هو أبوبكر عبدالله بن الزبير بن العوام، كان شريف النسب عريق الأصل طيب النبت، أمه ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر الصديــق وجدته صفية بنت عبدالمطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولدته أمه بالمدينة المنورة، فكان أول مولود للمهاجرين، كان بحق مولدا ونصرا حيث رفعت بمولده راية الإيمان وأعز الله به الإسلام، فقد أشاع اليهود بين الناس في المدينة المنورة ان كهنتهم سحروا المهاجرون فلن يولد لهم مولود في المدينة فحزن المهاجرون.
فلما ولد عبدالله بن الزبير فرح المسلمون لذلك فرحا شديدا وحملوه وأخذوا يهللون ويكبرون ويهنئ بعضهم بعضا بهذا المولود المبارك فكان هذا أول نصر في أول مواجهة بين المسلمين وأعدائهم في المدينة المنورة.
هرول أبوبكر الى المولود الجديد والحفيد الأول فحمله وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى وحملته الأم وذهبت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعته في حجره ثم دعا بثمرة فمضغها ثم تفل في فمه، فكان أول ما دخل في جوف المولود ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا له وسماه عبدالله.
لم يكتف عبدالله بأن جعل ريق النبي صلى الله عليه وسلم في بطنه بل أراد ان يأخذ الفضل كله ويجعل بطنه وعاء لريق النبي صلى الله عليه وسلم.
في بيت النبوة
شب ابن الزبير منذ مولده وهو متظلل ببيت النبوة فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم من أولى الأيدي التي لمسته وأظلته بتعاليم النبوة.
كان ابن الزبير فارسا مغوارا وبطلا لا يشق له غبار منذ ان كان صغيرا الى ان خرج آخر نفس منه فهو فتى قريش وفارس الخلفاء وصاحب المشاهد والمواقف المشهورة.