قال تعالى: (يأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ـ الأحزاب: 59).
يتحدث القرآن الكريم هنا عن بنات النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وجميع نساء المسلمين المؤمنين ويخص بناته كما خص ازواجه من قبل، وبنات النبي صلى الله عليه وسلم سنتعرض لكل واحدة منهن باختصار وهن على التوالي:
1 - زينب أمها خديجة تزوجها ابن خالها ابوالعاص بن الربيع، وكانت أم العاص بن الربيع هي هالة بنت خويلد اخت خديجة.
وكانت أكبر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفيت سنة ثمان من الهجرة نزل رسول الله في قبرها.
2 - فاطمة الزهراء بنت خديجة، ولدتها وقريش تبني البيت قبل النبوة بخمس سنين، وهي اصغر بناته، وتزوجها علي رضي الله عنهما في السنة الثانية من الهجرة في رمضان، وبنى بها وقيل تزوجها في رجب، وتوفيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بيسير، وهي اول من لحقه من اهل بيته رضي الله عنها.
ويتحدث القرآن الكريم هنا آمرا نبيه بما يجب ان تفعله زوجاته وبناته ونساء المؤمنين لأنهن حرائر ـ ولسن اماء فالحرة غير الامة.
يقول القرطبي في تفسيره للامة: لما كانت عادة العربيات التبذل، وكن يكشفن وجوههن كما تفعل الاماء، وكان ذلك داعيا الى نظر الرجال اليهن، وتشعب الفتنة منهن امر الله رسوله صلى الله عليه وسلم ان يأمرهن بإرخاء الجلابيب عليهن اذا اردن الخروج الى حوائجهن فيقع الفرق بينهن وبين الاماء فتعرف الحرائر بسترهن، فيكف عن معارضتهن من كان عزبا او شابا، وكانت المرأة من نساء المؤمنين قبل نزول هذه الآية تخرج للحاجة فيتعرض لها بعض الفجار يظن انها امة، فتصيح به فيذهب، فشكوا ذلك الى النبي صلى الله عليه وسلم ونزل بسبب ذلك قوله تعالى: (يأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ـ الأحزاب: 59).
وفي قوله تعالى: (ذلك أدنى أن يعرفن) قال القرطبي: «اي الحرائر، حتى لا يختلطن بالاماء، فإذا عرفن لم يقابلن بأدنى من المعارضة مراقبة لرتبة الحرية، فتنقطع الاطماع عنهن، وليس المعنى ان تعرف المرأة حتى تعلم من هي»، وكان عمر رضي الله عنه اذا رأى امة قد تقنعت ضربها بالدرة، محافظة على زي الحرائر.