كان أبوجهل يكنى بأبي الحكم، فكناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي جهل.
كان يعمل جاهدا على صد الناس عن دين الله تعالى، وكان شديد الايذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي عند البيت وأبوجهل وأصحاب له جلوس اذ قال بعضهم لبعض: ايكم يجيء بسلى جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد اذا سجد؟ فانبعث اشقي القوم «عقبة بن أبي معيط» فجاء به، فنظر حتى اذا سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه على ظهره بين كتفيه وانا انظر لا اغير شيئا، لو كان لي منعة، قال: فجعلوا يضحكون ويحيل بعضهم على بعض ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد لا يرفع رأسه، حتى جاءته فاطمة فوضعته عن ظهره، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ثم قال: «اللهم عليك بقريش» ثلاث مرات، فشق عليهم اذ دعا عليهم، قال: وكانوا يرون ان الدعوة في ذلك البلد مستجابة، ثم سمى: «اللهم عليك بأبي جهل، وعليك بعتبة بن ربيعة، وشيبة ابن ربيعة، والوليد بن عتبة، وامية بن خلف، وعقبة بن ابي معيط» وعد السابع فلم نحفظه قال: فوالذي نفسي بيده، لقد رأيت الذين عددهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صرعى في القليب، قليب بدر».
وكان ايضا من النفر الذين صوتوا على فكرة قتل النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة.
وكان أبوجهل كذلك شديد الإيذاء لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان يبطح بلالا الحبشي ويضع الرحى عليه حتى تصهره الشمس ويقول: اكفر برب محمد، فيقول بلال: أحد أحد.
قتل أبوجهل يوم بدر، قتله ابنا عفراء: معاذ ومعوذ.
قال عبدالرحمن بن عوف: إني لفي الصف يوم بدر إذ التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سرا من صاحبه: يا عم أرني أبا جهل، فقلت: يا ابن أخي وما تصنع به؟ قال: عاهدت الله إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه، فقال لي الآخر سرا من صاحبه مثله. قال: فما سرني اني بين رجلين مكانهما، فأشرت لهما إليه، فشدا عليه مثل الصقرين حتى ضرباه، وهما ابنا عفراء». (رواه البخاري في صحيحه)