ساري وبن جبران
مساعد بن جبران اعلامي وشاعر قلطة، وأحد نجوم شاعر المليون، شاعر من الطراز النادر، استطاع التحليق في عالم النجومية منفردا، سواء في القلطة التي اشتهر بها أو «المليون»، مساعد الهادئ جدا اليوم في مواجهة الاعلامي محمد ساري رئيس تحرير مجلة «أصالة الخليج» الذي عبر عن آرائه كما عهدناه بجرأة وصراحة تامة، و«ساري» يعتبر أحد نجوم الاعلام الشعبي وقد قدم للاعلام الشيء الكثير، ومازالت بصماته واضحة في الساحة الشعبية.
محمد ساري: القص واللصق أهم سمات عمل المعد الشعبي
مساعد بن جبران: الإعلام قادر على جعل «الشويعر» نجماً
في البداية هل من الضروري ان يكون المعد شاعرا؟
مساعد بن جبران: بكل تأكيد هذا أمر مهم وضروري لأداء عمله بالشكل المطلوب، وأبسط مهام المعد هي إلمامه بالشعر من حيث بنائه الصحيح وأهم لبناته وهو الوزن، الشاعر وحده هو القادر على تمييز القصيدة الموزونة، وهو الوحيد القادر على تحديد القصائد الخارجة عن دائرة الوزن السليم، خصوصا في الاوزان الصعبة وغير المطروقة كالهلالي والهجيني والحان القلطة.
محمد ساري: بالتأكيد لي وجهة نظر مخالفة بشدة، في البداية يجب ان نحدد اولويات العمل كمعد للصفحة الشعبية وهي التواصل مع الشعراء وانتقاء القصيدة المتميزة من بين مئات القصائد التي تصل في البريد الالكتروني بالاضافة الى البحث عن الشاعر المبدع وعدم الاكتفاء بمعاينة قصائد البريد التي يندر ان تجد بها قصيدة ابداعية.
أما بخصوص مسألة معرفة الاوزان فهذا الامر ليس مقصورا على الشعراء، القصيدة سليمة الوزن يعرفها المتذوق ايضا، وهناك تجارب ناجحة للعمل الاعدادي من قبل شخصيات لم يعرف عنهم انهم شعراء وعلى سبيل المثال أذكر الشهيد محمد المطيري في جريدة «الأنباء» في أوائل الثمانينيات الذي مازالت تجربته مثالا للعمل الاعدادي الرائع في الساحة الشعبية.
مازلت تشرف على صفحة مواسم الراي، ما الذي اختلف في رؤيتك للساحة الشعبية قبل وبعد تسلمك مهام الاعداد؟
مساعد بن جبران: لا شك أنها اختلفت بشكل كبير، خصوصا نظرتي للعمل الاعدادي ومعرفتي بأدواته بعد مزاولتي له، وهذا ما جعلني لا ألوم أي معد لا يتسنى له أن يرضي جميع الشعراء وجميع الاذواق لأنه مقيد بمساحة ضيقة مقارنة بالكم الذي ينتظره للنشر من قصائد ومواضيع، وهنا تأتي ذائقة المعد ورؤيته لتغطية اكبر قدر ممكن من شرائح الجمهور، هذا من جانب ومن جانب آخر لا شك ان التعامل مع الشعراء كمسؤول صفحة يختلف اختلافا كليا عن التعامل معهم كزميل في الساحة، وهذا يستوجب مني التواصل معهم بشكل مستمر.
ما رأيك في أداء الصفحات الشعبية، خصوصا بعد اقرار قانون المطبوعات الذي ادى الى زيادة عددها في السنتين الماضيتين؟
محمد ساري: التنوع دائما يخلق مناخا صحيا للمنافسة والمنافسة بحد ذاتها كفيلة بأن ترتقي بالعمل، في السابق كان العمل الاعدادي في الصفحات الشعبية أقرب ما يكون للقص واللزق وأعني بهذه الكلمة اقتصار عمل المعد على تسلم ونشر القصيدة فقط، ولكن في الآونة الاخيرة انشئت صفحات شعبية من معدين شباب استطاعوا أن يغيروا هذا المفهوم ومارسوا العمل الصحافي في صفحاتهم، ومن ذلك اجراء الحوارات والاهتمام بالكتاب واجراء التحقيقات الصحافية، وهذا ما يسمى بالصحافة الشعبية التي تختلف اختلافا كليا عن مفهوم الاعداد الشعبي.
هل لك أي تعليق على رأي محمد ساري بخصوص التغييرات التي طرأت في الصفحات الشعبية؟
مساعد بن جبران: انا لا ارى اي تجديد أو تطوير في الصفحات الشعبية، مازالت ادوات العمل الاعدادي في الصفحات الشعبية لم تتغير، وبكل صراحة معد الصفحة الشعبية لا يستطيع مزاولة العمل الصحافي القائم على مفاهيم الصحافة الشاملة وهذه حقيقة لابد من الاعتراف بها، مهما حاولنا انكارها ولكن هناك من يحد ويمنع من تحقيق ذلك، الصفحة الشعبية لا تستوعب العمل الصحافي الاحترافي بعكس المجلات الشعبية التي يساعدها عامل الوقت والمساحة المخصصة بالاضافة الى اهتمام الشعراء النجوم بالتواصل معها وهذه الامور لا تتوافر في الصفحات الشعبية، أغلب المعدين يحاولون ان يقدموا عملا صحافيا احترافيا ولكنها تظل محاولات على استحياء ولا تستمر لفترة طويلة.
ولكنها في يوم من الايام كانت البوابة الوحيدة للنجوم؟
مساعد بن جبران: لم تكن بوابة للنجومية، ولم تكن هناك نجومية بالمفهوم الذي نعرفه الآن، الصفحة الشعبية كانت بوابة للمبدعين لأنها المتنفس الوحيد آن ذاك، اما الآن فقنوات الاعلام اصبحت كثيرة وباستطاعتها ان تجعل من «الشويعر» نجما من خلال تكثيف الضوء عليه وجعله وجها مألوفا للجميع، فتجد الجميع يعرفون اسمه ويتداولونه، ولكن لا يحفظون له بيتا واحدا، وهذه من المخرجات السلبية لتعدد وسائل الاعلام.
هل مازالت الصفحة الشعبية قادرة على تصدير نجوم للساحة الشعبية؟
محمد ساري: أنا كلي ثقة بأن الصفحة الشعبية هي الوسيلة الاعلامية المستمرة في عطائها بنفس الاداء الذي بدأته دون التأثر بالظروف الاخرى، فلو لاحظنا فسنجد ان المجلات الشعبية وصلت الذروة واصبحت بوابة النجوم الوحيدة في الساحة الشعبية، ولكن اين هي الآن؟ وايضا القنوات الفضائية كانت في بدايتها محط اهتمام الشعراء النجوم ولكن اين هي القنوات الفضائية الآن مقارنة باهتمام الشعراء عموما بالمسابقات الشعرية والبرامج التسابقية، اذن فالصفحة الشعبية ما زالت محط اهتمام الشعراء جميعا بشتى مستوياتهم، فتجد النجم يهتم بتواجده مثله مثل الشاعر المبتدئ.
الباقيات الصالحات
- يا من تشاورني وبينت خافيك
- ان قلتلك كلمة صحيح احتملها
- لا طالني مرك ولا ذقت حاليك
- خوّة صدف وقتك جديرا بأجلها
- ومن واجب الخوه ابرك واداريك
- واضغط على نفسي واخفي زعلها
- ولابد ما تقفي وغيري يخاويك
- ويبين لك نجاحها من فشلها
- من خبرتي توّك تجرب مساعيك
- وجديدها ما يخبرك عن سملها
- اصبر ودورات الليالي توريك
- وتاخذ عبر بحداثها وتعقلها
- لكن انا بعطيك نبذه ووصيك
- والباقيات الله بغيبه كفلها
- من واقعك لا تبني الا مباديك
- اللي يجنبك النفوس وجهلها
- ومن الخيال ابن المداين يباديك
- وبعد البنا هد المداين بهلها
- وارفع مقامك لا يجي فيك تشكيك
- ثقتك في نفسك يقلل زللها
- واحذر تجامل واحد ما يدانيك
- لو حاجتك دونه ضعيف أملها
- ترى الدسائس بالعمل ما تعليك
- اختر جزال سمانها عن هزلها
- عملك بعيون الرجاجيل يحييك
- وان كلفوك بكلمة الحق قلها
- ولا تلتفت للي مضى من لياليك
- ما فات مات وقولتك لو زلها
- اللي يفوتك فات غيرك وقافيك
- امور وان فاتتك دوّر بدلها
- وخل الطمع دايم عدوّك وتنبيك
- دنياك عن ناس طمعها خذلها
- رزقك مسجل وانت في الرحم ويجيك
- وارزاق غيرك ما تجي غير اهلها
- كل الأمور مثبته عند واليك
- وروس القمم ما خلدت من وصلها
- دنياك لو تضحك بوجهك تبكيك
- والنفس ما تدري متى وقت اجلها
- انصحك لا تركض وراها وتغريك
- هذا رحل عنها وهذا نزلها
- اللي يمشي ركب غيرك يمشيك
- والباقيات الصالحات وعملها
مساعد بن جبران