عن حُذيفة بن أسيد الغفاري قال: اطّلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر، فقال: «ما تذاكرون؟» قالوا: نذكر الساعة، قال: «إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات»، فذكر: «الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن، تطرد الناس الى محشرهم».
أصل خلق يأجوج ومأجوج وأصنافهم
الأحاديث الواردة فيهم كثيرة، وهم من بني آدم، ثم من بني يافث بن نوح، وهم ثلاثة أصناف:
1- صنف أجسادهم كالأرز، وهو شجر كبير جدا.
2- وصنف منهم أربعة أذرع في أربعة أذرع.
3- وصنف يفترش الواحد منهم أذنه ويلتحف الأخرى، أخرج ذلك ابن أبي حاتم من طريق شريح بن عبيد، عن كعب الأحبار.
وروى الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما: «ان منهم شبرا شبرا، وشبرين شبرين، وأطولهم ثلاثة أشبار».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يحفرون في كل يوم حتى يكادوا أن يروا شعاع الشمس، فيقولون: نرجع إليه غدا فيرجعون وهو أشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس، قالوا: نرجع إليه غدا إن شاء الله، فيرجعون اليه كهيئة ما تركوه، فيحفرونه، فيخرجون على الناس» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فيفر الناس منهم إلى حصونهم».
خروجهم وإفسادهم وهلاكهم
فقد ورد في حالهم عند خروجهم ما أخرج مسلم من حديث النواس بن سمعان بعد ذكر الدجال وهلاكه على يد عيسى عليه السلام وغيره قال صلى الله عليه وسلم: «ثم يأتي عيسى قوم قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هم كذلك إذ أوحى الله الى عيسى: إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم، فحرز عبادي الى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج (وهم من كل حدب ينسلون) فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء، ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مئة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم، فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة. ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه الى الأرض، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه الى الله عز وجل، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله، ثم يرسل الله قطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة (أي المرآة في صفائها ونظافتها) ثم يقال للأرض: انبتي ثمرتك، وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة، ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرسل حتى ان اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس، فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم، ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر، فعليهم تقوم الساعة». رواه مسلم. وفي رواية لمسلم وغيرهم: «فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض، فلنقتل من في السماء، فيرمون بنشابهم الى السماء، فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما».