زليخا امرأة العزيز تحدث القرآن الكريم عن قصتها مع نبي الله يوسف عليه السلام، ولم تكن قصتها الا عبرة لمن يعتبر، ومثالا لمحاسبة النفس عند جنوحها.
وامرأة العزيز التي ذاع اسمها واشتهر، فعرفت بأنها زليخا، كانت زوجة عزيز مصر،الذي اشترى يوسف من السيارة الذين اخرجوه من البئر.
قال العزيز لزوجه زليخا «أكرمي مثواه عسى ان ينفعنا او نتخذه ولدا» وكيف يرد طفل جميل مثل يوسف عليه السلام.
وبدأت تنصب ليوسف شباك الفتنة، مثلت زليخا دور العاشقة امام يوسف، ودعته الى فراشها، فما كان منه الا ان يلبي مطيعا راغبا في طاعتها كعادته فلما دخل غرفتها، وغلقت الابواب، وقالت: هيت لك، تعال أقبل، فقد تهيأت لك، ولكن الله سبحانه وتعالى لم يترك عبده ونبيه يوسف عليه السلام.
فأجابها في هدوء وسكينة: معاذ الله استجيب لهذا، وحاش لله ان اخون هذا الرجل الذي احسن مثواي واكرمني في بيته.
اشتد غضب زليخا من عصيان فتاها وهي امرأة العزيز، واندفعت غاضبة تريد ان تنال منه بأي صورة تريد ان تمكنه من نفسها بكل الطرق.
لقد رأى يوسف برهان ربه ولم يجد امامه الا الباب للخروج، ولكنه شعر بأن يدا تمسك بقميصه من الخلف، امسكت زليخا بقميصه من الخلف، وكان اندفاعه شديدا فتمزق القميص.
تقدمت زليخا وقالت لزوجها: (ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا ان يسجن أو عذاب أليم)، لقد راودني عن نفسي.
قال يوسف: هي التي راودتني عن نفسي، وامسكت بقميصي الطاهر انظر هذا قميصي يشهد على ملاحقتها لي، وبينما هم على هذه الحال دخل ابن عم زليخا، وكان رجلا حكيما، مشهود له باليقظة والذكاء.
فما كان من العزيز الا ان عرض عليه القضية كاملة صمت الرجل برهة ثم نظر اليهم وقال: (قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها ان كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وان كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين) «سورة يوسف الآيتان 26 و 27»، فوجدا ان قميصه قد من دبر ـ مزق من الخلف.
عند ذلك وضح الحق، ظهرت براءة يوسف عليه السلام ونظر العزيز الى زليخا قائلا ـ ان هذا من كيد النساء، ومكرهن، فاستغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين.