قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد دنت مني الجنة حتى لو اجترأت عليها لجئتكم بقطاف من قطافها، ودنت مني النار حتى قلت: اي رب وانا معهم؟ فإذا امرأة ـ حسبت أنه قال ـ تخدشها هرة، قلت: ما شأن هذه؟ قالوا: حبستها حتى ماتت جوعا، لا أطعمتها، ولا أرسلتها تأكل ـ قال نافع حسبت أنه قال: من خشيش أو خشاش الأرض» (رواه البخاري).
وفي رواية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وعرضت علي النار، فلولا أني دفعتها عنكم لغشيتكم، ورأيت فيها ثلاثة يعذبون: امرأة حميرية سوداء طويلة تعذب في هرة لها أوثقتها فلم تدعها تأكل من خشاش الارض، ولم تطعمها حتى ماتت، فهي اذا اقبلت تنهشها، واذا ادبرت تنهشها» (صحيح لغيره، رواه ابن حبان).
قوله: «حشاش الأرض»: أي: هوامها وحشراتها.
سارق الحجّاج وبدنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن عبدالله بن عمرو قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع فأطال، «قال شعبة»: وأحسبه قال في السجود نحو ذلك وجعل يبكي في سجوده وينفخ ويقول: «رب لم تعدني هذا وأنا استغفرك، لم تعدني هذا وأنا فيهم».
فلما صلى قال: «عرضت علي الجنة، حتى لو مددت يدي تناولت من قطوفها، وعرضت علي النار فجعلت انفخ خشية أن يغشاكم حرها، ورأيت فيها سارق بدنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأيت فيها أخا بني دعدع سارق الحجيج، فإذا فطن له قال هذا عمل المحجن، وان غفل عنه ذهب به» (رواه مسلم، وأحمد).
المفاخر
عن أبي بن كعب، قال: انتسب رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما: أنا فلان بن فلان، فمن أنت لا أمّ لك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انتسب رجلان على عهد موسى عليه السلام، فقال أحدهما: أنا فلان بن فلان ـ حتى عدّ تسعة ـ فمن أنت لا أمّ لك؟ قال: أنا فلان بن فلان، ابن الاسلام. قال: فأوحى الله الى موسى عليه السلام: ان هذين المنتسبين، اما انت ايها المنتمي ـ أو المنتسب ـ إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم، واما أنت يا هذا المنتسب الى اثنين في الجنة، فأنت ثالثهما في الجنة. صحيح: رواه أحمد.
وفي رواية له أيضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من انتسب الى تسعة آباء كفار يريد بهم عزا وكرما، فهو عاشرهم في النار».