هذه قصة كما رويت في الزمان السابق لخلف بن شعلان الرويلي فارس شجاع وكانت الجزيرة العربية في ذلك الوقت كحال سائر القبائل العربية تكتسب قوتها من الغزوات وكسب الغنائم وكان بطل هذه القصة قد رحل من وسط الجزيرة الى شمالها بحثا عن الكلأ والعشب لرعي اغنامهم وابلهم وكانت تلك السنة مجدبة وخصوصا في وسط الجزيرة وفي اثناء المسير شاهد هذا الفارس نسرا ضخما لا يستطيع الطيران وعندما رآهم هذا الطائر هرب منهم مستخدما قدميه لانه لا يستطيع الطيران فالتفت هذا الفارس إلى جماعته وسألهم اتدرون لماذا لم يستطع هذا النسر الطيران فاجابوه بعدم العلم فقال لهم هذا بسبب الجوع ولكن عسى ان تأتي معركة بيننا وبين احد لكي يشبع هذا الطير فلامه اصحابه اتتمنى لقاء الاعداء والقتل بسبب هذا الطائر؟ وبعد مسيرة نصف يوم وعند وصولهم الى بئر توجد بها ماء يقال له بئر ميقووع في شمال الجزيرة ليشربوا منها ويسقوا بهائمهم وجدوا هناك فرسانا منعوهم من الماء وارادوا سلبهم وسلب اغنامهم عندها حصلت معركة انتصر في النهاية فارسنا خلف بن شعلان وقتل من شيوخ المعتدين وأنشد هذا الفارس هذه الأبيات التي تحكي القصة إذ قال:
الله من كون جرى عند ميقوع
كون ينشربه غيارات وقماش
يوم التهينا نلبس الجوخ ودروع
عرض لنا الطابور من دون الادباش
المنع ياركابه الخير مرفوع
ومن نيش باطراف المزاليج ماعاش
كم راس شيخن عن تراقيه مشلوع
واول سعدنا وطيه الحمر لشلاش
والجنق اخذ من رايب الدم قرطوع
من عقب شربه للقهاوي على فراش
الشايب الي فوقنا يشكي الجوع
لو هو حضرنا نفض الريش واعتاش
زيزومهم عقب الصعاله غدا طوع
والضبعه العرجا تدور بها عراش