الولد وان طاب طيبه من خواله
وان تردى فعلم انهم خايبيني
أشرب الفنجال واكب البيالة
طيبٍ واحب سلم الطيبيني
من لا يعرف هذين البيتين؟! فهما اشهر من نار على علم.
قد يجهل البعض قائلهما، ولكن من المؤكد انه سمع بالبيتين من قبل.
حتى انهما أصبحا مضرب مثل يتداوله كثير من الناس..
قائل هذين البيتين هو الشاعر/ راشد بن حسن بن مانع بن رحيان الضاعني الملقب بـ «ابن الذيب».
وقيل انه توفي عام 1986م وهو في نجران وكان شايل معه شخص موصله الى قرية في نجران وحصل عليهم حادث وتوفي رحمه الله.
كان راشد بن حسن يشتغل في شركة ارامكوا السعودية.. وكان يملك سيارة الشركة جمس ارامكو.
وكان كل ما شاف له رجلي والا طرقي على الخط يبي احد يوصله يقوم ابن الذيب ويوصله بدون مقابل.. على سيارة الشركة.
حتى اشتهر صيته... وكلما أراد احد أن يذهب لأي مكان يقصده يتمنى ويقول في نفسه «عسى يلقاني ابن الذيب على الطريق والا انا القاه حتى يأخذني للمكان اللي انا أقصده».. حتى قام الناس يرددون اسمه ويحكون فيه وهم لا يعرفونه.
جاء يوم من الايام وإذ بامرأة كبيرة بالسن وعندها (غنم تعد على الاصابع).. وراشد بن حسن كان مشغول ومتأخر على عمله. ورأى هذه المرأة الكبيرة بالسن ومعها أغنامها ولم يعرها أي اهتمام وتعداها وأهملها.. وبعدها تندم واثرت بخاطره واستحى.. فأوقف سيارته ورجع للعجوز.
ثم قال لها يا امرأة سوف أقلك للمكان الذي تريدينه لكن بدون غنمك.. انا متأخر على الدوام واخاف أن أتأخر عن عملي.
قالت له العجوز: خلاص رح الله يستر عليك يا ولدي. انا جالسة هنا انتظر (ابن الذيب). هو اللي بيجيب العلم وبيوصلني المكان اللي انا ابيه انا وغنمي.. وهي ما تعرفه.. ولا تعلم أن من وقف لها ليوصلها انه ابن الذيب..
وتعجب (راشد بن حسن) من قولها.
وقال اركبي يا خالة انا (ابن الذيب) وابشري بعزك..
ابوصلك انتي وغنمك..
وصل العجوز إلى المكان الذي تريده.. وكانت انظمة ارامكو تمنع السائقين ان يوصلوا بالسيارات التي تخص الشركة أي راكب على الطريق غير الموظفين فقط. وهذه بحد ذاتها مخاطرة على ابن الذيب خوفا أن يراه أحد من موظفي الشركة ويفصل من عمله جراء هذا التصرف.. هذا وبعد استمرار ابن الذيب على هذا العمل الطيب علمت الشركة بفعل (راشد بن حسن).. وهدد بالفصل من الشركة اكثر من مرة.. وبعض رؤسائه يأسوا من المحاولة معه.. إلا أنه اعجبتهم شهامة ابن الذيب وعمله الطيب وفعله الخير مع الناس.