قال تعالى (وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت ربّ ابنِ لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ـ التحريم: آية 11).
وهذه المرأة هي آسيا بنت مزاحم امرأة فرعون وكان فرعون اعتى اهل الارض فلم يضرها او يثنيها كفر زوجها عن عبادة ربها:
عن ابي عثمان النهدي عن سلمان قال كانت امرأة فرعون تعذب في الشمس فإذا انصرف عنها اظلتها الملائكة بأجنحتها وكانت ترى بيتها في الجنة، وكانت تسأل من غلب؟ فيقال غلب موسي وهارون فتقول آمنت برب موسي وهارون فأرسل اليها فرعون فقال انظروا اعظم صخرة تجدونها فان مضت على قولها فألقوها عليها وان رجعت عن قولها فهي امرأتي فلما اتوها رفعت بصرها الى السماء فأبصرت بيتها في الجنة فمضت على قولها وانتزعت روحها وألقيت الصخرة على جسد ليس فيه روح وقيل في قولها «رب ابن لي عندك بيتا في الجنة» اختارت الجار قبل الدار وقد ورد شيء من ذلك في حديث مرفوع وقال ابو جعفر الرازي عن الربيع بن انس عن ابي العالية قال كان ايمان امرأة فرعون قبل ايمان امرأة خازن فرعون وذلك انها جلست تمشط ابنة فرعون فوقع المشط من يدها فقالت تعس من كفر بالله فقالت لها بنت فرعون ألك رب غير ابي؟ فقالت ربي ورب ابيك الله فلطمتها بنت فرعون واخبرت اباها فعذبها فرعون وقتل اولادها وسمعت امرأة فرعون كلام ابن الماشطة الاكبر وتبشيره لها ثم كلام الاصغر فآمنت امرأة فرعون وقبض الله روح امرأة خازن فرعون وكشف الغطاء عن ثوابها ومنزلتها وكرامتها في الجنة لامرأة فرعون حتى رأت فازدادت ايمانا ويقينا وتصديقا فأطلع الله فرعون علي ايمانها فقال للملأ ما تعلمون من آسية بنت مزاحم؟ فأثنوا عليها فقال لهم انها تعبد غيري فقالوا له اقتلها فأوتدها اوتادا فشد يديها ورجليها فدعت آسية ربها فقالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة فوافق ذلك ان حضرها فرعون فضحكت حين رأت بيتها في الجنة فقال فرعون الا تعجبون من جنونها انا نعذبها وهى تضحك فقبض الله روحها في الجنة.