بقلم: د. دغش العجمي
شيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى سنة (728ﻫ) رجل طبقت شهرته المعمورة، واعترف بفضله وعلمه وإمامته الموافق والمخالف، هو أشهر من نار على علم، علمه تجاوز أهل زمانه، حتى اعترفوا له بالفضل والعلم، وأنه لا يباريه أحد فيه، ليس في مذهبه بل حتى في مذاهب خصومه، بل هو بمذاهبهم وخباياها أعلم منهم بها ولذلك كان له الموافق المناصر، وكان له الحاسد المنافر، وعلماء الكويت وأمراؤها ممن منّ الله عليهم بمحبة ابن تيمية والسير على طريقه ومناصرته، لأن أهل السنة بينهم أوثق العرى الحب في الله، وإذا لم تكن للعلماء الربانيين فلمن تكون؟ والنصوص عنهم كثيرة جدا ويطول بها المقام ولكن سأعرض لبعض أقوالهم مما يستدل بها على باقيها:
كان الشيخ ناصر بن مبارك الصباح (ت1917م): «يرى أن ابن تيمية في الحقيقة هو: شيخ الإسلام، وإمام الأنام، وحامي حرمة الدين» («تاريخ الكويت» للشيخ عبدالعزيز الرشيد 229 ـ 230).
وقد سعى والده الشيخ مبارك بن صباح في طبع كتاب «بيان تلبيس الجهمية» لشيخ الإسلام ابن تيمية. («الرسائل المتبادلة بين القاسمي والألوسي» تحقيق محمد العجمي 171).
وقال الشيخ عبدالله بن خلف الدحيان (ت: 1349ﻫ) في أول «العقيدة الواسطية» والتي نسخها بخطه رحمه الله: «هذه «العقيدة الواسطية» للقدوة الإمام، شيخ الإسلام، فارس المعاني والألفاظ، جمال المحدثين الحفاظ، بحر العلوم النقلية والعقلية، فخر السادة الحنبلية تقي الدين أبي العباس أحمد بن عبدالحليم بن عبد السلام بن تيمية تغمده الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته، ونفعنا بعلومه في الدارين بمنه وكرمه». («فهرس المخطوطات الأصلية بوزارة الأوقاف» (392 ـ 393)، وهي برقم 310).
وهذا الشيخ يوسف القناعي رحمه الله يقول عن نفسه: «نشأت في الكويت كما نشأ غيري من أبنائها في محيط عمه الجمود، واستحكمت فيه البدع والخرافات التي سترت الحق وقلبت الحقائق، وكان لمؤلفات الإمامين ابن تيمية وابن القيم أكبر أثر في إنارة السبيل أمامي، وإماطة الستار الذي أبصرت من خلفه الحق واضحا فنفرت بعده من كل ما ألفته مما لا يتفق والدين في شيء، نقله عنه الرشيد في «مجلة الكويت» (2/331).
وقال الباحث الأديب خالد الزيد(عن القناعي): «ولقد تأثر تأثرا كبيرا بفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وعلمه الغزير، فكان منتهجا لطريقته، سالكا مسلكه، فجاءت فتاواه وأحاديثه صريحة واضحة، وجريئة متسامحة». «أدباء الكويت في قرنين» 1/91.
أما ثناء الشيخ عبدالعزيز الرشيد على ابن تيمية فكثير جدا، فمنه قوله: «وشيخ الإسلام -ابن تيمية- هو من أجل علماء الشرع الواقفين عند حدوده، والمتمسكين بنصوصه». مجلة الكويت (2/13).
وذكر أنه من: «علماء الإسلام المتقدمين الذين كرسوا كثيرا من أوقاتهم لدرس الفلسفة ليعرفوا عيوبها وموضع الضعف منها». مجلة الكويت (1/432).
ومنهم: الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن السند (ت: 1397ﻫ) كان محبا لكتب شيخ الإسلام ابن تيمية، ومطلعا عليها، وكثير الاستفادة منها، حتى إنه كان يصوغ مجالسه وخطبه من كتب ابن تيمية، وفي «مجالس رمضان» ص (5 ـ 8) في المجلس الأول جعله بعنوان «توحيد الله تعالى» لخصه من «الواسطية» لابن تيمية، وكان يقول عن ابن تيمية: «شيخ الإسلام». «الأحكام المفيدة من الأقوال السديدة» (150)!
وكان الشيخ محمد بن عبدالمحسن الدعيج (ت: 1396ﻫ) يعد ابن تيمية وابن القيم وابن عبدالوهاب من بقايا السلف كما في رسالته للشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي (ت: 1376ﻫ) «الأجوبة السعدية» تحقيق د. وليد المنيس (122).
ومنهم: الشيخ عبدالوهاب بن عبدالرحمن بن محمد الفارس رحمه الله (1403ﻫ). فقد كان مغرما بكتب شيخ الإسلام، وكان الشيخ الفارس يقول: «مثل ابن تيمية في العلماء كالبدر في نجوم السماء». «علماء آل فارس في الكويت» للأخ فارس الفارس (132).
ومنهم الشيخ ابن جراح رحمه الله كان يقول إن من لم يقرأ كتب ابن تيمية «مهما بلغ من العلم لا يخلو من بدع وخرافات يعتقدها دينا». «ترجمة الجراح» (199).