الخالدي والجابري
عبدالكريم الجباري أحد نجوم النسخة الأولى من «شاعر المليون» وقد حقق مركزا متقدما للكويت في هذه المسابقة الشعرية الأضخم ويعد أحد أبرز الشعراء التقليديين الشباب في الفترة الماضية له أسلوب مميز في الإلقاء وخصوصية في المفردات، وفي مواجهته على الطرف الآخر الشاعر المميز ماجد الخالدي صاحب المدرسة الجديدة في الشعر والأسلوب المختلف والمثير للجدل الذي اقتحم عالم الشعر الشعبي من الفصيح ليثير الراكد في الساحة ويقدم أسلوبا جديدا لا يشبه سواه، شاعر فصيح مميز وشاعر شعبي مثير للجدل، يقتسمان اليوم معنا لقاء المواجهة الشعرية لنعرف مدى الاختلاف بينهما في الرؤى والذائقة.
-
الخالدي: جمهور الأمسيـات فزعة.. وأرفض شعراء التقليدية تماماً
-
الجباري:التقليدي أفضل من الحداثي وزمن الفـــزعة انتهـــى
ماذا تعني لكما الحداثة؟
الجباري: أنا شخصيا لا أرفضها إذا كانت حداثة مفردة أما حداثة التصوير والخيال والأسلوب والإتيان بجمل مبهمة فأنا أرفضها تماما، فلا يمكن لشاعر ان يأتي الى منبر ويلقي قصيدة لا يفهمها سواه.
الخالدي: الحداثة هي التجديد في كل شيء وهو المطلب الرئيسي والأول في الشعر الشعبي ليتحرك الى الأمام فلا يعقل ان نكون أسرى لمفردات وأساليب وصيغ عمرها تجاوز الـ 500 عام، لذا أنا مع التجديد في كل شيء المشكلة انه لابد من فهم الحداثة حتى يمكن ان نحكم عليها واستغرب رفض التقليديين لها.
ولكن المميزين في كل مرحلة كانوا من شعراء الحداثة؟
الخالدي: هذا صحيح، يمكن ان تأتي بأسلوب الشعر القديم ولا يعرف عنك أحد أي شيء، والدليل آلاف الشعراء متواجدون بالاسم فقط ولكن لا حضور شعريا حقيقيا لهم، هذا حقيقي كل شاعر حداثي أصبح نجم مرحلته.
الجباري: لا ليس شرطا ان يكون الشاعر المميز في كل مرحلة حداثيا فالشاعر سعد بن جدلان الأكلبي شاعر تقليدي وتجاوز الجميع رغم انه يستخدم مفردات عمرها 500 عام لأنه شاعر وكفى، دون تصنيف أنا عامة ضد تصنيف الشعراء وفق مدارسهم بان هذا حداثي وهذا تقليدي، فالشاعر شاعر حتى لو كان يكتب بلهجة قديمة.
هل خدمت القنوات الشعرية المتعددة الشعر؟
الجباري: لكل شيء سلبيات وإيجابيات، ولكنها نشرت الشعر وأعادت تعريف الناس بالشعر، وعلى الأقل قدمت شعرنا وتراثنا من جديد وأعادت إحياءه، وسلبياتها ربما لأنها في البدايات فقط ولكن أجد إيجابياتها أكثر من سلبياتها.
الخالدي: للأسف معظمها يعتمد على الشعر التقليدي، ولم تفعل شيئا سوى ان أعادت الشعر التقليدي مرة أخرى وأعادت لنا التقليديين، فللأسف أغلبها ينتصر للشعر التقليدي الممل، وأنا أرى انه لكي تنجح قناة شعرية شعبية عليها ان تخاطب الجميع بكل فئاتهم ولا تخاطب محبي وعشاق التقليدية فقط.
وهل سحبت القنوات الفضائية البساط من تحت أقدام الصفحات الشعبية؟
الخالدي: لا يوجد شيء اسمه مجال جديد يلغي مجالا آخر، وعليه فالفضائيات مجال مرئي والصفحات الشعبية مجال مقروء، فالتلفزيون لم يلغ الكتاب، والإنترنت لم يلغ التلفزيون، هذه مجالات ووسائط إعلام يكمل بعضها بعضا، وإن كنت أرى ان الصفحات الشعبية أكثر اتزانا من الفضائيات التي تعنى بالشعر الشعبي.
الجباري: نعم، كل منها يكمل الآخر، وكلها تخدم انتشار الشعر، واعتقد ان الفضائيات أضافت شيئا جديدا للشعر وانها فتحت الأبواب لمزيد من الشعراء، بعد ان كانت المساحات ضيقة سواء في المجلات الشعرية أو صفحات الشعر الشعبي.
بماذا يفيد الموقع الإلكتروني خاصة ان كلا منكما يمتلك موقعه الشعري الخاص؟
الجباري: الموقع الشعري بالنسبة لي منحني التواصل المباشر مع جمهوري وقرائي والمعجبين بي، فهم يراسلونني على الدوام، وفائدته الأولى والأخيرة انك تسمع وترى وتقرأ نقد جمهورك أو إعجابهم بما تكتب.
الخالدي: كما قال أخي عبدالكريم، الموقع الإلكتروني وسيلة للتواصل المباشر بين الشعر وقرائه وجمهوره، بل بينه وبين جمهور الشعر الشعبي بشكل عام، وأي شاعر يلتمس ردود الأفعال مباشرة على أي قصيدة يقوم بنشرها ويقرأها.
وهل تردان على قرائكما أم تكتفيان بقراءة ما يصلكما من رسائل؟
الخالدي: احرص شديد الحرص على الرد على أي رسالة كانت، وهذا واجب فمن كلف نفسه قراءة قصيدتي وكلف نفسه عناء كتابة رسالته من حقه ان أرد عليه، وأنا أحرص على جمهوري كما يحرصون علي.
الجباري: أنا نادرا ما «أشبك على الإنترنت» ولكنني لا أهمل أي رسالة وأرى كما يرى زميلي الخالدي أنه من واجب الشاعر الرد على أي رسالة وهذا ما افعله.
ألا تصلكما رسائل انتقاد عبر مواقعكما؟
الجباري: كثيرة ولكن رسالة مديح واحدة أو رسالة إعجاب واحدة تعادل ألف رسالة انتقاد، ولكن هذا لا يمنع من ان احترم النقد الذي كتبه قارئ في موقعي أو أرسل لي رسالة انتقاد.
الخالدي: «أوووووه» كثيرة، ولكن هذا دليل على التفاعل وليس دليلا سلبيا، معناه ان من يقرأ لك وينتقدك كلف نفسه وقتا لقراءتك ومن ثم تحليل قصيدتك والأهم انه كتب نقدا، وأنا احترم كل ما يكتب عني وعن قصائدي سواء بالسلب أو بالإيجاب.
ماذا عن الأمسيات هل أصبحت حقا غطاء لفزعة قبلية؟
الخالدي: لا شك ان هذا الأمر صحيح 100%، ولكن الشاعر يفرض نفسه في أي أمسية يشارك فيها.
الجباري: حقيقي ولكن الشاعر هو من يكون جمهوره من قبيلته ومن خارج قبيلته واعتقد ان زمن الفزعة القبلية في الشعر قد انتهى، أو انه بدأ ينتهي.
بنت الرماد
فلسفة مفردات خاصة وتركيبة لغوية مختلفة ونفس شعري متميز، هكذا نختصر قراءتنا لقصيدة ماجد الخالدي الجميلة التي لا تشبه أحدا سواه ولا يشبه أحدا سواها.
-
إذا انولدنا نرفض الدنيا ونبكي بالمهاد
-
واللي رفضوها نفسهم من أجلها يتذابحون
-
صادفت بنت عيونها أوسع من حدود البلاد
-
وفي وجهها حزن المواني لمّا يغشاها السكون
-
كانت شفايفها مثل جرح يدوّر عن ضماد
-
وكان البخور بشعرها يتحدّى عطر الزيزفون
-
يا حسرةٍ على العيون اللي غفلوا عنها العباد
-
كأنها محل ورد.. ونظرتي أوّل زبون
-
سألتها ش.. اسمك؟ وقالت: نادني (بنت الرماد)
-
سألتها من وين هذا الهم؟ قالت لي (بدون..)
-
يعني أنا الحلقة الأخيرة من حكايا (السندباد)
-
يعني أنا من ناس ماتوا قبلما هم يولدون
-
أحيانا أضحك بس قلبي مرتدي ثوب الحداد
-
هم أكثر أهل الأرض أحزانا.. هم اللي يضحكون
-
لأن الحزن مقرف ولكنه ضروري كالسماد
-
ولأن الفرح مثل الحبيب اللي نداريه ويخون!
شرقها وغربها
لعبدالكريم الجباري نفس مميز في القصائد التي يكتبها، يتنفسها، يعيشها، ليتفاعل معها الجمهور، ملك السهل الممتنع بتقليدية رائعة.
-
لا قلت لك خلني تكفى تخليني
-
النفس ضاقت وتعرف من مضيقها
-
ماني بحاجة علومك لو تسليني
-
بعد عن العين وأحسن لو تفارقها
-
لا ضقت أنا حتى روحي ما تدانيني
-
وإليا هدى البال غربها وشرقها
-
لو كان غيرك حرام إنه يحاكيني
-
لو كان كل الدروب البيض يطرقها
-
تدري وش اللي ذبحني والبلا فيني
-
بعرف عروق الغلا وشلون تسرقها
-
يمكن تكون الخيانه من شراييني
-
وإلا حظوظــــــــك يجــــوز اللـه موفقهــــا
-
ما قلت لحدن سوى (أمي) يا بعد عيني
-
وشلوووون خليتني لعيونك أنطقها
-
يا روح روحي يا قلبي يا بساتيني
-
يا بسمة العين ليه العين ترهقها