لما قدم المهاجرون المدينة اقاموا مدة لا يولد لهم مولود، فقالوا: سحرهم اليهود. فكان اول مولود ولد في الاسلام من المهاجرين عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما قال: فكبر الناس تكبيرة ارتجت منها المدينة وفرحوا، وكان الزبير يهنأ به وابو بكر رضي الله عنه وكانت ولادته في شوال لعشرين شهرا من الهجرة، فحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمرة، وأمر ان يؤذن في أذنه بالصلاة، فأذن ابو بكر فيها.
ويلقى المفكر الاسلامي الراحل خالد محمد خالد في كتابه «رجال حول رسول الله» الضوء على خصال عبدالله بن الزبير رضي الله عنه قائلا: «فلا حسبه، ولا شبابه، ولا مكانته ورفعته، ولا أمواله، ولا قوته.. لا شيء من ذلك كله، استطاع ان يحول بين عبدالله بن الزبير وبين ان يكون العابد الذي يصوم يومه، ويقوم ليله، ويخشع لله خشوعا يبهر الألباب.. قال عمر بن عبدالعزيز يوما لابن ابي مليكة: صف لنا عبدالله بن الزبير.. فقال: والله، ما رأيت نفسا ركبت بين جنبين مثل نفسه.. ولقد كان يدخل الصلاة فيخرج من كل شيء اليها.. وكان يركع او يسجد، فتقف العصافير فوق ظهره او كاهله، لا تحسبه من طول ركوعه وسجوده الا جدارا، او ثوبا مطروحا، ولقد مرت قذيفة منجنيق بين لحيته وصدره وهو يصلي، فو الله ما احس بها، ولا اهتز لها، ولا قطع من اجلها قراءته ولا تعجل ركوعه».
واضاف المفكر الإسلامي ذاكرا صفات عبدالله بن الزبير، قائلا: سئل عنه ابن عباس فقال على الرغم مما كان بينهما من خلاف: «كان قارئا لكتاب الله، متبعا سنة رسوله.. قانتا لله.. صائما في الهواجر من مخافة الله.. ابن حواري رسول الله.. وامه اسماء بنت الصديق.. وخالته عائشة زوجة رسول الله.. فلا يجهل حقه الا من اعماه الله».