زاوية نستضيف خلالها كل مرة أحد الشعراء النجوم ليقدم كامل اعترافاته دون ضغط أسئلة منا، يكشف خلالها ما يريد ان يكشف دون أدنى تدخل منا وعلى مسؤوليته الكاملة.. اعترافات هي زاوية لبوح الشعراء دون اسئلة، يقولون ما يشاءون ويتحدثون بما يريدون اعترافات يواجهون بها انفسهم قبل ان يواجهوا بها الآخرين.
- أعترف بأن وضع الأمة العرب إسلامية يؤررقني بشكل كبير، لدرجة أني بدأت أشعر بحالة نفسية سيئة، وقد انزويت منذ عدة سنوات عن الكثير من المقربين لدي، وأصبحت أمكث في منزلي بشكل دائم إلا ما ندر، ومنذ ما يقارب السنوات الثلاث لم أعد أشاهد المحطات الإخبارية أو نشرات الأخبار الرسمية، فهناك مشاهد كانت سببا رئيسا فيما آلت إليه نفسيتي، وخاصة فيما يتعلق بأرضنا المغتصبة.
- أعترف بأن للأيتام وضعا خاصا لدي، ويحتلون شعورا عميقا في داخلي عند رؤيتهم أو محادثتهم، وقد شاركتهم في بعض قصائدي بشكل مباشر أو عن طريق التلميح، وحاليا أنا خال لأربعة منهم.. (لو كان عمري به للأيتام فرحة ـ يروح عمري فدوة لكل الأيتام).
- أعترف بأني كنت ومازلت أحلم بأن أكمل تحصيلي العلمي لدراسة الفلسفة وعلم النفس، ولكن عندما أنظر إلى المدة الزمنية والتي أقدرها بثمانية أعوام لكي أحصل على هذا الحلم، أقوم بقذفه على صخرة الواقع، واصحو على وخز شظاياه من خلال أوضاعي الاجتماعية والمادية وحقيقة (الحديدة)، ومصروف عائلتي والتزاماتي الأخرى.
- أعترف بأن والدتي أطال الله في عمرها وأمدها بالصحة والعافية، تعاملني كما تعامل أولادي وكأني ما ازال ابن السادسة، على عكس والدي رحمه الله تعالى حين كان يعاملني كرجل بالغ مذ كان عمري ثماني سنوات إلى أن توفاه الله في شهر رمضان من العام المنصرم.
- أعترف بأن طفولتي كانت تعيسة، ولم أمارسها مثل من هم في سني، ومراهقتي كذلك كانت مراهقة بائسة، ولم استمتع بها كما هي حال أترابي، فحينما كانوا يتذوقون طعم الآيس كريم، كنت أتذوق عرق جبيني، وحين كانوا يلمسون نعومة الملبس والمرقد، كنت ألمس خشونة يدي والتعب، وها أنا الآن أقرأ في ذاكرتي معالم حياتي السابقة، والتي تبدو ملامحها الحزينة على وجهي وفي نظراتي.
- أعترف بأني شخص مزاجي جدا وإلى أبعد الحدود، وأكره الروتينية الرتيبة وهذه المزاجية ساهمت في ابتعادي عن ساحة الشعر الشعبي.
- أعترف بأني لا أنتمي إلى أي مدرسة شعرية لا في كتاباتي، ولا في اطلاعاتي، والمدرسة الوحيدة التي أنتمي إليها هي مدرسة الشعر الجميل، فمثلما أستمتع بقراءة قصائد الشاعر: بدر شاكر السياب، استمتع أيضا بقراءة أو سماع قصائد الشاعر بندر بن سرور..
- أعترف بأن من يكتبون شعر الطلسمة ليسوا شعراء، إنما أناس تعلموا طريقة كتابة الشعر بحسب قواعده، ووجدوا من يطبل لهم، وكما يقال: «الطيور على أشكالها تقع».
- أعترف بأن الساحة الشعبية الحالية لا تستحق منا الاهتمام بها من باب المتابعة والاطلاع كما كانت عليه في أواخر الثمانينات ومطلع التسعينات الميلادية من الألفية المنصرمة، ومن الصعب جدا وجود معدين يقومون بحملها بأمانة مثلما كانوا: غازي صفوق، وعلي الصافي رحمها الله تعالى، نايف الحربي، والأصعب هو وجود شاعر ومعد صحافي يرتقي بها إلى الجمال الإبداعي كفهد عافت.
- أعترف بأني ما تمنيت يوما أن التقي أي شاعر مثلما تمنيت الالتقاء بالشاعر مظفر النواب، والشاعر محمد بن علي القحطاني.
- أعترف بأن الشاعرة حنان الفاضل من أجمل الشاعرات اللاتي قرأت لهن قصائد متزنة ذات صياغة شعرية واعية، والشاعرة الجفول الكويتية مازالت من القلة الذين يحافظون على روح القصيدة التقليدية الجميلة، والشاعرة حصة هلال (ريمية) أحرقت الكثير من الأسماء الشعرية من الجنسين، وذلك عبر ما ظهرت به من خلال مشاركتها في برنامج «شاعر المليون».
- أعترف بأن هيئة أبوطبي لو أنه أوكلت إلي اختيار لجنة تحكيم نقدية لهذا البرنامج، أو لأي برنامج مثيل، لاخترت كلا من عواض العصيمي، فهد عافت، فاضل الغشم، وعلي المسعودي.
- أعترف بأني أبتسم ساخرا من بعض الشعراء الذين يشيرون إلى أنفسهم على أنهم شعراء حداثيون.
- أعترف أني أنتظر يوم السبت من كل اسبوع بفارغ الصبر، وأستعد له بما يليق للالتقاء برواد ديوانيتي في ذلك اليوم، فتواجد مثل هؤلاء الأصدقاء يجعلني أشعر بسعادة كبيرة، بالإضافة إلى ما يعود على الجميع من فائدة عبر تبادل المعلومات الثقافية والأدبية، ووجهات النظر في شتى الأمور التي تعنينا، ولو ان هناك متسعا لقمت بكتابة شكر خاص باسمائهم واحدا واحدا، ولكن شكرا لهم جميعا دون استثناء.
- تابع للاعتراف أعلاه، وإذا لم أشاهد مرجعنا الثقافي كمجموعة، وهو الأخ والأديب فيصل العفراوي جالسا معنا في الديوانية، أعترف بأني أعلق نظراتي على الباب مترقبا حضوره البهي الذي يسعدني ويزيدني شرفا.
- أعترف بأن هذا الاعتراف يعنيني شخصيا أكثر مما سبق، وهو أجملها وأفضلها، لذا رأيت أن أجعله مسك الختام، فأنا أعترف بأنني أتمنى مقابلة سيدي صاحب السمو الملكي وأمير نجد: سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه «طمعان في شوفك، مهي طمعة المال ـ مصافح يمينك جاه عز، وتقادير».
- وهنا أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لـ«الأنباء»، و«الواحة»، والشكر موصول لأخي العزيز والصديق الشاعر هيثم السويط تجاه ما يقدمه من اهتمام كبير إزاء هذا الملف وما يختص به.