بقلم: د. محمد النجدي
قال سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم (وإنك لعلى خلق عظيم).
قال أنس رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا. متفق عليه
وقال سبحانه عن صفات عباده المتقين (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).
وعن عبدالله بن عمرو قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا، وكان يقول: «إن من خياركم أحسنكم أخلاقا» متفق عليه.
وقال: «ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن يبغض الفاحش البذيء» رواه الترمذي. وروى عن ابن المبارك في تفسير حسن الخلق قال: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى.
من منا لم ينقل على لسانه كلام لم يتفوه به؟
من منا لم يناله الأذى ممن حوله..؟ ولكن هل نرد الإساءة بالإساءة..؟
وهل نعامل الناس كما يعاملوننا..؟ لا، بل يجب على كل امرئ منا، أن يوطن نفسه على أن يعامل الآخرين بأخلاقه هو، وليس بأخلاقهم.
فإن أساءوا لك فأحسن... وان أحسنوا فزد بالإحسان إحسانا.
ولا ترد الإساءة بالإساءة، لأنك بذلك تتخلق بأخلاقهم وتصبح واحدا منهم.
قال تعالى (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم). وهذه الدرجة عالية، ينالها الخاصة من المؤمنين، وتحتاج إلى صبر وحلم، لذا قال سبحانه (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم).
واعلم أنك بمعاملتك لهم بأخلاقك لا بأخلاقهم، سوف تصفي نفوسهم وترجع لهم صوابهم، وتعيد لهم فرصة التفكير بأخلاقهم ثم ان أحسنت وبذلت المعروف، فلا تنتظر الثناء والشكر من أحد.
ووطن نفسك على العطاء وعدم الأخذ.. بل انتظر ثواب الله تعالى وفضله وإحسانه.
ولا تقدم رضا الخلق على رضا الخالق عز وجل.
بل ارض الخالق على حساب رضاهم.
وتذكر دوما أن رضا الناس غاية لا تدرك، ولم نؤمر به، وأنه سيظل هناك من يكرهك ويحسدك ويتجاهلك مهما فعلت.. لأسباب قد تكون وجيهة أحيانا، وقد لا تكون وجيهة بتاتا.. تمسك دائما بمبادئك الراقية، وأخلاقك العالية، عند تحاورك مع الآخرين، وترفع عن سفاسف الأمور.. ووطن نفسك على أنك ستجد في كل مكان، من لا يعجبك بعض تصرفاته.. وتخلق بأخلاق الإسلام، ولا يهمك أن يكون هناك من لا يتخلق بها من أهلها، بل اترك أمرهم لله تعالى.. وتمثل قول القائل:
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا
بالطوب يرمى فيرمي أطيب الثمر
ولا تنس أنك أنت المسؤول عن معاملة الناس لك..
قال بعضهم: كن خلوقا تنل ذكرا جميلا
وكن حسن الخلق مع نفسك، وهو ما يسميه العلماء بالمروءات
إنك بأخلاقك قادر على أن تكون شبكة واسعة من العلاقات الاجتماعية فبكلماتك المهذبة وآدابك السمحة، قدوتك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فالأخلاق هي التي تجذب الآخرين إليك، فتكون حقا الشخصية المغناطيسية الحقيقية.