محمد سيسوكو: أفتخر بإسـلامي.. وأحرص على أداء الصلوات الخمس
نفى لاعب يوڤنتوس الإيطالي والمنتخب المالي محمد لامين سيسوكو أن يكون قد قدم اعتذارا للصحف الإيطالية عن التزامه بصيام رمضان خلال مشاركته في مباريات الدوري الإيطالي ما أدى إلى تراجع مستواه، مؤكدا أنه فخور بكونه مسلما من افريقيا، وذكر سيسوكو من مقر إقامته في إيطاليا ملابسات انتقاله من ليڤربول الإنجليزي الذي جلس على دكة احتياطيه لفترة طويلة، دافعا عن نفسه تهمة الخيانة التي وجهت إليه عندما غادر معسكر المنتخب المالي قبل المباراة الحاسم ة أمام ساحل العاج في كأس افريقيا الأخيرة لتوقيع العقد مع يوڤنتوس.
ويعد سيسوكو (23 عاما) أحد أبرز اللاعبين الذين شهدت الملاعب الإيطالية تألقهم في الفترة الأخيرة، إذ نجح رغم صغر سنه في حجز مكان أساسي في تشكيلة فريق «السيدة العجوز» فور انتقاله من ليڤربول الإنجليزي مطلع العام الحالي، قبل أن يشق طريقه إلى قلوب الجماهير الإيطالية التي لا تميل بسهولة إلى اللاعبين ذوي البشرة السمراء.
واعتمد المدير الفني ليوڤنتوس كلاوديو رانييري على سيسوكو ـ الذي اختار اللعب لمنتخب مالي رغم استدعائه لتمثيل فرنسا دوليا ـ، كركيزة أساسية في الشق الدفاعي لوسط ميدانه، إذ كان له دور كبير في تحقيق الفريق سبعة انتصارات متتالية الموسم الماضي، جاءت 3 منها على حساب حامل لقب الدوري الإسباني في الموسمين الأخيرين ريال مدريد وروما حامل لقب كأس إيطاليا قبل تعرضه للإصابة. وكان اللاعب المالي الذي يحمل الجنسية الفرنسية أيضا قد افتتح بيتاً للأيتام في عاصمة مالي وذلك لخدمة اطفال مالي الذين يتشردون، وكشف انه يتمتع بالحياة في تورينو وانه سعيد باللعب مع يوڤنتوس.
أداء الصلوات الخمس
وتحدث محمد سيسوكو عن أصوله التي ترجع إلى قبائل السوننكي المسلمة في مالي، مشيرا إلى أن والده الأمين يجيد قراءة اللغة العربية، وقال «أنحدر من عائلة مالية مسلمة هاجرت إلى فرنسا قبل مولدي، وأنا مسلم ملتزم أؤدي الصلوات الخمس بانتظام، لكنني للأسف لا أجيد قراءة اللغة العربية». أما عن الاعتذار الذي نقلته صحيفة «لا غازيتا ديللو سبورت» الرياضية الإيطالية على لسان اللاعب لجمهور يوڤنتوس في سبتمبر الماضي، والذي أرجع فيه انخفاض مستواه في رمضان إلى الصيام، فقد أكد سيسوكو أنه لم يكن يقصد الاعتذار عن أدائه فريضة الصيام التي يعتبرها واجبا دينيا لا يمكن التنازل عن أدائه، وقال: «كنت أوضح سبب انخفاض مستواي في المباريات التي لعبناها نهارا، ويبدو أن بعض الصحافيين أساؤوا فهمي».كما وصف اللاعب الذي سبق أن دافع عن ألوان ڤالنسيا الإسباني وليڤربول الإنجليزي، مدربه الإيطالي كلاوديو رانييري بالرجل الذي يتمتع بعقلية الانتصار، «ما دفعنا للوقوف إلى جانبه في الفترات العصيبة ومساعدته على الخروج من محنة الفريق، وسأسعى شخصيا للحفاظ على علاقتي الطيبة به دائما، بعد أن أنقذني من التجربة الصعبة التي قضيتها مع ليڤربول تحت إمرة الإسباني رافاييل بينيتيز».
وكان سيسوكو لعب لليڤربول 3 مواسم لم يشارك خلالها سوى في 51 مباراة، حيث فضل المدرب الإسباني الاستعانة بمواطنه الونسو والأرجنتيني خافيير ماسكيرانو في وسط الملعب، الأمر الذي جعل من اللاعب المالي ملازما دائما لمقاعد البدلاء قبل الانتقال إلى يوڤنتوس في يونيو 2008.
أما فيما يتعلق بالمنتخب المالي، فأبدى سيسوكو ثقته بقدرة بلاده على تجاوز التصفيات الافريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، والوصول إلى المونديال العالمي عن المجموعة الرابعة التي تضم إلى جانبه كلا من غانا والسودان وبنين.واعتبر اللاعب الذي مثل بلاده في 14 مباراة دولية، المنتخب الغاني ـ ثالث افريقيا 2008 ـ المنافس الوحيد على البطاقة المؤهلة، «إلا أن بإمكاننا الاعتماد على تشكيلتنا القوية للتغلب عليهم وتحقيق الحلم الذي يراود اللاعبين والجماهير»، رغم اعترافه بأن أداء مالي في بطولة الأمم الافريقية الأخيرة لم يكن على مستوى التطلعات، «لأننا لعبنا كأفراد يتميز كل واحد منهم بمهاراته الخاصة بدلا من اللعب بطريقة جماعية فعالة».
وعلى الرغم من انحداره من عائلة كروية عريقة وقضاء معظم أوقاته في الملاعب الأوروبية، وجد سيسوكو الفرصة ليتابع آخر مستجدات الساحة السياسية، وعبر عن سعادته قبل نهاية العام الماضي بفوز مرشح الحزب الديموقراطي باراك اوبـاما في الانتخابات الأميركية مطلــــــــع نـــوفمبــر الماضي.