موطأ الإمام مالك، هو أول كتاب ألف في الحديث والفقه معا، ومؤلفه هو إمام الأئمة وفقيه الأمة، وشيخ الإسلام، وعالم المدينة وأمير المؤمنين في الحديث، كما وصفه بذلك يحيى بن معين. ويقول د.عبدالوهاب عبداللطيف استاذ الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر ومحقق موطأ الإمام مالك برواية محمد بن الحسن الشيباني: «كان من أوائل المصنفين في النصف الأول من القرن الثاني: الإمام أبوعبدالله مالك بن أنس الأصبحي، عالم المدينة وإمامها فجمع كتابه الموطأ، وقد تُحري فيه القوي من حديث أهل الحجاز، ومزجه بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين من بعده، وكانت المدينة يومئذ أكثر البلاد الإسلامية حظا بوجود العلماء والحفّاظ فيها، وقد ورثت ذلك عن كبار الصحابة الحجازيين وعلماء المدينة السبعة، فحفظت فيها فتاوى الصحابة والتابعين ومروياتهم ومازال مالك يجمع السنة، وينتقي الرواية، ويفتش عن الآثار وينحلها مع التحري والورع، ثم دون ذلك في كتابه «الموطأ» الذي انتشر ورواه عنه العلماء من جميع الأمصار على اختلاف مذاهبهم الفقهية، واشتهر من رواته جماعة نسبت اليهم نسخ الموطأ ومنهم الإمام محمد بن الحسن الشيباني الكوفي، صاحب الإمام أبي حنيفة النعمان». ويضيف د.عبدالوهاب عبداللطيف في تحقيقه: «جمع الإمام مالك كتابه في نحو من أربعين سنة، وقد اخرج ابن عبدالبر عن عمر بن عبدالواحد صاحب الأوزاعي، قال: عرضنا على مالك الموطأ في أربعين يوما، فقال: كتاب ألفته في أربعين سنة اخذتموه في أربعين يوما! ما أقل ما تفقهون فيه».
ولد الإمام مالك بالمدينة سنة ثلاث وتسعين هجرية وتوفي رحمه الله يوم الاحد لعشر من ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومائة هجرية.