بقلم: د. علي الجعفري
جاءكم شهر من صامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صان نفسه فيه من الأوزار كتبت له فيه براءة من النار.
يا راقدا في غفلة
يا قاعدا عما أمر
أين الذين استبصروا
ساروا إلى المولى فسر
قم في الدجى مستغفرا
وابك بدمع منهمر
وانهض إلى درك العلا
جدا بقلب مصطبر
المؤمن فيه في صيام وصلاة، وصلة للأرحام وزكاة، وبر للفقراء والأيتام ومواساة وعكوف على كتاب الله وإقبال على طاعته ورضاه.
والفاسق في اغتياب وكذب، وإهمال لما أوجب عليه في الشرع وندب. والمارق من الدين يجاهر بالإفطار قد خلع عنه جلباب الحياء والوقار ومدت له الموائد في نصف النهار وحاق به الضلال والإصرار وحاد عن التوبة والاستغفار وانقطع عن رفقة المتقين والأبرار.
(أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار)
أخرج الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان يقول: «جاءكم شهر رمضان. شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه. تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير».
جاء زمان الصلح ما أقعدك
عن باب من بالخير قد عودك
ترجو الرضا من غير أبوابه
وعن طريق الرشد ما أبعدك
قم في الدجى مستغفرا باكيا
واطلب رضا مولاك كي يرشدك
كن راجيا مستبشرا خائفا
من سطوة المولى تنل مقصدك
فإن محي عندك ما سطرت
أيدي خطاياك فما أسعدك
يا لروحانية هذا الشهر المبارك وتجليات لياليه السامية، ترى المؤمنين القانتين يتسابقون فيه في ميدان الطاعات والقربات، قلوبهم شاكرة وألسنتهم ذاكرة وجوارحهم خاشعة تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود.
ولشهر رمضان فضائل لا تحصى وكرامات لا تستقصى ويكفيه شرفا وفضلا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة، فلم يغلق منها باب وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة».
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أتاكم رمضان، شهر بركة يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرا، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل».
تزود من قيام الليل
إن النوم خسران
ولا تركن إلى ذنب
فعقبى الذنب نيران
وقم للواحد الباقي
فللقرآن خلان
إذا ما جنهم ليل
فهم في الليل رهبان
ينام الغافل الساهي
وما في القوم وسنان
ويلهو المعرض اللاهي
وعند القوم أحزان
فما يلهيهم صحب
ولا أهل وإخوان
همو لله فتيان
إذا ما قيل فتيان
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة ـ يعني في رمضان ـ وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة»