كان اول من كسا الكعبة هو تبع ابوكرب اسعد، الملك العربي اليمني الحميري، وتبعه خلفاؤه، فكانوا يكسونها بالجلد والقباطي، وروى ابن هشام ان الكعبة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، كانت تكسى بالقباطي، وهي ثياب بيضاء كانت تصنع في مصر، ثم كسيت بالبرود وهي ضرب من ثياب اليمن، وفي كتابه «الكعبة على مر العصر» يروي د.علي حسني الخربوطلي، مشوار كسوة الكعبة قائلا: «ثم قام بالكسوة كل من عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان وعبدالله بن الزبير، وكساها معاوية بن ابي سفيان بالديباج مرتين في يوم عاشوراء، ثم كساها الخليفة الاموي عبدالملك بن مروان».
ويضيف: وجرت عادة الخلفاء الامويين على وضع الكسوة الجديدة فوق الاكسية القديمة، حتى اذا تولى الخليفة العباسي المهدي، شكا اليه سدنة الكعبة، اذ خشوا ان يؤثر تكاثر الاكسية على بناء الكعبة، فأمر المهدي برفع الاكسية القديمة، وابدالها بكسوة جديدة كل سنة، واصبحت سنة تتبع طوال العصور التالية، وقام الخليفة العباسي المأمون بكسوة الكعبة ثلاث مرات، فكان يكسوها الديباج الاحمر يوم التروي، والقباطي يوم هلال رجب، والديباج الابيض يوم سبع وعشرين من رمضان، وكان سائر الخلفاء العباسيين يكسون الكعبة عادة بالحرير الاسود، حتى اذا ضعفت الدولة العباسية صار يكسو الكعبة تارة حكام مصر وتارة اخرى حكام اليمن، ثم انفرد حكام مصر بكسوة الكعبة. وعن تاريخ كسوة مصر للكعبة يقول د.الخربوطلي: «امر الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، بعد فتحه مصر سنة 362 هـ ـ 972 م بعمل كسوة للكعبة، لينافس خلفاء بغداد العباسيين، وطوال القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين، كانت مصر ترسل الكسوة للكعبة سنويا، وتتألف من ثماني ستائر من الحرير الاسود، وقد كتب عليه بالنسيج في كل مكان منه «لا إله إلا الله محمد رسول الله».