للجانب والمردود المادي اللذين سيجنونهما من وراء ذلك، وهذا ما أعطى للدراما السورية نكهتها الخاصة والمميزة وأنا حقيقة أتحسر على تلك الأيام الجميلة التي كنا نعمل بها من أجل الفن وليس بهدف جمع المال، وقد زادت الطين بلة تلك الشلليات الفنية التي ازدهرت على يد أولئك الذين يصفون أنفسهم بالمخرجين وهم في الحقيقة بعيدون كليا عن أخلاقيات هذه المهنة، ورسالتها النبيلة.