العليمي: الحياة الزوجية ليست قائمة دائماً على الحب لكنه يأتي لاحقاً بالتفاهم وحسن العشرة
حدثنا عن محتوى مؤلفكم «نصائح البدايات (بعد عقد الزواج)».
هي مجموعة من التوجيهات والنصائح لكل من رضي بهذه الشراكة الجديدة، فوضع اسمه في عقد الزواج، الذي هو ميثاق غليظ وعقد مبارك ينبغي علينا ملاحظته والانتباه إليه خاصة مع أول بدايات السير في درب الحياة الزوجية وخصوصا لحديثي الزواج.
عقبات البدايات
ما سبب تأليفك للكتاب وما الرسالة التي تريد إيصالها عبر مؤلفكم هذا؟
عادة مع فرحة الأهل في تحقيق الزواج لابنهم أو ابنتهم ودخولهم إلى حياة جديدة فإنهما سيحتاجان فيها إلى التوجيه والنصح لجعل هذه الحياة والشراكة الزوجية سعيدة ورائعة، وحذار من وقوع المنغصات والمكدرات التي قد تعترض مسيرة الحياة الزوجية لأسباب عديدة، منها اجتماع أطراف غريبة عن بعضها في مسكن واحد، وفي اتصال جديد عليهما، ومنها اختلاف وجهات النظر والرأي، وتفاوت السلوكيات والأذواق، ومع حذر الوقوع في ذلك وجب التنبيه لأن العاقل من وأدها وهي في مهدها وبداية ولادتها ولا حرج عليه لو استعان بمن يثق بدينه ونصحه في علاج الخلافات الواقعة بينه وبين زوجته، في سبيل ان تسير سفينة الزواج على مياه هادئة سعيدة.
من هنا جاءت هذه الرسالة في النصح والتنبيه على تلك العقبات التي ينبغي ان نحذر منها ونتذكر ان صفاء الحياة الزوجية في بداياتها مع وضوح نقاط التفاهم بين الزوجين من بداية الالتقاء سيجلب بإذن الله على الزوجين السعادة والرحمة في علاقتهما.
التهيئة النفسية
بعض الأزواج يقبل على الزواج دون تهيئة نفسية فيفاجأون بعد ذلك بحجم المسؤولية الملقاة على كاهلهم وبالحقوق الواجبة عليهم، فما توجيهكم حيال هذه المشكلة؟
واجب على أهل الفتاة ان يبينوا لبنتهم ما يتعلق بالمرحلة القادمة، من جهة معيشتها مع رجل له الأمر والنهي عليها، وهو القائم على حياتها، وان عليها ان تتغير في سلوكها من كثرة الخروج والزيارات وغيرها من الأمور التي هي بحاجة لها نفسيا في علاقتها مع زوجها.
وكذا الأمر بالنسبة للرجل، فعليه ان يستعد نفسيا مع ولوجه الى حياة تختلف عما كان عليه سابقا وهو أعزب، فعليه ان يتغير وينظم حياته بما يتوافق مع حاجيات بيته وزوجته، لأن تلبية امور الأسرة مقدمة على رغبات الأصدقاء والديوانية.
فالاستعداد النفسي له أثره البالغ في تهيئة الأجواء لإقبال الشاب على حياة جديدة وكذلك الفتاة.
التجهيزات الظاهرية
لكننا نرى بعض الأسر مع الأسف تغرق نفسها في الاستعدادات الخارجية والتجهيزات الظاهرية مهملة الأمر الأهم وهو الاستعداد لحياة ما بعد الليلة الأولى الحياة الحقيقية، فما تعليقكم على هذه الظاهرة؟
مع الأسف، الأم غالبا ما تحرص على تجهيز ابنتها لحفل الزواج، ولن تبخل عن ذلك بشيء، وهذا حرص على أمر عابر سيطويه النسيان بعد زمن، وقد لا يبقى منه إلا الصور في الذهن، ويا ليته لو اكتمل من طرف آخر، ألا وهو الاستعداد الفعلي بكيفية تجهيز الفتاة لزوجها في معرفتها كيفية رعايتها لبيتها وله.
وهذا الأمر نابع من قوله صلى الله عليه وسلم: «والمرأة في بيتها راعية ومسؤولة عن رعيتها» رواه البخاري، ولذا يتوقع الزوج ان تكون الفتاة على قدر من حسن التدبير والرعاية له من جميع الأمور في البيت، دلالة منها على حرصها على كسب قلبه، بدلا من ان تكون الفتاة مازالت تعيش في رعاية أمها او الخادمة، وأن تذكر ان الإنسان تسترقه الرعاية وكريم الاهتمام، وسيكون طوعا لمن يقوم على مصالحه وراحته.
هل هناك آداب وسنن شرعية يستحب للأزواج الالتزام بها في حياتهم؟
نعم، هناك آداب شرعية كثيرة في الشريعة الإسلامية، كملاطفة الزوجة ووضع اليد على رأسها والدعاء لها، واغتسال الزوجين معا، وغيرها من الآداب النبوية الكثيرة التي ذكرتها في الكتاب، فليرجع لها القارئ إن أحب الاستزادة.
المودة والرحمة
البعض يسأل أين ذكر الحب في العلاقة الزوجية؟
وعلى اي شيء تبنى هذه العلاقة الوثيقة إذن؟ الحياة الزوجية أساس قوامها صفتان عظيمتان ـ بالطبع بعد فضل الله على الزوجين وبركته على حياتهما ـ وهاتان الصفتان هما المودة والرحمة، قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)، فالمودة هي أولى مراحل الانجذاب والراحة بين الجسدين الغريبين اللذين اجتمعا بعقد الزواج والرحمة، حتى يرحم كل طرف حال الآخر لو وقع في زلة أو حدثت منه هفوة.
وقيل ان المودة في بداية العلاقة الزوجية، والرحمة تكون بعد تقادم العمر في الزوجين، فحين يمضي عليهما السن في الضعف وقلة الحيلة في تدبير الأمور الزوجية فإن الحاجة إلى الرحمة تكون أمرا ضروريا، ليرحم كل طرف الآخر لو جاءه المرض أو وقع به العجز.
والحياة الزوجية ليست قائمة دائما على الحب في جميع أحوالها وأقوالها ومشاعرها، لكنه سيأتي لاحقا بعد ذلك حين يتواجد التفاهم والراحة وحسن العشرة بين الطرفين.
صدمات في البداية
هل من نصيحة أخيرة تقدمها للأزواج الجدد؟
السعادة الزوجية قوامها اختيار الزمن المناسب في الالتقاء والجماع، وانتقاء الكلام المناسب خصوصا في الأيام الأولى من بدء الزواج، فحذار من الصدام مع الزوجة بمزاح ثقيل، مثل ما يلقيه بعض الأزواج مازحا: سأتزوج من ثانية، فهذا كلام موجع لقلب الزوجة ولو كان مازحا، وهل سيرضى الزوج من زوجته لو قالت له: يا ليتني اخترت فلانا ولم أكن لك زوجة؟ فهل يا ترى سيعجبه هذا القول؟ او بفعل عنيف لا يتناسب مع أنوثتها.
ولنتذكر قوله تعالى: (وعاشرهن بالمعروف)، وأيضا امر النبي صلى الله عليه وسلم الرجال جميعا بقوله: «استوصوا بالنساء خيرا» رواه البخاري، وليتوقع الزوجان ان يكون بينهما اختلاف في وجهات النظر والذوق والسلوك، لكن لا نجعل هذا التنوع في الآراء سبيلا الى وجود اختلاف تضاد، ومنه ثم حدوث المشاكل.أكد الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية بالكويت الداعية راشد سعد العليمي على أهمية تهيئة الزوجين نفسيا قبل دخولهما العش الزوجي، محذرا في الوقت نفسه من إغراق الوالدين بالعناية بالمظاهر الخارجية الوقتية على حساب فهم وتقدير المسؤولية الزوجية الحقيقية من الطرفين.
وأضاف أن على الزوجين ألا يجعلا من اختلافهما في الرأي ذريعة لخلق المشاكل واصطناع الأزمات، لافتا إلى أن تدخلات الأطراف الخارجية وإفشاء الأسرار الزوجية دائما ما تعقبها تأجيج للمشاكل بين الزوجين كما أوضح الخبير الأسري ورئيس لجنة بر الوالدين التابعة لجمعية إحياء التراث بمنطقة حطين الشيخ راشد العليمي في لقائه مع «الأنباء» وعبر مؤلفه المفيد «نصائح البدايات (بعد عقد الزواج)» إلى أن الزواج يبنى على المودة والرحمة وحسن العشرة وهو صريح ما جاء في القرآن الكريم «وجعل بينكم مودة ورحمة»، مشيرا إلى أن الحب يأتي لاحقا حين تتعزز تلك المعاني وفيما يلي نص الحوار حول محتوى مؤلفه القيم:
المطر: حفظت القرآن في ثلاث سنوات وبدأت الإمامة وعمري 15 عاماً وتأثرت بالشيخ محمد أيوب
طالب القارئ مشعل المطر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بضرورة السماح للجوامع الكبرى ومصليات الضواحي على أقل تقدير بتشغيل ميكروفوناتها الخارجية ليعم استماع قراءة القرآن الجميع، مشيرا إلى كثرة الذين اهتدوا بمجرد سماعهم للتلاوة الحسنة والمجودة للقرآن.
وأوضح المطر في لقائه مع «الأنباء» أهمية تدبر القرآن الذي هو كلام رب العالمين وحجته على خلقه أجمعين، محذرا من هجره والبحث عن الإعجاز الرباني في غيره، فكثير من المصلين يقصدون مسجد ضاحية الرقة للاستماع لقراءه القارىء مشعل المطر الخاشعة وصوته الشجي، حيث تجد الحضور الكثيف يحتشد وراءه في صفوف طويلة، وقد سخر جودة صوته في القرآن لهداية الناس وتحبيبهم فيه، وفي الحديث النبوي الشريف «ليس منا من لم يتغن بالقرآن».
تحمل مسؤولية الإمامة في صغره وجد وثابر لإتمام حفظ القرآن الكريم في أقل من 3 أعوام، كما تفضل الله عليه بالإمامة في المسجد الكبير مع قراء الكويت الكبار، وقد وفق للتلمذة على أكابر مشائخ القرآن الكريم في هذه الأيام، وهو إمام الحرم المدني الشريف الشيخ محمد أيوب، وفيما يلي نص الحوار:
حدثنا عن بداياتك مع حفظ القرآن الكريم وتجويده؟
بدايتي في حفظ القرآن كانت في فترة الاحتلال الغاشم على الكويت عام 1990، حيث اضطررت حينها إلى الإقامة في الرياض وعمري وقتها 15 سنة، وهناك وجدت من شدني للحرص على القرآن الكريم، فالاهتمام هناك بحلقات تحفيظ القرآن كان واضحا ومميزا.
كما أن بدايتي في إمامة المصلين كانت أيضا في تلك الأيام، وكانت تطوعا في المسجد المجاور لإقامتي وليس كوظيفة، ولها قصة جميلة، فقد ذهبت أصلي ذات يوم لصلاة المغرب ولم يكن الإمام حاضرا فقدمني أهل المسجد، وحينما سمعوا قراءتي أثنوا عليها وأعجبوا بقراءتي، وتكرر الأمر نفسه في صلاة العشاء، ومن حسن حظي أن الإمام كان مسافرا إلى اليمن وعاد بعد مدة مما ألجأ المصلين وأهل الحي إلى الطلب مني والإلحاح لتسلم زمام الإمامة في المسجد حتى عودة الإمام، فتحملت حينها المسؤولية وهي مسؤولية كبيرة بلاشك، وأنا مازلت في الخامسة عشرة من عمري.
وألزمت نفسي من حينها على إتمام حفظ القرآن الكريم كله كي أحقق مسؤولية الإمامة بالشكل المطلوب، وبعد العودة للكويت كنت قد أتممت نصف القرآن حفظا بحمد الله، وتابعت مسيرة الحفظ وسعيت إلى إتمام الخمسة عشر جزءا المتبقية حيث أنهيتها تماما في عام 1993م، أي خلال ثلاث سنوات، كما عينت مؤذنا في أحد مساجد الكويت بعد التحرير ولم أعين إماما، وذلك لأنهم اعتبروني قاصرا آنذاك كوني لم أتجاوز 16 عاما، مع ذلك فقد كنت أؤم وأصلي بالناس وأنا بوظيفة مؤذن بالتكليف، وأتممت المشوار بتعييني إماما وخطيبا عند بلوغي سن العشرين، وأمسكت زمام المسجد منذ ذلك الحين وإلى أيامنا هذه.
الشيخ محمد أيوب
سمعنا أنك تأثرت جدا بالشيخ محمد أيوب، فهل التقيت الشيخ وأخذت منه سندا في القرآن؟
الشيخ محمد أيوب كما هو معروف إمام الحرم المدني حفظه الله، وقد تأثرت به كثيرا منذ بداياتي مع القرآن وعمري 15 سنة، وقد كنت أستمع لقراءته في الحرم وأحببتها جدا، وحاولت أن أقلد الشيخ في تلاوته وطريقة ترتيله، حتى أني اشتهرت في الكويت في تلك الفترة بإجادتي في تقليد تلاوته.
وحين التحقت بالجامعة الإسلامية في كلية القرآن في المدينة النبوية صادفت أن كان الشيخ محمد أيوب يدرس في نفس الكلية، وطلبت حينها من الشيخ أن يسمح لي بالقراءة عليه، فقرأت القرآن عليه كاملا خلال سنة تقريبا، ومنحني بعدها إجازة وسندا في الحفظ.
كما استفدت من الشيخ حسن الأخلاق والتواضع، فالشيخ محمد أيوب ورغم علو قدره في القرآن الكريم ترتيلا وتجويدا فإنه إذا جلس وقدم عليه من لم يسبق له رؤيته لم يعرفه وذلك من شدة تواضعه، فهو يحرص أشــد الحرص على الإبتعاد عن الشهرة والأضواء.
لاشــــــــــك أن للأسرة دورا كبيرا في نجاحك وإتمامك لحفـظ القــرآن الكـريم وإجادة ترتيله، فحدثنا عن ذلك؟
أولهــم الوالد، رحمه الله، فقد كـان حافظا للقرآن، بل كان يختمه قراءة كل ثلاث ليال، فأكثر وقته مع المصحف، وكذلك أخي الكبير لا أنسى أثر تشجيعه لي على الدوام، كما كان لدعاء الوالدة لي الأثر الكبير.
كيف كانت تجربة الإمامة في مسجد الدولة الكبير أمام الحشود الكبيرة من المصلين؟
تجربة المسجد الكبير تجربة طيبة، وقد تشرفت بذلك عام 2004م، حيث وقع الاختيار علي ضمن 9 قراء كويتين للإمامة فيه لصلاة القيــام، والمسجد كما هو معلوم مليء بالحضور، وله هيبتــه الخاصـة ورهبته.
هداية القرآن
لكن هل تسهم قراءتك للقرآن في هداية الآخرين؟
نعم، فهناك من التزموا بفضل الله ثم بفضل سماع القرآن، وأذكر أن أحدهم يقول «كنت لا أصلي ووقتي ضائع بمشاهدة الأفلام، وفي يوم من الأيام بينما أنا جالس في غرفتي وأشاهد بعض تلك الأفلام الخليعة استمعت إلى قراءتك وأنت تصلي في صلاة القيام وتقرأ في سورة مريم، عند قوله تعالى «فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا».
يقول «فأغلقت التلفاز وخرجت لأستمع وأنصت لقراءتك من قريب، ووقع في قلبي خوف ورهبة شديدة حتى أني لا أعرف كيف قمت وتوضأت لألحق بك وأصلي معك بقية الركعات»، ومن يومها ولله الحمد وقد منّ الله عليه بالهداية، بفضل الله ثم باستماع القرآن.
وهذا بلاشك من فضل تشغيل الميكروفونات الخارجية آنذاك، حيث لها فوائد عديدة، فالبعض يكون في غفلة ويحتـــاج الى من يذكره بصــوت القرآن لذا أحــــت وزارة الأوقاف على السماح بتشغيل الميكروفونات الخارجية في مساجد الضواحي.
صفحات نوافذ الأنباء الرمضانية كاملة في ملف ( pdf )