بيروت ـ ندى مفرج سعيد
زاوية نسلط الضوء فيها على نقاط التحول في حياة نجوم الساحة الفنية والغنائية وحتى الاعلامية والتي بسببها وصلوا الى ما هم عليه الآن من شهرة لدى الجماهير المحلية والخليجية والعربية.
اعتبر فنان العرب محمد عبده في أكثر من إطلالة إعلامية متلفزة له من «العراب» الى «مع حبي» فـ «نقطة تحول» ان أول نقطة التحول في حياته تمثلت في سفر عائلته من قرية بسيطة في الجنوب بالمملكة العربية السعودية الى مدينة كبيرة مثل جدة، اذ كان يبلغ من العمر وقتها عامين ونصف العام، وقال: تعتبر هذه النقلة من أهم نقاط التحول في حياتي، فإذا بقيت في هذه القرية البسيطة كان محمد عبده لن يتواجد على الساحة الفنية حاليا.
ويتكلم عبده عن حياة الطفولة التي اكتنفها فقر ومعاناة بدأت من تركه لهدوء جبال تهامة وسفره مع العائلة الى مدينة جدة الصاخبة حيث ان والده لم ينسجم مع المكان بانتقالهم الى جدة، ليواجه محمد عبده وهو في سن الثالثة نبأ وفاة والده غرقا في البحر الأحمر وعندئذ قامت والدته مقام الأب بعد رحيل والده، كان ذلك في بداية الخمسينيات، ولم تمض سنوات قليلة حتى جاءت نقطة التحول الأهم في حياة فنان العرب اذ عندما وصل الى الصف الثالث الابتدائي، انضم هو وشقيقه الى «دار الأيتام» بأمر من والدته التي نهشها الفقر ورأت ان هذه الخطوة ستمنح طفليها فرصة لحياة أفضل. وفي دار الأيتام حفظ محمد عبده القرآن وأتقن تجويده واكتشف موهبته الغنائية والتي صقلها لاحقا بعد انضمامه للمعهد الصناعي بجدة ثم لإذاعة جدة عام 1960م، ويعتبر فنان العرب ان هذه الفترة ساهمت نسبيا في تكوين شخصيته، حيث قال «لم نكن ننظر الى سبل الرفاهية في هذه الفترة، ولكن كنا نلتفت نحو مظهر الانسان الذي ينتمي الى دار الأيتام».
وكان حصوله على الدبلوم من المعهد الصناعي الثانوي بمثابة نقطة تحول مهمة في حياته، فقد بدأ يتشكل لديه الاتجاه الحقيقي نحو الفن، معتبرا ان الفنان طلال مداح وطارق عبدالحكيم وعبدالله محمد هم من ساعدوه لتدعيم موهبته، وكشف انه بدأ العمل في الاذاعة عام 1961، ومنحه الفنان سمير الوادي أول لحن لينطلق صوته من خلاله بالاذاعة، لافتا الى ان والدته كانت غير راضية في بداية مشواره الفني عن دخوله هذا المجال، وبعد ذلك انتقل الى مرحلة أخرى أكثر أهمية عندما استطاع ان يصبح ملحنا، حتى تبناه فنيا الشاعر ابراهيم خفاجي وكان رئيس القسم الموسيقي بالاذاعة مطلق الذيابي «سمير الوادي»، لينطلق بعدها في طريق النجومية والنجاح.
ومحمد عبده في اطلالاته الإعلامية وحديثه عن نقاط التحول في حياته، لا يحكي عن أمر يخصه وحده بل يشاركه فيه السعوديون، ويعتبر فنان العرب ان مرحلة الطفولة هي المرحلة التي تصقل شخصية الفنان وهي زاده الذي ينهل منه طيلة مسيرته الإبداعية. كانت تلك نقاط التحول أو الأحداث التي لولاها ما كان لأحد ان يتغنى الآن بـ «ومن العايدين» و«فوق هام السحب» وأغان احتلت مكانها في ذاكرة الوطن، جعلت من محمد عبده – في حد ذاته – نقطة تحول جميلة في حياة السعوديين.
أما في فترة الستينيات، فيوضح محمد عبده ان بيروت ازدحمت بعمالقة الغناء خاصة أثناء حرب يونيو 1967، حيث انتقل معظم الفنانين اليها، ولكن عبده ترك هذا الزحام واتجه في عام 1969 الى القاهرة، الى ان جاءت الفترة الذهبية – كما قال – وانطلق ليغني في الاذاعة المصرية من خلال برنامج «أضواء المدينة» عام 1971.
أما فترة حرب الخليج فكانت الأسوأ وحالكة السواد بالنسبة لفنان العرب حيث مرضت والدته وحدثت خلافات في حياته العملية مما جعله يتوقف ليعيد حساباته.