يحيى حميدان
مازالت اذهان جماهير كرة القدم مليئة باللحظات المثيرة في عالم الساحرة المستديرة، ما بين لحظات الفرح التي ينعم بها المشجعون واوقات الحزن التي يصابون بها ، فكل منهم يبقي في ذاكرته جزءًا لا يمكن ان يمحى مما يطلق عليها "اللحظات المجنونة " في المباريات التي يتابعها . وفي هذه الزاوية نحاول نحن في «الانباء» ان نعيد معكم شريط الذكريات للمباريات الخالدة في اذهان الجماهير سواء كانت محلية للاندية او منتخبنا الوطني او كانت مباريات عالمية .
في تلك المباراة كان كل شيء يبدو مواتيا للمنتخب الهولندي لتحقيق أول بطولة كبيرة بعد أن حال «الحظ» دون تحقيقه لأي بطولة في السابق نظرا لما يضمه في تلك البطولة التي اقيمت في ألمانيا من نجوم كبار أمثال ماركو فان باستن ورود خوليت وفرانك رايكارد ورونالد كومان.
وسعت «الطواحين الهولندية» في ذلك النهائي لضرب عدة عصافير بحجر واحد والتي من أهمها الثأر من الهزيمة التي تلقاها الفريق في الدور التمهيدي أمام الاتحاد السوفييتي بالذات بنتيجة 0-1، وأيضا للظفر بلقب كبير طال انتظاره بالنسبة لعشاق «البرتقالي». وبدأت المباراة النهائية بحذر كبير من الجانبين وبشكل خاص من قبل «السوفييت» الذين مالوا للدفاع عن مرماهم قليلا، لكن تمكن رود خوليت من اختراق الجدار الدفاعي بافتتاحه التسجيل في الدقيقة 32، وأضاف فان باستن الهدف الثاني الذي وصفه مدربه الاسطوري الراحل رينوس ميتشلز بأنه «من الأهداف التي لا تنسى والذي يسجله اللاعب مرة في العمر» بعد أن سدد قذيفة مباشرة من زاوية صعبة للغاية لتسكن شباك الحارس السوفييتي داساييف (54). وفي المجمل العام قدم الفريقان عرضا جيدا وكان البرتقالي الأفضل والأكثر تنظيما وفرض طريقته على خصمه بشكل تام وكان بإمكان نجوم هولندا زيادة غلة الأهداف لو واصل الفريق ضغطه وزحفه نحو المقدمة إلا انه على ما يبدو اكتفى الهولنديون بالهدفين، فيما لم ينجح لاعب الاتحاد السوفييتي ايغور بيلانوف في ترجمة ركلة الجزاء التي احتسبها حكم المباراة والتي أبعدها حارس مرمى هولندا هانز فان بروكلين بنجاح ليحافظ على نظافة شباكه ويحرم السوفييت من تقليص الفارق لتحقق هولندا انجازا فريدا ويتيما حتى هذه اللحظة. ولعب بروكلين دورا بطوليا بعد أن تصدى بنجاح للعديد من الكرات الخطرة ونجح هو وخط دفاعه بيري فان ارلي ورونالد كومان وفرانك رايكارد وادري فان تيفيلين في احباط مخططات السوفييتيين في إحراز لقب البطولة بعد أن قدموا اداء لافتا على غرار خط هجومهم الناري الذي كان يضم فان باستن وخوليت وارفين كومان.
ومن المفارقات في البطولة، أن الهولنديون حصلوا على «كل شيء» في البطولة، حيث نال فان باستن جائزة الهداف برصيد 5 أهداف، وفي جوائز أفضل لاعب استحوذ عليها الهولنديون كذلك، حيث أحرز فان باستن المركز الاول في الاستفتاء الذي أجرته الصحافة الدولية حيث نال 1250 متقدما على زميليه خوليت الثاني بـ 578 صوتا ورايكارد 498، وكان اللاعبون الثلاثة يلعبون في نفس النادي وهو ميلان الايطالي.