عن أبي غادية قال: قتل عمار بن ياسر فأُخبر عمرو بن العاص، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ان قاتله وسالبه في النار» فقيل لعمرو. فإنك هو ذا تقاتله! قال: انما قال: قاتله وسالبه. «صحيح: رواه أحمد»
قال المناوي: قتلته طائفة معاوية في وقعة صفين ضربه عادية الجهني برمح فسقط فجاء آخر فاحتز رأسه فاختصما الى عمرو بن العاص ومعاوية كل يقول: أنا قتلته. فقال عمرو: انكما في النار.
(فائدة) قال ابن حجر: حديث: «تقتل عمارا الفئة الباغية» رواه جمع من الصحابة منهم: قتادة، وأم سلمة، وأبوهريرة، وابن عمر، وعثمان، وحذيفة وأبوأيوب، وأبو رافع، وخزيمة بن ثابت، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وأمية وأبواليسر، وعمار نفسه، وغالب طرقه كلها صحيحة أو حسنة وفيه علم من أعلام النبوة وفضيلة ظاهرة لعلي وعمار ورد على النواصب الزاعمين ان عليا لم يكن مصيبا في حروبه، والله تعالى أعلم.
وفي الصحيحين، عن عكرمة قال لي ابن عباس ولابنه علي: انطلقا الى أبي سعيد فاسمعا من حديثه. فانطلقنا، فإذا هو في حائط يصلحه، فأخذ رداءه فاحتبى، ثم أنشأ يحدثنا، حتى أتى ذكر بناء المسجد فقال: كنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فكان ينفض التراب عنه ويقول: «ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار». قال يقول عمار: «أعوذ بالله من الفتن».
(ويح) كلمة ترحم تقال لمن وقع في مهلمة لا يستحقها. (الفئة الباغية) الجماعة التي خرجت عن طاعة الإمام العادل.
قال الحافظ في الفتح: فإن قيل كان قتله بصفين وهو مع علي رضي الله عنه، والذين قتلوه مع معاوية وكان معه جماعة من الصحابة، فكيف يجوز عليهم الدعاء الى النار؟ فالجواب: انهم كانوا ظانين انهم يدعون الى الجنة وهم مجتهدون لا لوم عليهم في اتباع ظنونهم، فالمراد بالدعاء الى الجنة الدعاء الى سببها وهو طاعة الامام، وكذلك كان عمار يدعوهم الى طاعة علي رضي الله عنه وهو الإمام الواجب الطاعة اذ ذاك، وكانوا هم يدعون الى خلاف ذلك لكنهم معذورون للتأويل الذي ظهر لهم انتهى. والله تعالى أعلم.
وفي الصحيحين، عن عكرمة قال لي ابن عباس ولابنه عليّ: انطلقا الى أبي سعيد فاسمعا من حديثه، فانطلقنا، فإذا هو في حائط يصلحه، فأخذ رداءه فاحتبى، ثم أنشأ يحدثنا، حتى أتى ذكر بناء المسجد فقال: كنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فكان ينفض التراب عنه ويقول: «ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار»، قال يقول عمار: «أعوذ بالله من الفتن».