من المعلوم ان النبي صلى الله عليه وسلم ظل يتوجه في صلاته شطر بيت المقدس حتى نزل قول الله تعالى: (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره) البقرة: 144، فكانت اول قبلة في الاسلام بيت المقدس ولم يكن استقبال النبي صلى الله عليه وسلم لبيت المقدس في صلاته استمالة لاهل الكتاب ـ اليهود والنصارى ـ الذين يعظمون بيت المقدس وانما كان التوجه لغايات اخرى منها: ان بيت المقدس مكان طاهر بعيد عن الاصنام، وله قيمة دينية عند الله، ان مدينة القدس ستكون محل تحقيق الاقرار الذي اخذه الله على الانبياء ليصدقوا محمدا صلى الله عليه وسلم.
كما ورد في قوله سبحانه: (واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم اصري قالوا اقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين)آل عمران: 81.
صلة روحية
وتتمثل تلك الصلة في معجزة الاسراء والمعراج، حيث اسري بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكة المكرمة الى المسجد الاقصى بمدينة القدس، ثم عرج به منه الى سدرة المنتهى، قال سبحانه: (سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير) الاسراء: 1، بركة في الارض وبركة في السموات وبركة فيمن يؤمن ويسلم وجهه الى الله دون شرك او جحود. ان اسراء النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة الى بيت المقدس يوضح ان بيت المقدس قد الحق بالدين الجديد، وهذا يوضح ان رسالة محمد صلى الله عليه وسلم مهيمنة على كل البقاع الارضية، وكل مقدسات البقاع.