زوج ابي قيس بن الأسلت من صالحي الأنصار بالمدينة المنورة.
لها قصة كانت تشريعا عظيما بدد جهل الجاهلية، وانار الظلام الذي جاءت به عصور الجاهلية.
وفي قصة كبشة وزوجها ابي قيس بن الاسلت واحدة من جمال تشريع الاسلام وعظمة ما جاء به من نور بعد ظلام، ومن تكريم وكرامة للمرأة بعد حرمان وذلة لا يقره عقل.
فقال له راهب منهم: يا ابا قيس ان كنت تريد دين الحنيفية فهو من حيث خرجت وهو دين ابراهيم.
كان يذكر صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وانه يهاجر الى المدينة، وشهد وقعة بعاث قبل الهجرة بخمس سنين فلم قدم النبي صلى الله عليه وسلم جاء اليه فقال الام تدعو؟ فذكر له الرسول صلى الله عليه وسلم شرائع الاسلام فقال: «ما أحسن هذا وأجمله».
ولما خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيه المنافق عبدالله بن ابي بن سلول فقال له: يا ابا قيس لقد خرجت من حزينا كل ملاذ، تارة تخالف قريشا وتارة تتبع محمدا.
فقال ابوقيس: لا جرم لاتبعنه الى آخر الناس.
عاشت كبشة مع زوجها على السراء والضراء، وقفت الى جواره كزوجة مخلصة فاضلة رغم انها لم تكن اول زوجة لابي قيس، فلقد تزوج قبلها مرات ولكن لم ينجب منهن الا ولدا ولم يكد ابنه يبلغ سن الحلم حتى ماتت زوجته هذه ام ابنه وبعد ان ماتت ام الصبي تزوج ابوقيس من كبشة.
وحاول اهل زوجته الاولى ان يأخذوا الفتى يتربى بينهم ولكن ابا قيس رفض ذلك وأصر على ابقائه معهم فوافق القوم شريطة ان تحسن كبشة زوجته الجديدة معاملته فتعامله كأحد ابنائها.
فقال ابوقيس: ان زوجتي كبشة تتمنى ان يكون لها ولد مثله وستنزله من نفسها بمنزلة الولد وتحسن معاملته وتربيته، وافق القوم وعاد الفتى الى دار ابيه.
لكي تكمل رحلة العمر في سكينة واطمئنان ـ والامران اللذان حرما عليها بمجرد إلقاء الثوب هما:
1 - حرمانها من الميراث، فلا يكون لها نصيب في اي مال تركه زوجها.
2 - والامر الثاني الا تتزوج وتظل حبيسة لا يسمح لها اهل بيت زوجها بالخروج او الزواج الا بأمرهم فهم احق بزواجها اذا رغب احدهم في ذلك وان شاؤوا زوجوها فهم احق بها من نفسها ـ كأنها استعبدت.
صارت كبشة حبيسة البيت لا يسمح لها اهل زوجها بالخروج مما جعلها تعيش في حزن شديد وتشعر بأنها واحدة من سبايا غزوهم او عبدة اشتروها تود لو اعتقوها.
سجدت كبشة لله سبحانه وتعالى وجعلت تصلي وتستعين بالصبر والصلاة حتى يجعل الله لها مخرجا وفرجا، وقد ايقنت تماما ان الله خير حافظ وهو ارحم الراحمين ايقنت ان الله لابد ناصرها على جهل قوم زوجها واستعبادهم فهي مسلمة موحدة واسلامها سيجد حلا لمحنتها ان شاء الله.