المغيرة بن شعبة، احد دهاة العرب وقادتهم وولاتهم، صحابي ولد في الطائف، وهو اول من وضع ديوان البصرة واول من سلم عليه بالامرة في الاسلام. لما ظهر الاسلام تردد في قبوله الى ان كانت سنة 5هـ فأسلم، شهد الحديبية واليمامة وفتوح الشام، وذهبت عينه باليرموك وشهد القادسية ونهاوند وهمدان وغيرها.
لما حدثت الفتنة بين علي ومعاوية اعتزلها المغيرة وحضر مع الحكمين ثم ولاه معاوية الكوفة فلم يزل فيها الى ان مات.
كان من الشخصيات التي تملك القدرة والمحاكاة مع الحكام وهذه مقابلته الى المقوقس في مصر بعدها بسنوات وعندما كانت معركة القادسية على الابواب اختار عمر بن الخطاب الشخصيات المهمة القادرة على اللقاء والتحدث وحسن التصرف عند ملاقاتهم لكسرى «يزدجرد» ملك ايران فكلف سعد بن ابي وقاص في أول الامر وفدا من عشرين شخصا وكانوا من الذين اشتهروا بالشجاعة والفروسية وفصاحة القول واللسان ويذهب وفد ويجيء آخر الى ان تم اللقاء مع قائد الجيوش الفارسية رستم، واخذ رستم يقدم ويؤخر في المفاوضات حتى تكون استعداداته كاملة للحرب، في هذه الاثناء ارتأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان يكون آخر المفاوضين والوفود المغيرة بن شعبة، عندما توجه المغيرة الى رستم في مقر قيادته كان من حنكته ان يأخذ وفدا متخصصا بالطرق واللوجستية كما يسمونها اليوم واخذ هذا الوفد يسير بأناة وتؤدة وهو يدرس الطرق ومساربها حتى وصل الى مقر رستم، وكان رستم سعيدا على هذا التأخير لأنه يريد ان يكسب الوقت ولكنه لا يدري ان خصمه ايضا يدرس طبوغرافية المنطقة لأن الوفد الذي اختاره المغيرة لمرافقته كل منهم متخصص في ناحية معينة.
لهذا لما وصل الى رستم جلس الى جانبه وعلى سريره مما اثار الرعب في نفوس البطانة والقادة المحيطة برستم ولما رجع الى قائده سعد بن ابي وقاص قدم له تقريرا مفصلا مما ساعد على نجاح هذه المعركة التاريخية معركة القادسية التي ادخلت الدولة الايرانية اليوم في حوزة الاسلام واخرجت مجموعة من الرجال الذين خدموا هذه الامة عبر تاريخها الطويل.