نومان الحسيني.. من بني حسين من قبيلة الظفير عاش في زمن ابن عريعر وكان نومان الحسيني من أقرب المقربين من ابن عريعر لما كان يتمتع به من صفات حميدة وأخلاق عالية وحديث جميل بالإضافة إلى فروسيته وشجاعته التي اشتهر بها.. فأحبه ابن عريعر وقربه وخصه بالجلوس بجواره.. وكان هناك من ضمن أصدقاء ابن عريعر أناس يحسدون نومان ويستكثرون تقريب ابن عريعر له.. فكانوا يكثرون الكلام عنه ويصفونه بصفات ليست به لكي يبعدوه ولكن دون جدوى.. فقد كان ابن عريعر يعرفه جيدا..
وفي ذات مرة وقعت حرب.. وأبلى فيها نومان الحسيني بلاء حسنا، أعجب به ابن عريعر وأخذ يمتدحه وهو غائب، فقال الحساد ان الفعل الذي فعله نومان ليس شجاعة منه بل إن الفرس «حشور» ترمي به غصبا على الأعداء.
سكت ابن عريعر حتى حضر نومان فقال له إنهم يقولون ان فعلك ليس شجاعة منك يا نومان إنما لأن فرسك «حشور» ترمي بك على الأعداء فالفعل للفرس حشور وليس لك.
ضحك نومان لمقولتهم واستسمح ابن عريعر ثم أنشد يقول:
قالوا حشور وقلت سووا سواتي
أرخولهن يا راكبين المصاريع
قلايعي عشر وهن مقفياتي
بالنافعي قطعت روس المداريع
واليا رضى مضنون عيني شفاتي
نازوع للشردان ضرابة الريع
فلما فرغ من شعره سكت حساده وأمر له ابن عريعر بهدية جزلة جزاء لشعره وفروسيته.