-
أعلن عن اعتكافه على إنهاء تأليف رواية قالون وورش
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه» وفي حديث آخر قال «إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا»، والمراد بالأحرف السبعة هنا هي وجوه متعددة في قراءة القرآن لتيسير على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، هذا ما أكد المقرئ مطلق خميس العازمي. وأوضح العازمي أهمية رؤية القارئ المريد تعلم علم القراءات من رؤية المقرئ بعينه لأن بعض أحكام القراءات والتجويد لا يمكن تعلمها إلا بالمشافهة كالإدغام والإشمام والروم والاختلاس، لافتا إلى أنه يعتكف حاليا على إنهاء تأليف رواية قالون وورش ضمن القراءات العشرة المتواترة. «الأنباء» التقت الإمام والخطيب في وزارة الأوقاف مطلق العازمي، ليحدثنا عن أهمية تعلم علم القراءات، وعن الطرق المثلى والأنسب لتعلمها، بالإضافة إلى حديثه عن مؤلفه الجديد «رواية شعبة عن عاصم من طريق الشاطبية»، التي يدعو إلى نشرها عن طريق الإقراء بها في المساجد في صلاة القيام وغيرها، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
ما أول مؤلفاتك من الكتب الاسلامية ومتى بدأت بتأليفه؟
رواية شعبة عن عاصم بن أبي النجود وكان ذلك في سنة 2006م، وشعبة بن عياش ختم القرآن على عاصم 3 مرات وحين حضرته الوفاة بكت أخته فقال ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية فقد ختمت فيها القرآن ثماني عشرة ألف ختمة.
هل أنت متخصص في علوم القرآن وتفسيره أي علم القراءات مثلا؟
نعم أنا متخصص في علم القراءات والتجويد والضبط والتشكيل للرسم العثماني كما درست تلك العلوم من شيخي عبدالرازق بن علي بن إبراهيم موسى، رحمه الله.
حدثنا عن شيخك؟
هو الشيخ المتقن الحافظ المدرس للقراءات العشر الصغرى والكبرى في جمهورية مصر والكويت والمدرس للقراءات العشر في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة في السعودية وأيضا المشرف على طباعة مصحف الملك فهد والمشرف على الإذاعة السمعية في السعودية سابقا. بعد ذلك انتقل الى الكويت وذلك سنة 2004م لتدريس القراءات العشر الصغرى وكنت أنا واحدا من طلبته والحمدلله على ذلك الكرم من الله.
ما أهميته لطلبة علم القراءات أو العامة من الناس؟
أولا بالنسبة لطلبة القراءات فهو تنوع في قراءة جديدة لم يسمعها من قبل بل فيها من الأهمية وهو التواتر في القراءة كما هي رواية حفص وإلا يكون تعلم تلك القراءة في الكتب نظريا فقط وينقطع التواتر فيها، ثانيا لعامة الناس، فهو تثقيف للناس بأن القرآن فيه روايات كثيرة ليست فقط حفص وإنما هناك روايات أخرى وتوعية للناس بالتعدد للروايات وهذا ما حدث في عصرنا اليوم فتجد الكثير من الأئمة يقرأون الآن مثلا رواية شعبة وورش لأنها مشابهة لرواية حفص وأيضا لو سافرت إلى دول المغرب العربي لوجدتهم يقرؤون رواية قالون وورش عن نافع فلذلك كانت أهمية تنوع القراءة في دولتنا الحبيبة خطوة مهمة جدا لعبور أو لكسر حاجز الخوف من المصلين أو الفتنة في القراءة لما لها من تغير في بعض المعاني أو إمالة كلمة أو تسهيل همزة.
ما الطريقة المثلى للاستفادة من تلك الرواية؟
بسيطة وما هي إلا بنشر تلك الرواية عن طريق الإقراء بها في المساجد وفي حلقات السند ويكون ذلك بإشراف من إدارة شؤون القرآن التابعة لوزارة الأوقاف وتداولها بين عامة الناس للتعريف بها وقيام الأئمة بالقراءة بها في الصلوات الجهرية أو في صلاة القيام أو في صلاة الكسوف وغيرها.
هل هناك مشايخ أخر أخذت عليهم رواية شعبة عن عاصم؟
نعم شيختي الفاضلة أم السعد بنت علي نجم، رحمها الله، وهي من قراء الإسكندرية ومتقنة للقراءات العشر الصغرى والكبرى وكانت ضريرة وقد استضافتها الكويت لفترة بسيطة لتعلم القراءات العشر وأنا كنت واحدا من الذين أخذ عليها رواية عاصم عن أبي النجود براوتيه شعبة وحفص.
كم عدد المشايخ الذين قرأت عليهم؟
هم 5 مشايخ، الشيخ عبدالرازق علي إبراهيم موسى، عبدالسلام حبوس، أم السعد بنت علي نجم، أبونعيم عتيق الرحمن، محمود عبدربه، والشيخ زاهد.
القراءات العشر
نسمع بالقراءات العشر أو السبع حدثنا بإيجاز عن هذا العلم الثمين؟
«إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه» الحديث. وكذلك ما روي عن مسلم في صحيحه «إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا». والمراد بالأحرف السبعة هي وجوه متعددة في وجوه القراءة، يقرأ بها القرآن بأي وجه منها. وأقصى ما تبلغه الوجوه هو 7 أوجه في الكلمة الواحدة، وليس شرطا أن تكون في كل موضع. ولو رأيت القراءات المختلف فيها بين القراء لوجدت أنها لا تزيد على 7 أوجه والحديث «إن هذا القرآن.».. يدخل فيه القراءات العشر المتواترة والشاذة لأنها كانت قرآنا قبل العرضة الأخيرة على النبي ثم نسخت الشاذة واستقرت على القراءات العشر المتواترة. فإن قيل لا يوجد في القرآن كلمة تقرأ على 7 أحرف متواترة بل أقصى كلمة تكون على 6 أوجه نقول ان هذه الأحرف السبعة قد نسخ منها بعد العرضة الأخيرة فقد عرض الرسول القرآن مرتين على جبريل وقد استقر القرآن بقراءاته العشر في العرضة الأخيرة وقد نسخ منه أحرف فلم يبق من تلك الأحرف السبعة التي يقرأ بها ويحكم بقرآنيتها إلا القراءات العشر المتواترة وأقصى حد تصل فيه عدد الوجوه في هذه القراءات 6 أحرف فإذا أخذنا القراءات الأربع التي فوق التواتر والتي تسمى بالشاذة ووضعناها مع العشر سيكون أقصى حد في الأحرف هو 7.
قالون وورش
هل هناك مؤلفات أخرى لديك؟
نعم أعكف على الانتهاء من تأليف رواية قالون وورش وذلك يتطلب التحقيق والتدقيق على التأليف فهو ليس بالشيء السهل فهو أمانة علمية نحتاج فيها إلى الدقة والدراية لهذا العلم القيم. وأحاول أن أكون دقيقا جدا وأنقل كل ما تعلمته من شيخي وأن تكون الطبعة الأولى منقحة وخالية من الخطأ، ولهذا كان من حسن حظي أن كان واحدا من طلابي أراد تعلم رواية قالون وورش بالإضافة إلى أنه قد ختم علي رواية شعبة وحفص وهذا الطالب هو وليد الشطي وهو من المشجعين لي لتأليف رواية قالون وورش عن نافع المدني.
هل هناك أناس شجعوك على القيام بهذا التأليف المبارك؟
أولا من نفسي وجدت أن أؤلف رواية من الروايات العشرين للقراءات العشر تكون عونا لي للمراجعة سواء بيني وبين نفسي أو تكون مثلا ختمة لشهر رمضان حيث تكون أثبت لي في حفظ تلك الرواية. وقد استحسنت الفكرة حيث ان الكثير من طلبة العلم قالوا لي ان تلك الفكرة سهلة جدا وفي متناول الجميع وقد سهلت عليهم تعلم تلك الرواية نظرا لسهولة التأليف وبالاختصار الشديد غير الممل وأيضا لعدم وجود الاختلاف بين رواية حفص وشعبة. ومن طلابي الذين شجعوني كثر منهم وليد الشطي وعبدالرحمن القريافي وإيهاب السعدي ومحمد الخضر.
أهمية المشافهة
هل يجوز تلقي رواية شعبة أو أي رواية أخرى بالتلفون أو غيره دون رؤية الشيخ؟
إن في القراءات أشياء لا تحكم إلا بالسماع والمشافهة كالإدغام والإشمام والروم والاختلاس وغير ذلك ولابد للقارئ أن يرى المقرئ بعينه حتى يستطيع أن يقلده في النطق ويصحح له الخطأ فينطق كما ينطق شيخه ولأن ضبط الحركات مطلوب للنطق الصحيح بالحرف ولا يعرف ذلك إلا بالمشافهة.