مبارك الخالدي
مازالت اذهان جماهير كرة القدم مليئة باللحظات المثيرة في عالم الساحرة المستديرة، ما بين لحظات الفرح التي ينعم بها المشجعون واوقات الحزن التي يصابون بها ، فكل منهم يبقي في ذاكرته جزءًا لا يمكن ان يمحى مما يطلق عليها "اللحظات المجنونة " في المباريات التي يتابعها . وفي هذه الزاوية نحاول نحن في «الانباء» ان نعيد معكم شريط الذكريات للمباريات الخالدة في اذهان الجماهير سواء كانت محلية للاندية او منتخبنا الوطني او كانت مباريات عالمية .
لم يكن الفوز الذي حققه المنتخب الإيراني على الولايات المتحدة في تلك المباراة عاديا بالمرة، حيث أصبح انتصارا سياسيا للإيرانيين الذين دخلوا المواجهة وهم صائمون وصلوا من اجل النصر قبل المباراة ومازال التلفزيون الإيراني يعيد بثا مسجلا من لقطات المباراة التي تابعها كل العالم.
وانتهى الشوط الأول بتقدم إيران بهدف من إمضاء حميد ستيلي عبر رأسية متقنة منه اثر تلقيه كرة عرضية جميلة من جواد زارنتشة (40). ولاحت لأميركا 3 فرص محققة للتسجيل إلا القائم حال دون ترجمتها الى أهداف، فيما حرم الحكم السويسري اورس ماير الإيرانيين من الحصول على ركلة جزاء واضحة بعد عرقلة المهاجم الإيراني خدادا عزيزي داخل منطقة الجزاء (21).
وفي الشوط الثاني، أضاف مهدي مهديفيكيا الهدف الثاني من خلال قذيفة قوية مرت من فوق يدي حارس مرمى الولايات المتحدة كاسي كيلر (84)، واحتفل حينها مهديفيكيا بطريقة جنونية هو وزملاؤه، وعلى اثر هذا الهدف تم إعفاؤه من أداء الخدمة العسكرية الإلزامية.
وقلص لاعب أميركا برايان ماكبرايد الفارق قبل أن يطلق حكم المباراة صافرة نهاية المباراة التي ضربت خلالها إيران عدة عصافير بحجر حيث حققت انتصارها الأول بعد أن فشلت في ذلك خلال مشاركتها الأولى في مونديال 1987 في الأرجنتين.
ويعتبر الإيرانيون الفوز التاريخي على اميركا هو الأغلى في تاريخ إيران الكروي على الإطلاق بالرغم من انهم خرجوا من الدور الأول للمونديال بعد المباراة.
وأدخلت نتيجة المباراة المدرب الإيراني وقتها طالبي التاريخ الذي تسلم المهمة قبل انطلاق المونديال بأيام اثر إقالة المدرب الصربي للمنتخب توميسلاف ايفيتش في معسكر المنتخب بايطاليا لخسارته مباراة ودية امام فريق روما 1 ـ 7.
ويقول طالبي «انها المباراة الأهم في حياتي حيث لم يكن لدينا متسع من الوقت وكنا في حالة توتر كبيرة إلا ان احداث المباراة تاريخية بكل تفاصيلها وامتلك لاعبونا حماسا غير طبيعي بسبب الاحداث السياسية التي سبقت المواجهة وكنا في غاية السعادة بعد المباراة لان التعامل مع المباراة لم يكن فنيا وكان اكثر من 75 مليون إيراني ينتظر نتيجتها».
الحدث : الجولة الثانية للمجموعة السادسة في كأس العالم 98
الزمان : الأحد 21 يونيو 1998
المكان : ملعب جيرلان في مدينة ليون «فرنسا»
النتيجة: 2 ـ 1 لإيران