عبدالله العنزي
مازالت اذهان جماهير كرة القدم مليئة باللحظات المثيرة في عالم الساحرة المستديرة، ما بين لحظات الفرح التي ينعم بها المشجعون واوقات الحزن التي يصابون بها ، فكل منهم يبقي في ذاكرته جزءًا لا يمكن ان يمحى مما يطلق عليها "اللحظات المجنونة " في المباريات التي يتابعها . وفي هذه الزاوية نحاول نحن في «الانباء» ان نعيد معكم شريط الذكريات للمباريات الخالدة في اذهان الجماهير سواء كانت محلية للاندية او منتخبنا الوطني او كانت مباريات عالمية .
«مصائب قوم عند قوم فوائد» بهذه العبارة استقبل الدنماركيون خبر استبعاد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم المنتخب اليوغسلافي ـ سابقا ـ من المشاركة في كأس الأمم الأوروبية 1992 التي أقيمت في السويد ليحل محله المنتخب الدنماركي الذي خرج من التصفيات، ولم يكن أفضل الدنماركيين متفائلا بتحقيق منتخب بلادهم لأي شيء في البطولة، فكان حب المشاركة فقط هو مصدر السعادة لهم لا أكثر، فتعادلوا في المباراة الأولى امام انجلترا سلبا، قبل ان يخسروا بهدف مقابل لا شيء أمام السويد المضيف، ومن ثم حقق المنتخب الدنماركي الأهم وفاز على نظيره الفرنسي بهدفين مقابل هدف ليتأهل الى الدور قبل النهائي للبطولة.
وواصل الدنماركيون مشوارهم الناجح بإطاحتهم للمنتخب الهولندي «القوي» والذي كان حاملا للقب البطولة بركلات الترجيح ليحجزوا مقعدا في المباراة النهائية أمام المنتخب الألماني بطل العالم 1990 في مباراة ظنها الألمان بوابة لإحراز لقب أوروبي بجانب اللقب العالمي.
وفي المباراة النهائية التي حضرها اكثر من 37 ألفا، بدأ أبطال العالم المنتخب الألماني أكثر ثقة من خصمهم الدنمارك، فراحوا يشنون الهجمة تلو الأخرى على مرمى الحارس العملاق بيتر شمايكل، فاستحق الإشادة من الجماهير الدنماركية الحاضرة في أرضية الملعب لتصديه للعديد من الكرات الخطرة.
وعند الدقيقة 19 سدد لاعب وسط الدنمارك يون يانسن قذيفة عجز حارس المرمى الألماني بودو ايلغنر عن التصدي لها لتسكن شباكه معلنة الهدف الأول للدنمارك، وبعد الهدف واصل الألمان ضغطهم على مرمى شمايكل وسط تألق الأخير برفقة مايكل وبريان لاودروب، وعلى الرغم من ذلك بدت مسألة تسجيل الألمان لهدف التعادل مسألة وقت ليس إلا حتى وان انتهى الشوط الأول.
وفي الشوط الثاني، لم يتغير الحال ضغط ألماني ودفاع دنماركي، إلا ان الدقيقة 79 شهدت المنعطف الأهم في المباراة ان لم يكن بالبطولة بشكل عام، فهذا هو الظهير الدنماركي كيم فلتروت يتقدم ويراوغ المدافعين الألمان قبل ان يسدد الكرة بمرمى ايلغنر محرزا الهدف الثاني للدنمارك، ومهديا في الوقت ذاته البطولة الى ضيف كان ثقيلا جدا على كل القارة العجوز.
الحدث : نهائي كأس الأمم الأوروبية بين الدنمارك وألمانيا
الزمان : 26 يونيو 1992
المكان : ستاد نيا اولفي «السويد»
النتيجة: 2 ـ 0 للدنمارك